728 x 90



img

يحب الطفل عادة وهو في عمر السنتين سماع القصص البسيطة، ويجب أن تكون قصيرة ليظل منتبها لها، أما ابن ثلاث سنوات فيسر بسماع القصة مرة ومرتين وثلاثا ، وهو قادر على تذكر الحكاية كلها، وإذا أراد الوالدان التأكد من ذلك فليغيرا جملة أو جملتين في القصة، ويريا كيف يهب ولدهما حالا محتجا للتغيير الحاصل في كلام الحكاية، وعندما يكبر أكثر يلذ له روايات من أنماط مختلفة، ويفضل على الجميع الحكايات المثيرة. ونجد في السوق سيلا عارما من المؤلفات القصصية الملونة وقد غزت بيوتنا لتملأ عقول أطفالنا بالسحر أو العنف، ولم يجد الطفل ما يسد حاجته للمعرفة، ويثري خياله فاتجه إلى هذه القصص، وكثيرا ما تبعده عن جادة الصواب، إذ لا هدف يرتجى، ولا تنمية لملكاته العقلية، بل ربما تبلد إحساسه بسببها وابتعد عن تحمل المسؤولية التي تنتظره من أجل دينه وأمته
والناس أجمعين. ولعل ما يلفت الانتباه في هذا الصدد هو تعدد اللمجات العربية في لغتها والأجنبية في عناوينها ومحتوياتها وأبطال قصصها مما يساهم في غرس أنماط حضارية غريبة عن واقع الطفل العربي، ويمكن تعميم هذه الملاحظة على الكتب الخاصة بالأطفال دون سن السادسة، حيث إن نسبة العناوين الأجنبية أرفع بكثير من العناوين العربية. فالمؤلف لكتب الأطفال يجب أن يكون ملما بسيكولوجية الطفل في مراحل الحياة المختلفة حتى يعرض عليه من وسائل الإيضاح ما يصادف هوى نفسه، وما يتعلق باستعداده في هذا الدور من النمو، فلاتعرض صور النباتات والأزهار على أطفال السنة الأولى ملونة باللون الأسود بدل الألوان الطبيعية.رغم إثراء المادة وغزارة المنهل من أجل أدب نافع ونظيف للأطفال إلا أن قصص الخرافة والعنف ما تزال هي التي تعم المكتبات وكثير منها مترجم من اللغات الأجنبية. ومن الواجب علينا هو السعي الجاد لنشر البديل المفيد لأطفالنا، وتضافر جهود المخلصين في مجال القصة الهادفة، والمجلة النافعة، والرعاية الدءوب من منطلقات قيمنا الإسامية .