728 x 90



img

ضمن احتفالاتها بيوم الصحة العالمي وفي إطار المرحلة الثانية من حملة "كِلنا وياك" والمقامة تحت شعار "صامل ومواصل" نظمت جمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك" محاضرة بعنوان "صحتي النفسية سر سعادتي" للمرشدة النفسية ظبية حمدان المقبالي وذلك بمركز مدينة خليفة الصحي واستهدفت طاقم موظفات المركز والأمهات.

السيد محمد البنعلي المدير التنفيذي للجمعية أكد على أهمية تقديم هذا النمط من المحاضرات وقال بأن "وياك " تحرص على المشاركة بهذا اليوم نظراً لأهمية الصحة النفسية في الحفاظ على الصحة العامة ، وأن جمعية أصدقاء الصحة النفسية وبالإيعاز من سعادة الشيخ ثاني بن عبد الله آل ثاني رئيسا مجلس إدارتها حرصت و منذ إنشاءها توعية أفراد المجتمع بأهمية الصحة النفسية، والوصول بالفرد لتبني فلسفة عامة في الحياة تسمح له بأن يتصرف بكفاءة ونجاح يتناسبان مع إمكاناته.

وأضاف: بأن حملة "صامل ومواصل" نجحت في تكثيف التواصل مع جميع المؤسسات الوطنية لا سيما تلك المعنية بالمحافظة على الصحة العامة والصحة النفسية من أجل الوصول إلى المستوى المنشود في هذا الاتجاه وذلك تحقيقاً لجانب من مهم من رؤية سمو الأمير المفدى لقطر 2030.

وقد استحضرت المقبالي في مستهل محاضرتها: حديث ابن عباس - رضي الله عنهما- وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم له : "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رٌفعت الأقلام وجفّت الصحف" منوهة إلى أن كل ما يجري ويصيب الإنسان هو مقدر من الله سبحانه وتعالى قبل وقوعه، ويتعين هنا على الإنسان أن يأخذ بالأسباب الواجبة عليه لتحقيق ما هو مقدر له في علم الغيب.

ثم طرحت المقبالي على الحاضرات السؤال التالي : ماذا تعرفين عن الصحة النفسية؟

وللإجابة على هذا السؤال قالت المتحدثة :الصحة النفسية هي عبارة عن مفهوم متكامل لا يفصل بين الجسد والمجتمع كل جانب من هذه الجوانب يكمل بعضه البعض وله قيمته وأهميته تتمثل في سلامة الفرد وتكامل صحته النفسية فعندما يتمتع الشخص بالصحة النفسية بمفهومها المتكامل- الجسد والنفس والمجتمع فإن الشخص يستطيع أن يتابع ويساير نهضة مجتمعه ونموه بشكل متوازن ومتسق.

وتحدثت المقبالي عن دور الإسلام في تحقيق الصحة النفسية للفرد واللأمة فقالت : بأن ديننا الحنيف رعى هذا الأمر حق الرعاية وسلامة النفوس والأبدان تعين المسلم على القيام بواجباته الحياتية خير قيام ، وأن هذه الصحة تتحقق بصورتها الشاملة عند الشعور بالرقابة والتوجه إلى الله تعالى في كل جزئية من جزئيات الحياة منوهة بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يرويه الترمذي مخاطباً عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- "يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف "، وهو حديث يؤكد على ضرورة الارتباط الكامل بالله سبحانه وتعالى واليقين الكامل أن ما يقع لنا في حياتنا من خير وسوء هو مقدر منه سبحانه ، وعند الإيمان بكل ذلك يكون الإنسان مطمئناً هادئاً يواجه أصعب الأمور بقوة وهذا من معاني الصحة النفسية .

وذكرت المرشدة النفسية والمجتمعية الوسائل الكفيلة بالحفاظ على الصحة النفسية للإنسان فدعت الحضور إلى أن يجددن أهداف حياتهن ، وهو أمر يساعدهن على التفكير بطريقة ابداعية وايجابية من شأنها التحفيز على الإنجاز. وعدم الركون إلى الخمول وذلك من خلال ممارسة الرياضة التي تساعد على التخلص من الطاقة القديمة وبناء طاقة جديدة محلها.

كما دعت لتجديد العلاقات الاجتماعية وأبسط هذه المتمثل بصلة الرحم والتي تمنح الواصل السعادة والصفاء النفسي ، كما أنها أفضل السلوكيات التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان وهي جالبة للبركة في العمر والرزق إضافة إلى كونها سبب لمغفرة الذنوب ودخول الجنة والاعتدال والتوازن في كل شيء فقد روى الترمذي في صحيحه: عَنْ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: مَا مَلأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرٌّا مِن بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ".

ودعت كذلك لتعزيز الهواية وذلك من خلال الاستفادة من وقت الفراغ الأمر الذي يعود على من يفعل ذلك بالفوائد الجمة ومنها عدم الشعور بالملل ، كما أن الهواية تساعد على التمتع بصحة نفسية جيدة.

واختتمت المقبالي محاضرتها بالإشارة إلى أن تغيير التفكير يؤدي الى تغيير المشاعر وتغيير السلوك يؤدي الى تغيير التفكير وتغيير المشاعر يؤدي الى تغيير التفكير.