728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

أنا فتاة عمري ٣٤ وأمي مطلقة من وأنا صغيرة، وهي أجنبيةً ولا تسأل عني ولا أسأل عنها، يكون بالقلب غصة بين فترة وثانية، ولا أتكلم عنها عند أي أحد، نسيتها بالبداية، كنت أستعير منها ومن تصرفاتها مع أبوي، قبل مبً متأكد منه، هالتصرف ممكن انظلمت من مرت أبوي وأخوي الكبير الله أعلم ما تقدرين أعبر عنها عن أي شخص أو عند نفسي هل أحبها أو أكرهها، ولا أدري أحب نفسي أو لا، أصلا يعني تقول انفصام بالشخصية أقرب من حريم بسرعته وأبعد بشرعه علشان أمي لأنني أكذب على نفسي اشوف الكل يهتم بأمه ويداريها الا أنا حتى ماقدر أقول أي شخص اختم وبر بأمك لأنني مأساويتها اقسم بالله اهلي وجماعتي يعرفون أعاني من اكئتاب وملل من دوام ومن البيت مرات أفكر مالي أي هدف أو وجود، كثيرا ما أؤنب نفسي وأشد عليها سواء بالعبادات إذا كنت مقصرة أو عملي أو علاقاتي، جدا حساسة وجدا أتقبل الآخر وأحبه وأرتبط به بعيدين أتفاجأ إنها علاقة عمل، غالبا أنخدع للأسف من قريب أو بعيد، أحس إني ضعيفة، وأصلا وحيدة، الكل للأسف مع نفسه مشغول، محد فاضي، أزعل كثير وأضحك كثير. وأحب بسرعة زميلاتي، أهلي أبي أكون حريصة ما أقدر وأقع بالأخطاء وأعترف فيها، تكون نقطة ضعف علي من الجميع. للأسف أتكلم كثيرا، مع الكل ما في حدود مع أي شخص، يقولون عني عفوية. تعبت أصارع للوصول لامتياز للكمال، حاطه انسانه ببالي أنها كامل أبي أصير مثلها، عندي خاصية تقليد، أحس إني أقلدهم ويعترفون بذلك.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي السائلة حفظكِ الله ورعاكِ، وقوى إيمانك وعزيمتك، كما أشكركِ على تواصلك مع موقع وياك للاستشارات النفسية .
تفاءلي؛ لأن الله علمك حسن الظنّ به سبحانه وتعالى، وعلى ذلك يكرمك مرةً بعد أخرى. . . تفاءلي؛ لأنه ألهمك الاستغفار، وهذا يعني أنه سيكرمك ويوفقك، فإما أن يكفر ذنباً، وإما أن يرفعك درجةً، وإما أن يدخر لك ذلك زاداً لآخرتك، أفلا يكون ذلك خيراً؟!
هكذا عوّدنا الله سبحانه، كل الأمور خير، والمؤمن كل أمره خير، إما سراء وشكر، وإما ضراء وصبر.
أنا أريد أن تكون شخصيتكِ متوازنة ناجحة، ولا بدَّ أن يكون لديكِ الأمل في هذه الحياة، أُريدكِ أن تَرينَ الحياة بنظرة التفاؤل والخير والنَّجاح، ولا بدَّ أن تُقدِّري شخصيتك وتحترميها وذلك بإنزالها المنزل الذي تستحقه، فأنت لديكِ من القُدرات والمهارات ما تستطيعين به مواجهة الصعوبات والعقبات في هذه الحياة.
يجب أن تعلمي أن الإنسان الناجح هو الذي يتعرَّض للمشاكل والمصاعب ولكن يستطيع أن يتجاوب معها ويتأقلم معها ويُنهيها .
جنِّبي نفسك مخاطر القلق والوسواس، ولتكن لديك نفسٌ هادئة، وروِّضي نفسك على التصدي للمشاكل، وابعثي الحيوية في حياتك الجديدة ، وحاولي أن تتقربي من أمك أكثر حتى وإن هي ابتعدت عنك فأنت ملزمة بصحبتها في الدنيا.
