728 x 90



التاريخ: 2017-05-05


الإستشارة:

عندي غضب مزمن وتقلب في المزاج دائما فما الحل لهذ الأمور وهل من أدوية أستطيع أخذها لحل مثل هذه الأمور

الجواب:

أخي السائل حفظكِ الله ورعاكِ، وقوَّى إيمانكِ وعزيمتك، ووفقكِ في حياتك الزوجية، وأشكركِ على تواصلك مع موقع "وياك" للإستشارات النفسية .
لا شكَّ أنَّ المزاجَ العصبي يؤثرُ بشكلٍ كبيرٍ على تفاعلِ الأفرادِ فيما بينهم خاصةً في العلاقات الاجتماعية، فتبدو أكثر ضعفاً وتنافراً، وتتفاقمُ تلك التأثيرات على الأسرةِ الواحدةِ إذا كان أحدَ أركانِها وهو الزَّوج ( الأب ) ويتميز بالعصبية، فتذوبُ العلاقات الحميمةُ في بوتقةِ الغضبِ، وتنتهي مشاعرُ الودِّ والمحبة، ويزولُ التَّفاهمُ والنِّقاش، ويحضرُ الاستبدادُ والقهرُ والعنفُ على طبيعةِ العلاقات؛ لذلك فعلى الزَّوج العصبي أن يتحرَّى المشكلات التي تزيدُ من عصبيته ، والابتعاد عنها، وعلى المحيطينَ به العملُ على مشاركته ضغوطات الحياة، بما يحقِّقُ له مشاعرَ الأمانِ بأنَّه ليس وحيدا في مواجهتها.
اعلم أخي الحبيب أنَّ هذهِ الأفكارُ كلَّها من مداخلِ الشَّيطان، حيث أنَّه يسعى بالإنسانِ في البدايةِ شيئاً فشيئاً، ويتدرجُ به إلى أن يصلَ إلى هدفهِ، وهو يدخلُ على كل نوعيةٍ من الناسِ بالطريقةِ التي تُناسبه، فيدخلُ على الزُّهادِ بطريقةِ الزُّهد، ويدخلُ على العالمِ من بابِ العلم، ويدخل على الجاهلِ من بابِ الجهل.
ويبدو أنَّ الأفكارَ التي تسلطت عليكِ قد أسكتت صوتَ الحقِّ عندك، وطغت على العقلِ وتجبَّرت، رغم ما يبذله الشعورُ عندكِ من مقاومة، واعلم أنَّ هذا الأمرَ يحتاجُ منكِ إلى يقظةِ الضَّمير، والتمسكِ بالأخلاقِ العالية والفاضلة، والإيمانِ بالله تعالى القوي، وهو رأسُ الأمرِ كله.
واعلم أنَّ النفسَّ عرضةٌ للإصابةِ بأنواعِ العِللِ والأمراض النَّفسية التي تُخرجها عمَّا ينبغي إلى ما لا ينبغي من الأخلاقِ والسلوكِ، وينتجُ هذا عدمُ تكيّفٍ مع النَّفس، فتكن قلقا متشائما منقبضا النَّفس، وتفقد تكيفكِ مع بيئتكِ الاجتماعية، وتُصاب بالانطوائيةِ والعصبيةِ، والانحرافِ والاستهتارِ، ولا تُبالي بالقيم الاجتماعية والأخلاقية، والعادات الاجتماعية.
فالمشكلةُ التي تُعاني منها هي: عدمُ الثقةِ بالنَّفسِ، بالإضافةِ إلى العصبية ، وأنت لا تحتاج إلى علاج دوائي بل تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي وهو تغيير في الأفكار والسلوك ، وها ينطلق من عند أنت وأنت صاحب القرار .
وإنَّ من أهمِ شروطِ الشَّخصية المتكاملة هي الاستقامةُ والنزاهةُ، وهذا يعني أن نهتمَّ بالقيمِ والمبادئ قبل أي شيءٍ آخر، وأن نحترمَ أنفسنا، ونحترمَ الآخرين، والقدرة على إيجادِ التَّوازنِ بين الشجاعةِ واحترامِ الآخرين، فحاول أن تجعل شخصيتكِ قويَّة، وتثق بالله تعالى ثم بنفسكِ دونَ المبالغةِ في ثقتها، بل أعطها تقديرها، ولا تُنقص من شأنها، ولكي تعرفي كيف تقدر ذاتك هناك صفاتٌ يتمتعُ بها الشَّخص الذي يقدِّرُ ذاته، ولا يُنقصُ من قدرها شيء، ومن بينها:
1- أن تكن شخصيةً مسيطرةً على انفعالاتك.
2- أن تكن متوازنا في حياتكِ لا إفراطَ ولا تفريط.
3- تعشق العمل وتستمتع به، وتتسم بالحماسِ والدَّافعية، والميل إلى التغييرِ والتَّطوير.
4- صريح وواضح ، ولا تميل إلى استخدامِ الإشارات عندَ الحديثِ مع الآخرين.
5- عندما تواجهكِ المصاعب تتجاوز ذلك بسرعةٍ فتكن إيجابيةا ومتفائلا.
6- تعتمد على ذاتكِ، وتتمتع بالقدرةِ على التَّصرفِ باستقلاليةٍ دون الرجوعِ إلى الآخرين.
7- اجتماعيا ومتعاونا ، وتشعر بالسعادةِ إذا اشتركت في عملٍ جماعي.
هذه بعض الصِّفات لتقديرِ الذَّات وإعادة الثقة بنفسك ، فحاول أن تسير عليها، وبإذن الله تعالى ستكونُ لك شخصية متوازنة.
بالإضافةِ إلى ماذكرتُ لك سابقاً، أنصحكِ باتّباع الخطوات التالية:
1- توجه إلى الله تعالى بالدُّعاء والتَّضرع، واطلب منه العونَ والسَّداد، وأن يثبتكِ على طريقِ الحقِّ والصَّواب، وأن يعينكِ في حياتك الأسرسة والعملية والإجتماعية .
2- ارسم في عقلكِ الباطني سلوكَ التَّفاؤلِ وعدم اليأس، والإيمانِ به، وبإذن الله تعالى سيتحققُ ذلك على أرض الواقع وتكن متفائلا .
3- أوصيك من الإكثارِ من الاستغفار، وهذا مصداقاً لقول الله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}[نوح:10-13]، وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ((من لّزِم الاستغفار جعلَ اللهُ لهُ من كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل همٍّ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب)).
4- لا ترسم العوائقَ في وجهكِ، بل دائماً توقع الأفضل، وأنكِ ستنالَ مرادكِ بإذنِ الله تعالى.
5- استبدل الكلمات السَّلبية في حياتكِ بكلماتٍ إيجابية، وحاول أن تكتبها وتضعها أمامكِ، واقرءها صباحاً ومساءً حتى ترسخَ في ذهنك.
6- استخدم عمليةَ الاسترخاءِ؛ فهي مفيدةٌ في مثلِ هذهِ الحالات، وتخفِّف عنكِ وطأة التَّفكيرِ السَّلبي.
10- دائماً أُترك باب الأملِ مفتوح، ولا تقنط، ، وانظر دائماً إلى الأمورِ نظرة إيجابية وابتعد عن الحزن، وكن متفائلا ترىالحياة جميلة، وأُبشِرُكِ أنك سوف تتغيرُ شخصيتك للأفضل، وتُصبح إنسانا فعَّالا وناجحا في حياتك بإذن الله تعالى.
وبالله التوفيق


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما