728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

لجأت لكم وكلي أمل فيكم بعد الله في حل مشكلتنا التي أرهقتنا نفسياً ..بدأت عندما كان ابني في الصف الأول متوسط وعمره ١٣ سنة، لاحظنا عليه بعض التصرفات؛ كالعناد والتمرد، وإهمال المدرسة والصلاة ولكن نصنفها أنها أعراض طبيعية جداً كبداية مرحلة المراهقة.
عندما أصبح عمره ١٤ سافر أبوه إلى بريطانيا في بعثة دراسية وبقيت أنا وأبنائي عند أهلي ..
زاد عنده التمرد وأتعبني جداً في هذه السنة، وفي عمر ١٥ ذهبنا مع والده للاستقرار معه حتى انتهاء البعثة بعد ٤ سنوات ..كانت من أصعب السنوات بالنسبة لنا ..ابننا لا يضع أي اعتبار لنا وكل ما حاولنا تأديبه، هددنا بالأتصال بحقوق الطفل في بريطانيا، فنضطر للسكوت ومداراته قدر المستطاع لما نسمع من قصص للعرب راح ضحيتها كثير من الآباء والأمهات بسبب شكوى أبنائهم ..والعنصرية ضد المسلمين تجعلهم دائما يقفون مع الطفل ضد والديه!! المهم اننا بدأنا بالشك أن ما في ابننا ليست كلها أعراض مراهقة وإنما مرض نفسي وتحديداً ( وسواس قهري ).. من أبرز الأعراض الاستحمام المبالغ فيه، كان سابقاً ياخذ دش بشكل يومي، والآن أصبح مرتين كل يوم، الانعزال عن المجتمع، الترتيب الزائد، العصبية، التمرد، ترك الصلاة، إهمال شديد في الدراسة، وعدم وضع أي اعتبار لها، لدرجة أن اليوم جاءنا اتصال من المدرسة لعقد اجتماع لنظر في حالته، فجاءنا تردد شديد، هل نخبرهم بأننا نشك إِنَّهُ مريض أو لا، نخاف من تبعات خطوة عرضه على المستشار النفسي ..ما الذي سيجري بعدها ..الأمر جددددداً صعب، وما زاده صعوبة اننا لسنا في بلدنا ولن تنتهي البعثة بإذن الله الا بعد ٣ سنوات، والوضع لا يحتمل أي تأخير؛ لاننا جميعاً تعبنا نفسيا،ً والأهم إخوته الصغار أصبحوا دائما في توتر وقلق من عصبيته الزائدة التي سببت لنا الكثير من المشاكل الأسرية والنفسية، بالأضافة إلى الخسائر المادية ..فـيوم يكسر باب، واليوم الاخر شاشة التلفزيون لكن كل شيء يهون عند شفائه.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخت الفاضلة أود أن أشكرك في البداية على الاستشارة، والتي يتضح ‏من خلال الأعراض التي ذكرت يوم أن هناك فعلا مشكلة، ‏لكن أعتقد أنها ليست الوسواس القهري كما ذكرت ذلك في العديد من الأسباب فعلي سبيل المثال الاستحمام مرتين في اليوم ليس إفراط أو عرض من أعراض الوسواس القهري وسوف نحاول التحدث في صلب المشكلة.
نعم تلك الأعراض التي ذكرتيها قد تكون بشكل أو آخر نوع من الأعراض التي تنتاب بعض المراهقين، وما يزيد من حدة الموضوع وظهور الأعراض بذلك الشكل العدواني، هو مخاوفكم من ردود فعل الجهات الرسمية، وإحساسك بتعصبهم ضد المسلمين، وأعتقد أن ذلك قد أدي لاتسام التعامل بينكم وبين الابن بالرعونة، وهو ما أتاح له الفرصة في التمادي، وظهور تلك السلوكيات العدوانية .
وبالنسبة لموضوع المدرسة فهو من المواقف المتكررة كثيرا، وأعتقد أنه لا داعي للقلق أو التخوف، ومن الأفضل مناقشة الأخصائي النفسي في المدرسة عن حالة الولد، والاتفاق علي حلول مشتركة، أو إذا اتضح أن المشكلة يصعب حلها عن طريق المرشد النفسي أو الأخصائي النفسي بالمدرسة، فمن الأفضل الذهاب للمعالج النفسي في إحدى العيادات، أو المصحات النفسية، ولا خوف من ذلك علي الإطلاق؛ حيث إن المثير أن من المراهقين من يتعرضون لمثل هذه الأزمات، وخاصة في حالة ابنك؛ بمعني مراهق يعيش في ثقافة مختلفة، ويعاني التناقض بين سلوكيات وعادات بعض الزملاء في المدرسة، واختلافها عن قيم وعادات الوالدين من جهة اخري .
وعلي الرغم من ان المشكلة التي تغاضيها علينا من الطبيعي أن تجعلك تشعرين بالقلق؛ إلا أنني أشعر إن كنت توافقينني الرأي أنك شخصية قلقة، بصرف النظر عن هذه المشكلة، وأذكر لك هذا الكلام فقط؛ بسبب أن القلق الذي ينتاب الأهل أحيانا؛ إنما يكون له تأثير سلبي علي علاقاتهم بالأبناء، وينعكس عليهم، مما يزيد من حدة الأعراض التي يعاني منها الأبناء؛ لذلك أشجعك وأدعمك علي الذهاب مع الابن لأحد المعالجين النفسيين المتخصصين، ووجودك أيضا مهم في العملية العلاجية لأن المعالجين في مثل هذه الحالات ( المراهقين )غالبا ما يحتاجون إلي شخص ذو مرجعية، أو أحد الراشدين في الاسرة، حتي يتم دراسة التاريخ الشخصي والأسري للشخص بدقة، وتحديد المشكلة، ومن ثم وضع الخطة العلاجية، وبالنسبة لحالة الابن فهو يحتاج للعلاج بالنمذجة؛ حتي يجتاز هذه الأزمة، ويستطيع تحقيق قدر معقول من الثقة بالنفس، وتخفيض حدة القلق .

تقديري واحترامي
د.وائل محمود مصطفى
دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما