728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

متعب جدا من تعاملي وزوجتي.. تزوجنا من سنتين ولم نرزق بأطفال حتى الآن؛ والسبب مشترك حيث إني أعاني من ضعف في الحيوانات المنوية، وهي تعاني من اضطراب الدوره الشهرية، وتكيس المبايض وخمول الغده الدرقية.. كلانا في طريقنا للعلاج، وأيضا نمشي في إجراءات أطفال الأنابيب.. أنا أكبر من زوجتي ب 16 سنة.. زواجنا تقليدي صرف.. والدها كان حريص على تزويجها لي بسبب أني أكبر وأعقل وساكون لها الزوج والوالد الحاني بنفس الوقت.. هي أيضا وافقت علي لنفس الأسباب؛ حيث إن تفكيرها بنفس الاتجاه؛ فهي تريد الزواج برجل أربعيني، وله من الأبناء ومطلق أو أرمل .. فكانت تلك الظروف التي هيأت من موافقتها علي.. أما عن نفسي فقد اخترتها لمستوى عائلتها المتواضع؛ حيث إني لا أريد فتاه مستواها المادي عاليا، فترهقني بكثرة الطلبات التي كانت متعوده عليها.. واأيضا اخترتها لأنهم من عائله متدينه نوعا ما.. وكنت أعتقد أن هذا السببان كافيان لاختيار زوجة تعينني على الحياة.. للاسف اكتشفت بعد الزواج أن زوجتي في طريق والتدين في طريق آخر.. وإن كان في الحقيقه لها رغبه للتدين ألا أنها معلقه على شرطان.. إما أن تتقدم في السن قليلا حتى تصبح في الثلاثينات من العمر فيخف ولعها باللحياه ومباهجها، فتتجه للتدين أو أن ترزق بأطفال، فستصبح لهم قدوة، وبالتالي التدين سيكون خيارها حتى يقلدها أطفالها.. هذه كانت صدمتي فيها في الحقيقة، فوقع في نفسي شيء عليها، ونفرت منها بنسبة بسيطة.. إلا أني حاولت أن أتعايش مع ذلك، وأوجدت لها مبررات، ونوعا ما تصالحت مع هذا الشيء.. الزوجه تعجبني نوعا ما؛ إلا انه هناك بعض المنغصات تتمحور في شيئين.. أولا لاتجذبني جنسيا كثيرا بسبب سمرة بشرتها قليلا.. حيث إن بعض مناطق جسمها تميل للسواد، وهذا يثبط من شهوتي ناحيتها ربما أني كنت قد تعودت على طليقتي من بياض بشرتها .. الشيء الآخر الذي يوغر صدري ناحيتها انها سليطة اللسان.. حيث إنها ترد الكلمه بعشر.. لا احترام ولا تقدير للزوج.. ليست هادئه (عمرها الان 26) ثرثاره لدرجة أنها تثرثر عندي حتى أشعر بالضيق والملل من سماعها، فاضطر أتصفح النت أو الجوال، وهي لاتزال تثرثر حتى أصاب بالصداع.. دعني أرجع لموضوع طولة اللسان، فهذا سبب رئيسي بالنسبه لبلوغي مرحلة الطفش من الحياه معها.. فكما ذكرت سابقا.. فهي لاتحترم كبير ولا أم ولا أب فما بالك بزوج.. ولا حتى أخواتها وإخوانها الأكبر.. بحجة أنها صريحه ولا تجامل.. ولأن كان كلامها فيه من الصحه قليلا إلا أني لا أتفق معها.. حيث أسمع وأرى منها ما هو عكس ذلك.. فممكن أن تجامل الناس لهدف الوصول اليهم، أو كسب صداقتهم وثقتهم.. ومن ثم تبدأ بإظهار الوجه الحقيقي لها.. أنا تعبت منها جدا على مدى سنتين من الزواج، وأصبحت عصبي جدا عليها وعلى من حولي.. لا أريد أن أفقدها فهي في جوانب أخرى جيدة، وقد استحمل بعض من سلوكها وطبعها، ولكن فالجانب الآخر لا أستحمل قلة ادبها علي.

هناك موضوع وعيب فيني : لا أستحمل غيابها عني.. فانا لا أدري هل غيابها عني هو حب تملك أم غيره !!! لا أحب خروجها مع إخوتها ذكورا أو بنات!! لا أحب ان تبات بيت أهلها وأرفض ذلك تماما.. لا أدري ربما أشعر بالوحدة أم غيره عليها من أهلها.. وأيضا لا أحب ذهابها بيت والدي والتقائها بوالدتي وأخواتي وزوجات إخواني.. والله لا أدري ولا أفهم نفسي هل هو حب تملك أم غيره !!! بالنسبه لي أحاول أن أعوضها بالخروج اليومي من المنزل، سواء للتسوق أو الفسح ف الحدائق والمجمعات.. وكذالك عندها وقت الصباح حيث إنها تكلم والدتها واخواتها وصديقاتها بالساعات حتى تشبع رغبتها بالثرثره..

مشكلاتي الرئيسيه حتى الآن اثنتان ؛ الأولى عدم احترامي.. والثانيه رفضي أن تبتعد عني قليلا

وأقصد بقليلا كالبيات بيت أهلها ليوم أو يومين، ورفضي خروجها مع أهلها وذهابها لأهلي إلا قليلا جدا جدا.

وشكرا لكم

الجواب:

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام
أخي العزيز الغالي
قرأت رسالتك مرارا وتكرارا؛ حتى أتمكن من الرد عليك، وكنت أتمنى لو تقابلنا شخصيا؛ فلدي الكثير من الاستفسارات حتى أجيبك جوابا شافيا يريح بالك، ولكن دعني أرد على ما أرسلت؛ حتى لا أطيل عليك الغياب.
أخي العزيز فهمت منك أنك اخترت بناءا على تواضع أسرتها؛ حتى لا ترهقك بطلباتها التي اعتادت عليه، وهذا المعيار أختلف معك فيه؛ فغالبا الإنسان يتطلع للحياة الأفضل، لا نفس الحياة التي كان يعيشها، وهنا ستدخل الحياة في اختلاف التوقعات، وهي كانت تنتظر منك أن تلبي لها ماكانت تحلم به، وأنت توقعت أنها ليست لها تطلعات .. فهي قامت بالطلب وأنت صدمت بالأمر الواقع.
المعيار الديني وهو التدين .. فاسمح لي أن أسألك ماهو المقصود بالتدين من وجهة نظرك ؟؟
هل هو الحجاب؟؟ أم الصلاة ؟؟ أم الالتزام ؟؟ أم النقاب ؟؟ أم طاعة الزوج والوالدين ؟؟ أم جميع ما سبق،
الدين عموما لا يوجد فيه تفاهمات واقتناعات .. الحلال حلال والحرام حرام .. تنازلك أصلا عن مبدأ من المباديء الأساسية من أركان الدين يجعلها تتيقن أنك ستتنازل عن أي شيء لمجرد أنها تطلب ذلك بحجة أنها صغيره وترغب في الاستمتاع بمباهج الحياة .. ومن قالك لك أو من أفهمها أن الالتزام خارج المنزل أو الندين ضد مباهج الحياة والاستمتاع بها .. فأنت يا سيدي الآن تتحمل الحظ الأكبر من هذه المشكلة؛ لأن الموضوع ليس محل أخذ ورد، بقدر أنه ركن من أركان الحياة الزوجية.
وننتقل للنقطة الأخرى وهي الحياة الجنسية .. ما الذي يمنعك أن تصارحها بأن سمرتها والأماكن التي تميل إلى السواد تنفرك بعض الشيء، وتطلب منها أن تذهب إلى عيادات التجميل، وتعالج ذلك بمنتهى البساطة والهدوء؛ فذلك سيفرق معك وسيجعلها أقرب اليك ..
أما عن تطاولها كما تقول، وعدم احترامها للآخرين فلا يوجد هنا أية مقارنة بسنك وبين أهلها؛ فهم اعتادوا على تقبل إهانتها لهم لأنها ابنتهم .. أما أنت ما الذي يجبرك على ذلك .. أنت الزوج، وأنت الأعقل والأحكم، ولك حق الاعتراض بشكل واضح ومباشر، وإن ذلك السلوك مرفوض شكلا وموضوعا ولن تقبله؛ لأنك أيضا لن توجه لها أية إهانة من أي نوع، ولك أن تطلب تدخل والدها ليمنعها؛ لأنه إذا زال الاحترام بين الزوجين، فلن يتبقى في الحياة الزوجية شيء .. فأنت أيضا هنا المسؤول عن تلك المشكلة.
أما عن رفضك لأن تذهب إلى أهلك أو أهلها، أو الانفراد بهم أو البيات عندهم، فأنت حر، وهذا ليس حب امتلاك، ولكنك تخاف من شيء مجهول بالنسبة إلي أن يصل إلى أهلك أو أهلها؛ وذلك لعدم ثقتك في حكمتها، أو لتجربتك الزوجية السابقة أثر، وأود أن اخبرك أن كثرة منعك ستجلب لك مشاكل مستقبلية؛ حيث إنها ستمل من ذلك، وستطلب منك بإلحاح أن تتركها للبيات، ولو تصاعدت الأمور، أتوقع أنك ستراجع نفسك، وستعيد التفكير، وستتنازل وتتركها؛ نظرا لحبك لها ولطيبة قلبك .. فأنصحك من الآن أن تتركها تبيت مع أهلها، وتذهب مع إخوانها وأخواتها، وإلى أهلك، واترك من رأسك فارق السن بينكما، فانت مازلت شابا، ولا تجعل فكرة ضعف الإنجاب تسيطر عليك، وأنها عامل سيؤثر على حياتك، أو إنه سيكون عائق لحياة سعيدة، الإنجاب رزق من الله تعالى، فاطلب من الله الشفاء والعطاء بما يرضيه وبما فيه صالح لكما ..
احتوي زوجتك، واجلس معها، واجعلها تثرثر وتثرثر، وتحاور معها، وأعد ترتيب حياتكما الزوجيه من البداية، وصارحها بحب وبود بكل ما يزعجك منها، واطلب منها أن تحافظ عليكما وعلى بيتكما، وأعنها على التقرب إلى الله، واشرح لها أن التقرب إلى الله لا يتعارض مع شبابها وجمالها، فنحن لا نضمن ماذا سيحدث غدا ..
أسعد الله حياتك وأيامك، وأراح بالك، وأزال همك وغمك.

تحياتي
د. محمـد حسين رضوان حسن
دكتوراه في البحوث والاستشارات , ‏ليسانس حقوق , دبلوم الارشاد الاسري والتربوي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما