728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

ليا أخت عندها 18 سنة تقريبا، وسلوكها عدواني مع كل ما حولها، حتي مع والدتها مع العلم الوالد متوفي من وهي عمرها سنتان، وولدتي تعبت معانا، وكانت لينا أب وأم، ولكن الحين أمي لكي ترضيها بتظلم أخواتها عشانها، والحين هي وصلت لدرجة أنها تشتم أمها وإخواتها وتضربهم وبأبشع الألفاظ التي لم أتوقع أنها تنطقها، وحاولنا نتكلم معاها بالحسني، ما نفع، وحتي الضرب ما نفع، ولا أي عقاب نافع، لدرجة حاولنا نوديها لدكتور نفسي، بس هي ما رضيت، وقالت أنتم إللي مجانين، ودايما حاسة إنها أعلي من اللي حواليها، والكل أقل من مستوي تفكيرها، وسلوكيات كتير عدوانية، والفاظ وحشة مع إخواتها والكل بقاش يحبها.
يا ريت تفدوني بجد عشان والدتي بتصعب ما تستاهل هي المعاملة وفي نفس الوقت بتخاف عليها؟

الجواب:

الأخت الفاضلة، نشكر لك تواصلك مع جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، كما نقدر لك حرصك على أختك حفظها الله ورغبتك في أن تكون بخير وفي أحسن حال. وفيما يخص هذه الاستشارة نسوق لك الرد التالي:
اعلمي أختنا الفاضلة، أن الفرد عندما يشعر بالنقص في بعض الحاجات النفسية أو الاجتماعية نجده يسلك سلوكيات تدل على هذا النقص، فإما أن يكون الفرد سريع الانفعال ويتعامل بعنف مع من حوله، وإما أن يكون انطوائيا انسحابيا، ويتوقف ذلك على نوع الشخصية. وابنتنا هنا شخصيتها من النوع القوي، الذي يريد أن يعبر عن ذاته ويشعر الآخرين بأن له كيانه المستقل.
من خلال رسالتك ذكرتي أن ابنتنا عمرها (18) عام، مما يعني أنها في سن المراهقة، ونظرا لأن شخصيتها قوية، واستنادا لما ذكرتيه في رسالتك؛ فإنها تصنف ضمن المراهقة العدوانية، وينبغي أن تعلمي اختنا الفاضلة أن من أسباب العنف والسلوك العدواني: الحماية الأبوية الزائدة، أوالدلال الأبوي، أوالإهمال الوالدي، أوالتحيز الوالدي، أو الإعاقة الجسدية غير المرغوبة، أوالسيطرة الوالدية. ومن خلال رسالتك قلتي أن الأم حفظها الله كانت تظلم أخواتها من أجل إرضائها، وهذا يعتبر من ضمن الأسباب التي أدت إلى عدوانيتها. علاوة على ذلك فإن الشخص في مرحلة المراهقة يتميز بالحساسية المفرطة لأي مثير، وبما أنها من الشخصيات القوية فإنها تتحسس كل شيء وتريد أن تشعر الآخرين أنها قوية وتستطيع أن تفرض شخصيتها على الجميع. وهذا يدل على أن لديها نقص في الحاجة إلى الاعتبار وتقدير الذات.
أختنا الفاضلة، على الرغم من أنك ذكرتي بأنكم حاولتم معها بالحسنى وبالقوة ولكن لم ينفع ذلك، إلا أننا نقول لك حاولوا معها بالحسنى مرارا وتكرارا ولكن ينبغي أن يكون ذلك بالحوار في جو من الود والألفة، لا جو يسوده نصح مباشر وإعطاء تعليمات، لأنها لن تقبل ذلك.
وهناك بعض الحاجات التي تجنب حدوث العنف داخل الأسرة، وهي: الحاجة إلى الحب والانتماء والحاجة إلى القوة والحاجة إلى الحرية والحاجة إلى المرح. أختنا الفاضلة، ابنتنا بحاجة إلى من يحتويها ويقدرها ويشعرها بأهميتها، ولقد ذكرتي في رسالتك أنها تشعر بأنها أعلى ممن حولها وأن مستوى تفكيرها أفضل من الجميع، وهذا يدل على إحساسها بالنقص في تقديرها لذاتها، وبالتالي فهي تحاول أن تثبت لنفسها ولكم بأنها الأفضل، وهذا ظهر في سلوكها العنيف تجاهكم جميعا، ولذلك من الأهمية بمكان إشعارها بذاتها وأن لها مميزات تستطيع من خلالها استثمارها في ما هو مفيد ونافع.
وانطلاقا من ذلك نقترح عليك التالي:

1- ينبغي أن تحاولوا بناء علاقة بينكم وبينها قائمة على التعاون والاحترام المتبادل والثقة، ولن يكون ذلك إلا عبر الحوار المبني على المشاركة لا المنافسة في فرض وجهات النظر، والأمر والنهي.
2- امنحوها الثقة في نفسها، بأن تمدحوا منها السلوك الحسن، وتنصحوها بالحسنى بعيدا عن التوبيخ عند صدور سلوك غير مقبول. وكذلك امدحوا شكلها ولبسها، فإن كل ذلك يزيد من ثقتها بنفسها.
3- اعطوها أدوار داخل الأسرة، بأن تكون مسؤولة عن شأن من شئون الأسرة وشجعوها كلما أنجزت المهام الموكلة إليها.
4- احرصوا على أن يكون لكم اجتماعا أسريا ولو أسبوعيا يسوده المرح والحب؛ لأن ذلك سنعكس عليكم جميعا بالإيجاب.
5- أظهروا لها احترام شخصيتها وأعلموها بمصادر القوة فيها وحاولوا أن تساعدوها على استثمار هذه المصادر فيما هو نافع ومفيد.
6- تعرفوا على ما تحبه وما لا تحبه وشاركوها في الأنشطة المحببة لديها؛ لأن ذلك يخلق جو من المشاركة الفعالة والتي يتولد عنها الحب والألفة.
7- إن كنتي أختنا الفاضلة قريبة منها، اجلسي معها جلسة ود واستمعي لها؛ لأنه من المؤكد أن بداخلها الكثير تود أن تبوح به، ولكن نتوقع أنه من وجهة نظرها لم تجد من يسمعها ويشعر بها، ولو نجحتي في الاستماع إليها ستجدين أنها من الداخل شخصية مختلفة تماما عما تتوقعين، وتحتاج فقط لمن يشعر بما في داخلها، وعندها ستستطيعين إن شاء الله أن تغيريها للأفضل.

نسأل الله تعالى أن يهدي لكم ابنتنا ويحفظها ويسعدكم بها ويسعدها بكم
محمد كمال كامل عبد الرحمن
مرشد نفسي وتربوي في مجال الطفولة والمراهقة

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما