728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله عمري 20 سنة طالبة جامعية اكتشفت مؤخرا انني اعاني من الاكتئاب بعد مدة طويلة من التساؤل واعاني منه منذ سنتين تقريبا اكره نفسي عندما تنتابني هذه الحالات لانها تأتيني على فترات و غالبا ما تأتيني عندما اعاني من مشاكل في المنزل او الجامعة و احيانا تأتيني من دون سبب ربما اكون اضحك فأتغير في لحظة وارى الناس وكل شيء باللون الرمادي لا اشعر بطعم الاكل او بالسعادة من اي سبب كان او بالراحة فقط استلقي وافقد الحياة واحيانا كثيرة اعاني معه من ضيق في التنفس. ولكن ولله الحمد استطعت من خلال القراءة التغلب على تلك النوبات الان فأصبحت اتحكم بنفسي عندما اشعر بها احيانا استسلم لها لا انكر ذلك و لكن ارى انني بالاستغفار و تحديد اولويات حياتي واشياء اركز عليها اصبحت اكثر تحسنا. ولكنني اريد التخلص من الاكتئاب للابد اريد التحدث مع احد لا يعرفني ولا يحكم علي اريد مساعدة في التعامل مع مشاكل المنزل الدائمة وضغط الجامعة. كتمت الامر لمدة طويلة كنت خائفة من ردة فعل اهلي لو قلت لهم انني ااعاني نفسيا من امر جدي. قررت يوما قبل فترة ان احدث امي بشأن التحدث لاحد ما في احد المؤسسات بعد ان شجعتني دكتورة لي في الجامعة. ولكن....... امي لم تأخذني بمحمل الجد ابدا واحبطني كثيرا هذا الامر لا اعلم ماذا افعل. ارجو فقط المساعدة اريد من اهلي ان يقدروا ما امر به اريد منهم مساعدتي في تخطيه لانه في احيان كثيرا يدفعني الى الجنون.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي السائلة ، حفظكِ الله ورعاكِ، ووفقكِ لكل خير، كما أشكركِ على تواصلكِ مع موقع وياك للإستشارات النفسية .
اعلمي أنَّ كل إنسانٍ لديه أملٌ مشرقٌ فلا يمكنُ أن يحزنَ أو يقلقَ أو يكتئب، ولا يلجأ إلى البكاءِ، بل يكون صامداً مواجهاً للعقبات والمشاكل التي تُواجهه.
والأمرُ الذي حدثَ لكِ سببهُ الأول والأخير هو ضعفٌ في الشخصيةِ، فلا تستطعينَ مواجهةَ الآخر، ولا التحاورَ والتحدُّثَ معه، فتتراجعين إلى الخلف، وتنسحبسن، وتلجئين إلى البكاءِ والحسرةِ، بعد ذلك العزلةُ والانطوائية، والقضاءُ على المستقبل.
من المعلومِ أنَّ الفترةَ التي تعيشينها الآن هي فترةُ المراهقة المتأخرة وفي هذهِ المرحلة تكثرُ فيها التَّقلبات النَّفسية والجسدية والمزاجية والفكرية وحتى الاجتماعية، وكذلك في هذهِ المرحلة تزدادُ الوساوسُ القهرية لمن لديهم الاستعدادَ لذلك، ولكن لابدَّ أن يكونَ أيضاً حدثَ لكِ نوعٌ من التَّغيُّرِ البيولوجي والكيميائي، وهذا التَّغيُّر يتعلّقُ بما يُعرف بالموصلات العصبية أو الناقلات العصبية، وهنالك عدَّةُ موادَ كيميائية أهمّها المادة التي تُعرف باسم سيرتونين.
لا شكَّ أنَّ الوساوسَ تولِّدُ الإحباطَ وتولِّدُ الاكتئاب، وتجعلُ صاحبها يفقدُ الكثيرَ من تفكيرهِ الإيجابي، وينصبُّ كل فكرهِ نحو السَّلبيةِ والتَّشاؤم، ويرى الماضي مُظلماً، ويرى المستقبل مُبهماً، ويرى الحاضر فاشلاً، هذا هو التَّصور الاكتئابي المرتبط بالوساوسِ القهرية.
أنتِ محتاجةٌ إلى أن تقدِّري ذاتكِ، ومعرفةُ الإنسان لقدرِ نفسه هي منبعُ ثقته، وتقديرُ الذَّاتِ هو عمليةٌ ديناميكية لما يجري في العقلِ والجسدِ من عمليات، وما يقومُ به الإنسان من تصرفاتٍ وسلوك.
وهذهِ السُّلوكيات (البكاء والعزلة) التي تصدرُ منكِ يبدو أنَّ الأفكار السَّلبية قد طغت عليكِ وأخذت حيزاً كبيراً في تفكيركِ، ولم تتركِ مجالاً للأفكارِ الإيجابية، وهذا ما يُؤدي بكِ إلى العزلةِ، والضَّعفِ وعدم القدرةِ على مواجهةِ الآخرين، وتتأثري من أي انتقاد.
أولاً وقبل كل شيء يجب عليك أن تعطي لذاتكِ الحقّ، وتعرفي قيمتها، وهذا التقديرُ لابدَّ أن يكون عالياً حتى تتغلبي على الحساسيةِ المفرطة.
وهذا الضَّعف الذي تعيشنه قد يولدُ لديكِ أيضاً القلق، وهو شعورُ الإنسان بعدمِ الرَّاحةِ تجاه شيءٍ ما يمكنُ أن يحدثَ وهو غيرُ مؤكد، أو خطرٌ محدق يخافُ منه الإنسان؛ فيشتتُ ذهنه، ويُضايقهُ، ويُقلقُ منامه، ويُعكِّرُ صفوه ، والقلقُ الشَّديد والذي يعتبرُ مرضاً يعتبرُ عدوّ النَّجاحِ والوصول إلى الهدفِ المنشود، بخلافِ القلقِ البسيط الذي يجعلُ الذِّهنَ متفتحاً ومنتبهاً لما يدور أمامه.
وهناك خطوات من خلالها تستطيعينَ أن ترفعي من شأنِ ذاتك، وهي :

1- يجبُ أن تعلمي أنكِ مؤمنةٌ بالله، فإنَّ الطاقةَ الإيمانية هي ذلك النُّور الإلهي العجيب الذي إن استعنتِ به فلن يخذلكِ، وهذا النُّور هو الذي يمدّكِ بالقوةِ الجسمانية في بدنكِ، والسعة في رزقكِ، والبركة في حياتك، ويزودكِ باليقينِ والثقةِ بالنَّفسِ، والطَّمأنينة والراحة النَّفسية، والسعادة الأبدية.
2- حاولي أن تواجهي هذهِ المشاكل التي تعيشنها سواء كانت في الجامعة مع صديقاتك أو في البيت بقوَّةِ التَّقبل والمناقشة، والتفكيرُ في الحلول، وكوني صلبةً بدلاً من الهروبِ واللجوءِ النقد ولوم الذات .
3 - يجب أن تكوني حيويةً، وعندك عزيمةً وقدرةً على مواجهةِ أي شيءٍ، وتحبينَ العملَ، ولديكِ الحماسَ والدَّافعية والميل إلى التغييرِ والتَّطويرِ، ويجبُ أن يكونَ هدفكِ في الحياةِ واضحاً لا غموضَ فيه.
4- يجب أن تكوني إيجابيةً متفائلة، بعيدةً عن الإحباطِ واليأس، وحاولي دائماً أن تقبلي على تصميمِ الحياة، ولا تضعفي أمامَ المشاكل.
5 - كوني اجتماعية، وابتعدي عن العزلةِ والانطوائيةِ، وحاولي أن تستمعي إلى الآخرين، وتؤثري فيهم، وتحبي الخير للجميع.
6- مارسي تمارينَ الاسترخاء؛ فهي تخففُ عنكِ من وطأة القلقِ والحزن، ويجب أن تختاري مكاناً هادئاً بعيداً عن الضوضاء.
7- حاولي أن تهتمي بدراستكِ، وتُثبتي جدارتكِ أمامَ صديقاتكِ وأهلك على أنَّكِ قادرة على النَّجاحِ والتَّفوقِ بإذن الله تعالى.
9- دائماً اعطي رسالة إيجابية إلى عقلكِ الباطني أنَّكِ إنسانةٌ ناجحةٌ في حياتك، ولا تلتفتِ إلى الأفكارِ السَّلبية، فالإنسانُ الناجحُ دائماً تواجههُ عقبات، ولكن يستطيعُ أن يتغلبَ عليها ويتجاوزها بقوَّةِ إيمانه ويقينه بالله تعالى، ثم بإرادتهِ وعزيمتهِ القوية.
10- قد تحتاج إلى جلسات نفسية إرشادية من أجل تخفيف وطأة الإكتئاب فحاولي أن تزوري أقرب أخصائية عندكم في المنطقة فقد تحتاج إلى تفريغ الهموم والمشاكل .

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما