التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
أنا بنتي حاسة انها بلشت في سن المراهقة وبدي أعرف كيف أتصرف معها وعلمها صح عمرها 10 سنوات بدي مساعدة.
الجواب:
الأخت الفاضلة، نشكر لك تواصلك مع جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، وفيما يخص استشارتك نسوق لك الرد التالي:
في البداية، نقدم لك التحية والتقدير على اهتمامك الرائع بابنتنا حفظها الله، وهذا دليل على وعي تربوي منك، ونسأل الله أن يبارك لك فيها، ويحفظها لك. ونود أن نطمئنك أن ابنتنا في مرحلة الطفولة المتأخرة والتي تكون ما بين (9 – 12 عام)، وهذه مرحلة هادئة نوعا ما، ويسميها البعض بمرحلة ما قبل المراهقة، وأهم ما يميز هذه المرحلة هو:
1- أن حب الاستطلاع عند الأطفال يكون عال جدا؛ فيكثر الطفل من السؤال بلماذا وكيف، ولذلك يمكن استثمار ذلك في توجيهه للقراءة والبحث والاطلاع.
2- الطفل في هذه المرحلة يحب أن تكون له ملكيات خاضة، فنجده يحب الجمع والاقتناء مثل جمع النقود أو الطوابع أو صور المشاهير وغيرها، ويمكن استثمار ذلك في تربية الطفل على الحفاظ على ملكياته واحترام ملكيات الغير.
3- تبدأ المهارات العقلية للطفل في النضج (عند سن التاسعة)؛ ولذلك يمكننا توجيهه إلى البحث والتفكير بدلا من الحفظ الآلي.
4- يتميز الطفل في هذه المرحلة بالمرح والمزاح، ولذلك تجده يقول لك النكات، وغيرها من أساليب المزاح والدعابة؛ ولذلك ينبغي توجيهه نحو الأساليب الجيدة للمزاح دون تجريح أو تقليل من شأنه.
5- هذه المرحلة يغلب فيها استخدام الإشارات والإيماءات والرموز التعبيرية والشفرات الكلامية، أو استخدام الرسم للتعبير عما بداخلهم، وتكثر في الإناث عن الذكور.
6- تتميز هذه المرحلة بالثبات والاستقرار الانفعالي والعاطفي، ويمكن استثمار ذلك في تدريب الطفل على ضبط انفعالاته والتحكم في نفسه، وإشباع حاجاته النفسية كالحب والتقدير.
7- تعد هذه المرحلة بيئة خصبة لغرس القيم التربوية والمبادئ الخلقية مثل الصدق والأمانة، ويستطيع الطفل في هذه المرحلة التفرقة بين الحلال والحرام، ولذلك على الوالدين أن يكونا قدوة حسنة للطفل، لأنه في هذا السن يبحث عن بطل أو قدوة يقلدها.
ومن خلال ما تقدم، نقترح عليك أختنا الفاضلة التالي:
- على الرغم من أن ابنتنا في مرحلة الطفولة المتأخرة، إلا أنه ينبغي عليك كأم أن تتبعي معها أسلوب الحوار التربوي الهادف، والقائم على تبادل وجهات النظر. حاوريها بهدوء كصديقة وليس كأم، واسمعي منها، واجعليها تتحدث عن مشاعرها وما يدور في ذهنها من أفكار.
- أشعريها بقيمتها من خلال الاهتمام بها والاستماع إليها، وأوكلي لها بعض المهام داخل المنزل، وشاركيها في اتخاذ القرارات المتعلقة بالأسرة، كنوع الطعام الذي يمكن أن تعدوه، أو مكان التنزه في نهاية الأسبوع، وغيرها من القرارات البسيطة.
- لا تشعريها بأنك تراقبيها، بل امنحيها ثقتك فيها، وفي نفس الوقت لا تهمليها، وتتركيها تفعل ما تشاء وقتما تشاء دون نصح أو توجيه. كما نقترح أن تدعمي سلوكياتها الحسنة، وتناقشيها بهدوء في السلوكيات غير المرغوبة، وتوجهيها للصواب مع تقديم ما يدعم رؤيتك ووجهة نظرك.
- ابنتنا تحتاج لمن يراعي مشاعرها، فلا تجرحي مشاعرها إن رأيتي منها شيئا لا يعجبك، بل حاوريها وتحدثي معها، واستمعي لوجهة نظرها، واعرضي وجهة نظرك لها مع تقديم الأدلة التي تثبت وجهة نظرك.
- امدحيها بصفة يومية، مثلا امدحي ملبسها، سلوكياتها، حتى جمالها؛ لأنه من الأفضل أن تسمع ذلك منك، وهذا يمنحها ثقة أكبر في نفسها، خاصة وأنها ربما تحدث لها تغيرات جسمية في هذه المرحلة مما يشعرها ذلك بالانزعاج، ومدحك لها يقلل من هذا الانزعاج.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ لك ابنتنا ويسعدك بها.
محمد كمال كامل عبد الرحمن
مرشد نفسي وتربوي في مجال الطفولة والمراهقة