في طريقي للانفصال

التاريخ: 2017-01-14

الإستشارة:

أنا أم وعمري 34 سنة، وفي طريقي للانفصال عن زوجي، ما هي إلا خطوات ويتم الانفصال، لكن مش هنا المشكلة.

المشكلة إني بمر بوقت عصيب جدا، مأثر علي بس مش عارفه أخرج اللي جوايا، حاسة إني تايهه حتى وأنا بكتب دلوقتي، مش عارفة أحكي إيه، بس أنا فش ضغط نفسي وعصبي كبير، موصلني إني بقيت أتعصب على أتفه الأسباب، ومعنديش طاقة إني أقاوم الإحساس ده، عندي ثلاثة أطفال خايفة عليهم جدا جدا، ومتأكده إن نفسيتي منعكسة عليهم، اذا كان بعصبيتي أو بضربي فيهم عايزة أرجع هادية، وأعرف أتعامل معاهم، خايفة يكرهوني جدا، وأنا مليش غيرهم، بس إللي أقدر أقوله، إن جوزي سبب من أسباب الحالة إللي بمر بيها؛ لأنه يعتبر رماني في نص البحر، وسابني غرقانة أنا وعيالي من ديون ومصاريف مدرسة، حتى شغلي مش مظبوط، بس عمري ما يأست من رحمة ربنا، والحمد لله بصلي وبصوم، وعلاقتي كويسة بالناس، بس جوايا حاجة مش عارفة أخرجها، ومش عارفه هي إيه، عايزة مساعدة إني أعرف أتعامل بهدوء مع عيالي، ومع إللي حواليا، عايزة أرجع صغيرة تاني، بس عيالي يكونوا بردوا معايا، بس أعيش صح، حاجات كتير حصلتلي من وأنا صغيرة، لغاية دلوقتي مأثرة عليا، طمع الناس فيا وفي جسمي، خوفي إني أحكي لحد خلاني كاتمة جوايا كل ده، ومحاولة تحرشهم بيا حاجات مخبياها ومش عارفة أطلها ولا أنساها، حتى أنا مش عارفة هتفقهموني ولا لأ، بس المهم إني هبعت والله المستعان.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أختي العزيزه هوني على نفسك قليلا .. دعينا لانتحدث فيما هو حادث أو مضى .. فالماضي يقول أنك قد تعرضت لضغوط نفسيه عديده منها تخلي زوجك عنك بالإضافه إلى الالتزامات المادية والديون التي تخلى أيضا عنها .. وهنا نقول إن ماحدث قد حدث وغضبك وهمك وكربك وعصبيتك وانهيارك لن يغير من الأمر شيء بل سيزيد الأمر سوء .. ودعيني أسألك كيف تخافين على أطفالك جداا وأنت ووالدهم تعرضاهم إلى أقسى أنواع العقاب النفسي .. كيف تحبينهم أنت وتصبين عليهم غضبك .. بالعكس يا أختي الفاضلة عليك الآن أن تغلقي صفحات الماضي بكل ما فيها وأنت تغلقي عليك بابك أنت وأطفالك وتبدأي في التخطيط لمواجهة القادم فهو الأهم، ودعي ما مضى إلى حال سبيله واحذفيه من حياتك نهائيا .. ابدأي في الاهتمام بنفسك وبأطفالك وبعملك .. خططي كيف تنشئين مشروع صغير بسيط بجانب عملك لكي يدر لك دخلا يعينك على أعباء الحياة وسداد الديون .. المرأه الأم قوية ومهمة والدليل أن المنزل لا ينهار بذهاب الأب ولكنه ينهار بذهاب الأم .. فكري قليلا كيف تدليلين نفسك، اذهبي إلى الصالون واشتري ملابس جديدة واصطحبي أطفالك إلى التنزه، وابدأي حياتك من جديد، فقد رزقك الله السند في الكبر فاستثمري فيهم القادم وستنجحين .. أنت الآن لك عذرك ومبررك في ما أنت فيه من ظروف ولكن حاولي الخروج سريعا من هذه الحالة، وأغلقي جميع الملفات القديمه ..
أما عن طمع الناس والتحرش، بك فذلك أتوقع لكثرة شكواك من زوجك، والحديث عن ظروفك الخاصة، فضعاف النفوس يتوقعون أنك فرصة سهلة الوقوع، فأنصحك بعدم الحديث إلا مع أقرب الأقربين، فلا داع أن يعلم أحد ظروفك، ولا تسألي إلا الله تعالى، ولا داع أن يعلم أحد أنك مطلقه فلن يفده أو يفيدك في شيء .. ومن تسول له نفسه أو هيأ له شيطانه أنك سهلة المنال فاجعليه عبره لمن حوله وسيكون ذلك إعلان صريح أنك لست كذلك ..
وفي الختام أنصحك أن تنفردي بفسك وتحضري ورقه وقلم وتكتبي أولوياتك وأهدافك وكيف ستحققين ذلك ومتى ,, فذلك سيسهل عليك الأمر كثيرا وسيساعدك على رؤية المستقبل بشكل أفضل .. الدنيا لا تقف على أشخاص فالشمس مستمرة في الشروق إلى أن يأذن الله والحياة أيضا مستمرة إلى أن يأذن الله ..
أسعد الله قلبك، وأزال همك وغمك، ووفقك إلى ما يحب ويرضى.

تحياتي
د. محمـد حسين رضوان حسن
دكتوراه في البحوث والاستشارات , ‏ليسانس حقوق , دبلوم الارشاد الاسري والتربوي