كما أنصحك أن توطدي علاقتك بالله عز وجل؛ حتى تكون لديك طاقة إيمانية، والزمي دائماً الذكر والدعاء والاستغفار، واسمعي إلى قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول: " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجا، ومن كل همٍ فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب" .واحذري لصوص الطاقة الذين يسلبون منك حب النجاح وحب العمل وحب الترقي والصعود إلى المجد، ومن أنواع اللصوص، لص الإحباط والتثبيط الذي تعانين منه، وعدم حضور الذهن يعني أنك لا تنتبهي، فحاولي أن تحصر قواك الذهنية، واكتبي مشكلتك على ورقة، واسألي نفسك أسئلة صريحة، وحاولي أن تكتبي البدائل والحلول لهذه المشكلة، وتطبيقها على أرض الواقع، ولا تُشغلي نفسك بما ليس مفيدا لك، وتذكري دائماً قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( من أصبح منكم معافى في جسده آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها )) فلماذا هذا التفكير والحيرة!؟
واعلمي أختي الفاضلة أن الثقة بالنفس ثم بالله من المقومات الرئيسة لاستثمار الإنسان أفضل ما لديه من طاقات وإمكانات، فأنت عندك طاقة كامنة وإرادة وعزيمة تحتاج إلى من يحركها، واسمعي إلى قوله تعالى (( وفي أنفسكم أفلا تبصرون )) ، ولكن تحتاجي إلى بذل المزيد من الجهد والأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله، والنجاح والراحة والطمأنينة والسعادة النفسية لا تأتي هكذا لابد له من دفع الثمن، وبلا شك صاحب الإرادة والعزيمة القوية يصل إلى القمة ويرتقي سلم المجد، وعلى العكس الذي ليس له إرادة ولا عزيمة فلا يمكن بحال من الأحوال أن يتقدم ولو خطوة إلى الأمام، فهو مصاب بالإحباط والكسل والفتور والتسويف، لصوص الطاقة مهيمنة عليه.
واسمعي إلى قول الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى يقول: النفس فيها قوتان: قوة الإقدام وقوة الإحجام، فحقيقة الصبر أن يجعل قوة الإقدام مصروفة إلى ما ينفعه، وقوة الإحجام إمساكا عما يضره، وأنا أريدك أختي أن تتقدمي، فتقوية العزيمة والإرادة بالحركة وليس بالجمود.
ولكي تقوي عزيمتك فلابد أن تكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح، لابد أن يكون الدافع الحارق الذي يحثك على تقوية عزيمتك وإرادتك، فأنت التي تملكين مفاتيح هذه الآلية ومقاليد القرار ولكن يحتاج منك إلى خطوات تساعدك إلى الوصول إلى هذا الهدف :
1-إذا أردت أن تقوي عزيمتك وإرادتك فعليك أولا بالطاقة الروحانية، وأقصد بها الطاقة الإيمانية، أن تتوكلي على الله أولا ثم تنهضي.
2-حاولي أن تغذي طاقتك العاطفية، وأقصد بها علاقتك مع أسرتك مع أصدقائك وجيرانك، فإن أصابها خمول فسينتقل إليك هذا المرض بلا شك ولا تستطيع أن تتقدمي إلى الأمام خطوة، حاولي أن تحبي لغيرك ما تحبيه لنفسك وحرري طاقتك، وهذا سيخلق لديك طاقة قوية في أعماقك ويجعل منك إنسانا صاحب إرادة ، إنسانا معطاءا كريما سخيا على من تحب.
3-حاولي أن تقرري في نفسك أنت بأنك ستقوي من عزيمتك وإرادتك، فإذا قررت دون تردد فستصلين بإذن الله تعالى إلى ما تصبو إليه.
4-أيقظي ضميرك فهو جهازك الذي يحركك إلى النجاح فهو الذي يأمرك وينهاك وهو الذي يقدمك أو يؤخرك، وهو صوتك الذي ينبعث من أعماق نفسك فحاولي أن تصوبيه في الطريق الصحيح كي يعطيك القوة والعزيمة والإرادة.
5-عليك بصحبة الأخيار الناجحين ذوي العزيمة والإرادة القوية تأخذ منهم وتتأسى بهم، وابتعدي عن الأشرار ذوي النفوس المهزومة والإرادة الضعيفة.
6-لا تبني حياتك على التسويف ولكن تعلمي دائما بأن تقومي بالعمل في وقته فهذا يعطيك طاقة وقوة تساعدك في التغلب على هذا الإحباط.
7- وكما قلت لك في البداية لا بد أن توطدي علاقتك مع والدتك ، ووالدك إذا كان موجود فهما أساس الراحة وإن هما ابتعدا عنك فحاولي أن تتقربي منهما ، فلعل الجهد البسيط منك يزرع الحب والمودة في الأسرة .

وبالله التوفيق.
د. العربي عطا الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما