728 x 90



img

استذكرت المثل الشعبي الذي يقول «يجهز الدوا قبل الفلعة»، في العادة نستنكر هذا المثل في حياتنا اليومية أي أننا نرفض أن نقدم الدواء قبل الداء، ما فائدة الدواء أن لم نكن مرضى، أليس كذلك؟ لماذا تأكل قرص «بندول» للصداع، في حين أنت ليس لديك صداع أساسا؟!
هل سبق وأكلت البندول تأهبا لصداع لم يأت بعد؟! فما فائدة الدوا قبل الفلعة؟! ولكننا إن تعمقنا أكثر في هذا المثل، خاصة بتطبيقه في حياتنا اليوم والضغوطات التي نواجهها يوميا في شتى الأمور.
هل بالفعل نحتاج أن «نجهز الدوا قبل الفلعة». في نطاق مؤسسي، سياسي- اجتماعي أكثر، هذا المثل نراه اليوم يزحف نحو هذه المبادرة وللأسف ما زال يزحف دون دعامات وتحفيز لقفزة نوعية. نعلم أن الضغوطات اليومية تزداد يوما بعد يوم، نعلم أن العلاقة الأسرية يوميا تقل، نعلم أن العلاقة بين الأم والأبناء في حالة حرجة جدا اليوم ما بين عمل الأم، عمل الأب، مدارس الأبناء والوقت الضائع في المواصلات، كمثال بسيط.
نرى يوميا رسومات وكاريكاتير تتحدث عما يعاني منه المجتمع اليوم، نقرأ تغريدات بشكل يومي لما يحصل في المجتمع ولا يليق به.
نرى النقد العادي، ونرى النقد البناء، نقرأ الشكاوى اليومية، ونقرأ الشكاوى مع الحلول المناسبة.
المشكلة ليست فيمن يعبر عن «الفلعة» يوميا، المشكلة في من لديه الدواء ويدرك أن «الفلعة» قادمة ولا يأخذ التجهيزات على قدم وساق.
المشكلة في الجدار بين الدواء والفلعة ولا أدري لماذا يزيد سمك هذا الجدار بما يرتبط بتحسين أسلوب الحياة للمجتمع، ولا ننكر وجود الأدوية التي تجنب الفلعات. ولكنها ما زالت أدوية على نطاق أكبر، مساعدات خارجية، رؤية مستدامة، وتطوير وتحسين بنيات تحتية. ماذا عن الفرد نفسه، أين يكمن في هذه الكرة الكبيرة، هل بالفعل ما زلنا وسنبقى جزءا صغيرا من الرؤية، بحكم قلتنا في مجتمعنا فلا نستحق إلا ما يقدم للصورة الكبرى؟!

خلاصة القول
تم الاحتفال مؤخرا باليوم العالمي للصحة النفسية، ومثله من أيام عالمية الكثير. وقلنا في تويتر: يجب ألا يستمر التركيز على المرض وسبل علاجه والتغافل عن تحسين أسلوب الحياة للمجتمع عن طريق الضغط على صناع القرار

بثينة الجناحي
زميلة مركز كارتر للصحة النفسية وعضو جمعية وياك.