728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

لدي ابن أخ يرفض الذهاب إلى المدرسة، وهو الآن في السنة الدراسية الرابعة، وهذا هو المشكلة أنه في السنوات السابقه لم يفعل ذلك، ولكنه الآن بدا بذلك، تواصلنا مع المدرسة ومع الأخصائيات، والولد ليس لديه أي مشكلة في المدرسة، إلا أنه ولد مشاغب، وهذه المشكلة كانت لديه من السنوات السابقة. إنه ولد ذكي جدا وطموح، ممتاز أكاديميا إلا أنه متدني سلوكيا، يضرب ويشتم لأتفه الأسباب، ولكنه الآن بدا بعناد عدم الذهاب إلي المدرسة، وهو أيضا حين يرجع من المدرسة لايوجد فيه أي علامة من العلامات التي تدل على أن لديه مشكلة، بالعكس يلعب ويرمح كالعادة حاولنا معه كثيرا، والآن نضعه في السيارة، ونذهب به إلى المدرسة، وهناك رجل الأمن يرفعه ويذهب به داخل المدرسة، نفعل ذلك منذ ثلاثة أيام.
إنه الابن الوحيد لأخي، ولديه أخت، وهو المدلل، طلباته مستجابة. وينضرب كثيرا لأتفه الأسباب، يضربونه، وشديد العناد، إلا أنه ذكي جدا.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أختنا الفاضلة، في البداية نشكر لك تواصلك وثقتك في جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، ونسأل الله أن يسعدكم بتفوق ابننا الحبيب. وفيما يخص استشارتك نسوق لك الرد التالي:
من خلال رسالتك، يبدو أن الأسباب مكتملة لكي يكون ابننا عنيدا ومتمردا؛ فهو طلباته مجابة دائما، وهذا كفيل بأن يخلق منه شخصا عنيدا يتمرد عندما لا تجاب طلباته، كما أنه في الوقت ذاته يتعرض للعقاب البدني، ونظرا لأن شخصيته قوية فهو يرفض هذا الأسلوب، وكان رد فعله هو العناد والرفض المستمر لأي شخص يعارضه، وبالنسبة للمدرسة، فالسبب الرئيس لأنه مشاغب هو أنه يريد أن يظهر للجميع بأن له شخصيته المستقلة، وأنه قادر على قيادة نفسه بنفسه دون وصاية من أحد..
وبالنسبة لعزوفه عن الذهاب للمدرسة، نعتقد أن الجميع شريك في هذا السلوك، سواء المنزل أو المدرسة، وبالتالي ننصحكم أختنا الفاضلة بالتالي:
1- ابننا بحاجة إلى الشعور بأنه له قيمته، وبالتالي فهو في حاجة إلى المدح، ولذلك نقترح عليكم أن تمدحوه في سلوك جيد قد مارسه، ويفضل أن يكون المدح أمام الآخرين.
2- أشعروا ابننا بأن له دور مهم في الأسرة، وأسندوا له بعض المهام التي يمكنه القيام بها، كأن يشتري بعض الأغراض التي تحتاجها الأسرة، أو يكون مسئولا عن الإشراف على تنظيف المنزل، وغيرها من الأدوار القيادية.
3- ابتعدوا تماما عن التدليل الزائد، فنحن نتفهم أنه هو الولد الوحيد، والولد في الأسرة العربية له مكانته، ولكن لا تفضلوه على أخته، بل عاملوهما بمبدأ المساواة والعدل. لأنه في حالة تفضيله على أخته فإن ذلك يورث لديه الأنانية، خاصة وأن شخصيته قوية.
4- دفء العلاقات الأسرية له دور هام في سلوك الأبناء، فاحرصوا كل الحرص على إبعاد أبناءنا عن الجو المتوتر والمشحون داخل الأسرة، وليكن النقاش هادئ.
5- بما أن ابننا حفظه الله، ذكيا، فلا تتعاملوا معه بلغة الأوامر، بل ناقشوه وأقنعوه بالأدلة التي تدعم وجهة نظركم، لأنه إن لم يقتنع فإنه سيعاند بقوة، وهذا ما تمثل في أمر عزوفه عن الذهاب إلى المدرسة.
6- ننصحكم بالجلوس معه مرة أو مرتين يوميا جلسة حوارية ودية، وتناقشوا في أي أمر عادي من الأمور، واسمعوا منه، واجعلوه يتحدث ويخرج ما بداخله، فإن ذلك يفرغ الشحنة الموجودة بداخله، ويشعره بقيمته، ويدعم ثقته بذاته، وينشيء علاقة ود بينه وبين أفراد الأسرة، وبالتالي ينصاع لطلبات والديه، ويثق بهم.
7- ناقشوا ابننا الحبيب في أسباب عزوفه عن الذهاب للمدرسة، فلربما يكون فيها ما يضايقه، أو هناك من يمارس عليه ضغطا من الضغوط كالعقاب مثلا، وهو ما يتناقض مع شخصيته القوية.
8- برجاء إعادة الذهاب إلى المدرسة مرة أخرى، وتفقدوا الصف الذي يدرس فيه، والطلاب الذين يتعامل معهم، فلجماعة الأقران دور هام في صقل شخصية الطفل. ومعنى ذلك ألا نفرض عليه مصادقة أشخاص بعينهم أو البعد عنهم، بل اطلبوا من المسئولين بالمدرسة بأن ينقلوه إلى صف أكثر التزاما.
9- تحدثوا مع معلميه في وجود الأخصائي الاجتماعي، واتفقوا معهم على آلية ضبط سلوكه بعيدا عن أسلوب العقاب، على أن يكون أسلوب التشجيع والتقدير هو الأسلوب المتبع.
وللاطلاع أكثر على المعلومات التي تفيدكم في حالة ابننا الكريم، نود منكم الدخول إلى موقع الجمعية لقراءة مقالات بعنوان: "أبي أمي هيا نتحاور"، "طفلي عنيد ومزعج".
نسأل الله أن يحفظ لكم ابننا، ويبارك لكم فيه، ويسعدكم به.

محمد كمال كامل عبد الرحمن
مرشد نفسي وتربوي في مجال الطفولة والمراهقة

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما