728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

تقوم ابنتي البالغة من العمر 10 سنوات في الصف الخامس الابتدائي بالبكاء علي أتفه الأسباب، والضحك بدون داعي، والعناد طوال الوقت، ولا يوجد لها أصحاب، وتصرفاتها ينفر منها الأصدقاء، ولقد حاولت الكلام معها ولكن لا أفهم أبدا ماذا تريد، ولا أفهم السبب وراء عندها، يمكن أن يكون السبب الغربه أو أنا أمها …أريد معرفه سبب تصرفاتها الغريبة وعلاجها للحفاظ علي نسبتها ومستقبلها…جزاكم الله خيرا.

الجواب:

في البداية، نشكر حضرتك على ثقتك الكبيرة في جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، ونسأل الله أن يبارك لك في ابنتنا الغالية ويسعدك بها، وفيما يخص استشارتك نسوق لك الرد التالي:
إن ما ذكرته أخي الفاضل بخصوص ابنتنا حفظها الله يدخل ضمن موضوع يؤرق أغلب الأسر، وهو "عناد الأطفال"، والعناد هو طريقة الطفل للتعبير عن رفضه للآخرين والرغبة في تحقيق مقاصد معينة، ويتميز العناد بالإصرار وعدم التراجع. ويتسم الأطفال العنيدون بمجادلة الكبار، وكثيرا ما يفقدون هدوءهم ويغضبون ويتحدون قواعد الكبار ويتعمدون استفزازهم.
وبالنظر إلى ما ذكرته أخي الفاضل نذكر لك بعض أسباب العناد، وهي:

1- تعزيز سلوك العناد؛ حيث إن تلبية مطالب الطفل ورغباته نتيجة ممارسته العناد تعزز عنده هذا السلوك وتدعمه، فعندما يستجيب الوالدان لبكاء الطفل، يتعود الطفل على أن يبكي كلما أراد تلبية طلبه من قبل الأبوين.
2- الإذعان للطفل، حيث يتم تلبية طلباته، إما خوفا عليه أو لإنهاء الموقف، وهنا يتعلم الطفل أنه عندما يصر على رأيه بالبكاء أو الصراخ فإن ذلك سيجلب له مزيدا من المكاسب ويحقق مطالبه.
والأسباب المذكورة في النقطتين (2، 3) ترد على عبارة "البكاء على أتفه الأسباب، والعناد طول الوقت".
3- اختلاف المعاملة الوالدين للطفل، وغياب ضوابط للسلوك المسموح به والسلوك غير المسموح ممارسته؛ حيث تجد أحد الوالدين يدلل الطفل، والآخري يكون صارما وحازما معه، وقد لا يكون هناك اتفاق بين الأفعال المسموح بها، والأفعال غير المسموح ارتكابها، وبالتالي يعيش الطفل في جو تربوي متناقض مما يدفعه إلى ممارسة سلوك العناد.
4- نقص الحاجة إلى تقدير الذات؛ ولذلك فإن الطفل يسعى إلى إثبات ذاته ويحب أن يظهر أن له شخصيته المستقلة، وأن له طابعا مميزا يختلف عن الآخرين، مما يدفعه ذلك إلى ممارسة سلوك العناد، والتصرف بطريقة قد تنفر الآخرين منه.
وللتغلب على هذه المشكلة نقترح عليك التالي:
1- لا تتدخل بطريقة فيها مبالغة في حياة ابنتنا حفظها الله، بل اترك لها الفرصة في الاختيار (مثل اختيار ملابسها، نوع طعامها)؛ لأن احترام اختياراتها وقراراتها يزيد من ثقتها بنفسها. وإذا وجدتها تحيد عن الصحيح بما يسبب لها الضرر، ناقشها بهدوء وفي جو من الود مع تقديم الأدلة التي تدعم وجهة نظرك.
2- ابتعد تماما عن التدليل الزائد، وتلبية جميع طلباتها، ولا تعودها على أن تحصل على ما تريد بالبكاء، بل علمها أن تحصل على ما تريد بتقديم ما يثبت صحة وجهة نظرها.
3- ابنتنا الغالية في مرحلة الطفولة المتأخرة، وهي مرحلة مثالية تستطيع فيها كأب أن تغرس فيها القيم والمبادئ الأخلاقية؛ ولذلك نقترح أن تخصص وقتا (على الأقل 20 دقيقة) يوميا تتناقش معها، حول بعض الأمور مثل الجدية والمثابرة والصدق والأمانة والتفوق وغيرها من القيم.
4- يمكن بالحوار أن تعلمها كيفية حل مشاكلها بنفسها، واستخدم معها التوجيه والنصح الهادئ البعيد عن العصبية أو التدليل الزئد. مثلا: إذا أرادت أن تشتري غرض معين من الأغراض، علمها أن تقتصد من المصروف اليومي لها حتى توفر المبلغ اللازم لشراء هذا الغرض.
5- ساعدها على أن تتعلم مفهوم الأخذ والعطاء؛ وذلك حتى تكف عن أساليبها الطفولية (البكاء لأتفه الأسباب) والتي تتميز بالغضب والعناد. مثلا: إذا قامت بمساعدة والدتها في أعمال المنزل فإنها سوف تختار مكان التنزه في نهاية الأسبوع. أو أنها عندما تحترم أصدقاءها وتتصرف معهم بطريقة لائقة، فإنها بذلك ستحظى باحترامهم وتقديرهم لها.
6- احرص على أن يسود الأسرة جو من الود والألفة والحب، وابتعدوا تماما عن الشجار وعلو الصوت. لأن الجو الأسري الهادئ يساهم في خلق بيئة نفسية تربوية متزنة لدى الأطفال.
7- حاول أنت ووالدتها أن تقضيا معها فترة لا بأس بها بصفة يومية (حوار يومي ولو نصف ساعة) وشاركوها في لعبها واسمعوا منها عندما تتحدث، وأشعروها بالاهتمام والتقدير.
8- ينبغي أن تتفق مع والدتها على نظام تربوي موحد من حيث القواعد والقوانين والمباح وغير المباح، حتى لا تعيش ابنتنا في جو تربوي متناقض، ومن الأفضل أن تشركوها في صياغة تلك القوانين، وفي نفس الوقت يجب ألا تكون القوانين صارمة تحرمها من حقها كطفلة في اللهو واللعب.
9- أشعرها بأنك تحترمها وتقدرها وتحترم حقها في الحفاظ على ممتلكاتها، لأن الطفل في هذه المرحلة (الطفولة المتأخر) يحب الحفاظ على ممتلكاته والاهتمام بها. وعلمها كما أن لها الحق في أن تحافظ على ممتلكاتها فعليها أن تحترم حق الآخرين في الحفاظ على ممتلكاتهم.
10- امدحها أمام الآخرين سواء كان أمام والدتها أو إخوتها أو الأصدقاء والأقارب لأن ذلك يزيد من ثقتها بنفسها، ولا تنتقدها وتنعتها بأنها عنيدة؛ حتى لا يتم تثبيت هذا السلوك وترسيخ هذا الاعتقاد في ذهنها.
وأخيرا نقول لك أخانا الفاضل، إن تربية الأبناء تربية ليست بالسهلة، فيجب أن تتحلى بالحكمة والصبر ولا تستسلم للأمر الواقع بحجة أن ابنتنا عنيدة، ولتعلم أن ثمرة التربية الصحيحة هي أغلى وأهم ثمرة في الحياة والممات.

حفظ الله لك ابنتنا الغالية وأسعدك بها
محمد كمال كامل عبد الرحمن
مرشد نفسي وتربوي في مجال الطفولة والمراهقة

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما