728 x 90



التاريخ: 2017-08-02


الإستشارة:

بارك الله جهودكم
أنا سيدة عاملة وأم لابنة وحيدة بلغت من عمرها (12) عاماً، أستيقظ من نومي في الساعة الخامسة صباحاً ، ولا أستطيع البقاء يقظة بعد غروب الشمس إلا إذا خلدت إلى النوم عصراً - وهو أمر نادر الحدوث- عندها أحتاج لنوم متواصل لا تقل مدته عن أربع ساعات ، وعندما استيقظ أجد زوجي وابنتي قد خلدا إلى النوم أو أوشكا.
هذا الأمر يشعرني بالذنب دوماً تجاه ابنتي فأنا أحس بتقصيري معها من حيث التوجيه ومتابعة أمور دراستها.
أود منكم مساعدتي ليتسنى لي تنظيم وقتي من لحظة استيقاظي إلى وقت النوم.

الجواب:

غاليتي ... أشكر لك ثقتك بجمعية أصدقاء الصحة النفسية ( وياك ) ويسرنا أن نمد لك يد العون للتعامل مع هذه المشكلة ، أو هذا التحدي -كما أحب أن أطلق عليه- أنت الآن أمام تحدٍ سوف تتغلبين عليه في وقت قياسي طالما أن لديك الرغبة في ذلك .
بداية سأكلمك عن نعمة حبانا الله -تعالى - بها وحير أمرها الباحثين و العلماء يطلق عليها: )الساعة البيولوجية( ، فقد خلق-سبحانه وتعالى- الليل والنهار وخص كل واحد منهما بوظيفة في جسم الإنسان, حيث هناك وظائف معينة تعمل في الجسم نهاراً و أخرى لا تعمل إلا في الليل , فقال : "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورا" ، وهذه الساعة تنظم حياتنا, تحدد وقت النوم, وقت تناول الطعام, وتبرد اجسامنا ليلاً عند النوم, وتسخنها في النهار, ومن السهل علينا تنظيم هذه الساعة وإعادة برمجتها بطريقة تتوافق مع ظروفنا الحياتية .
وعلى ذلك فإنك تحتاجين لإعادة تخطيط يومكِ لتتمكني من استعادة التوازن له والاستمتاع به وبعائلتك, لذا سأضع بين يديك جملة من الأفكار التي تسهل عليكِ هذه المهمة ، وتحقق لك الرضى ولو بصورة نسبية فلا تشعري بالتقصير تجاه أسرتك الصغيرة :
-النوم: يجب عليكِ أن تأخذي القسط المناسب منه - خاصة في الليل- لدور ذلك في إعادة التوازن لجسمكِ بعد عناء العمل الأمر الذي يمكنكِ من إدارة حياتك بالشكل الأمثل, بعد عناء اليوم والعمل, وقد ذكرتِ في الاستشارة أنكِ نادراً ما تنامين عصراً, وهذا أمر إيجابي يمكنك من استثمار الوقت في أمور مختلفه مع أسرتك, وبالتالي يصبح النوم الأساسي لديك في الليل وهو الطبيعي.
-استثمري وقت الظهيرة في عدة أمور؛ فلا تشغلي تفكيركِ بموضوع تعب العمل , وحاولي أن تمدي نفسك بالطاقة لتتمكني من عمل الكثير لأسرتك, خصوصاً ابنتك, وكوني على ثقة أن الحياة بها الكثير من الأمور و المتغيرات التي من الممكن العمل عليها لتصبح في صالحك ، وهنا أضع بين يديك عدة مقترحات فجدي منها ما يناسب ظروفك:
1-عند عودتك من العمل, وعندما تكوني في طريقكِ إلى البيت تذكري أن ابنتك حبيبتك في انتظارك, و أنك مشتاقة لها ولمعرفة أخبارها, وبمجرد دخولك للمنزل احتضنيها, قبليها واسأليها عن أحوالها بشكل سريع, أدخلي غيري ملابسك, واخرجي إليها مرة أخرى واطلبي منها أن تشاركك إعداد وجبة الغداء, واستثمري هذه اللحظات بمداعبتها و الحديث معها وسؤالها كيف قضت يومها, وتجنبي معاتبتها لو ذكرت شيء لا يعجبك, وأحرصي على أن تعلق هذه اللحظات في ذاكرتها وذاكرتك.
2-خصصي فترة الظهيرة لتنفيذ نشاط محبب لك ولها, حاولي أن تعرفي منها الشئ الذي تحبه, قومي بالتسجيل معها في أحد مراكز الرياضة, ولاحظي أن ابنتك الآن على مشارف المراهقة, وتحتاج إلى أن تعتني بمظهرها العام , ومن خلال الرياضة ستخرج معك وتكسبين أمرين؛ أولهما: اقترابك منها أكثر الأمر الذي يشجعها للحديث معكِ عن خصوصياتها, وثانيهما: ستكسب ابنتك رعاية وعناية في مظهرها العام, ويتعين عليكِ أن تكون هذه اللحظات جميلة, اتركي لها مساحة للتعبير عما يجول في خاطرها لتتمكني من فهم ما تفكر به, وكوني لها صديقة أكثر من أم وقوِّمي سلوكها بالحجة والإقناع.
3-اشغلي وقت فراغك و فراغ إبنتك, بممارسة نشاط معين أو المشاركة في بعض الأشغال اليدوية مثل, الديكوباج, التريكو, الصلصال وغيرها من الأشغال اليدوية التي تحبها الفتيات, اجلسي معها واعرفي منها ما الذي تحبه من الهوايات كالرسم أو الأشغال اليدوية أو الطبخ, وشاركيها في هواياتها, وستجدين بعد ذلك فرقاً كبيراً في شخصيتك وشخصيتها, والمهم هنا هو الاستمرار وعدم إظهار الملل والتحجج بالتعب والعمل.
4- في نهاية الإسبوع احرصي على أن يكون هناك يوم للعائلة, تخرجي فيه مع أسرتكِ الصغيرة, لتجديد الأجواء الجميلة بينكم, فتوجهوا مثلاً لأحد المجمعات التجارية أو إلى حديقة عامة أو للبحر أو إلى رحلة برية ، واصنعي لك ولهما جواً مختلفاً عن باقي ايام الأسبوع بهدف تجديد النشاط, وتذكري غاليتي أن زوجك أيضاً يحتاج ليشعر بطاقتك وتجديدك, ومثل هذه الأنشطة ستبث في الأسرة روح النشاط والحيوية.
5-جددي نفسك, واحرصي على القيام بعمل ما في فترة الظهيرة, فتوجهي للصالون وغيري من مظهرك بين الحين و الآخر, غيري لون شعرك, قصته, ضعي علاجات لشعرك لتحافظي على رونقه, اعتني بأظفار يديك وقدميكِ, ولا تفعلي كل ذلك في وقت واحد وإنما بين الحين والآخر, لتشعري في كل مرة بالتجديد ويشعر زوجك بالتغيير, حتى ملابسك لا يمنع أن تدخلي ألوان لست معتادة عليها, وكذلك تصاميم أو قصات لم ترتديها من فتره, كل ذلك سيضفي على حياتك روحاً متجددة , ستنعكس آثارها عليكِ وعلى زوجكِ, وتذكري أنك تستحقين بعد عناء عملك هذا التجديد في حياتك.
6-تواعدي مع صديقة مقربة لك, إذهبي معها تناولي القهوة تذكري لحظاتكم الجميلة, شاركيها أفكارك ، وستجدين أن كل هذا سيمدك بالحيوية والنشاط بصورة تنعكس أيضاً على أسرتك.
غاليتي...من خلال ما تم ذكره سابقاً, يمكنك تخيل يومك كالتالي, الاستيقاظ في الصباح, التوجه للعمل, العودة للمنزل, مشاركة ابنتك لحظات حميمة يتبعها الإعداد لوجبة الغداء, القيام بنشاط مع ابنتك, القيام ببعض الأعمال المنزلية ولا يمنع أن تطلبي منها المساعدة في بعض مراحل إنجازها, البقاء في المنزل والاسترخاء حتى موعد العشاء, ويذهب الجميع بعدها للنوم مبكراً, ولا تنسي العناية بزوجك, فهو نصفك الآخر الذي يحتاج إليكِ.
غاليتي.. الأمر ليس بهذه السهولة وهو ليس عسير المنال , يحتاج منك إلى إصرار واستمرار وقوة إرادة وهي أشياء تمتلكينها -ولله الحمد- فقط تحتاجين لاتخاذ قرار التنفيذ, وتذكري في حال شعرتِ برغبة في مقابلة شخص مختص في جمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك"أن الأبواب مفتوحة أمامك، وثقي أن السرية والخصوصية هي شعارنا,يمكنك التواصل على الرقمين:44878722 أو 8009395 , من الساعة 3 عصراً وحتى الساعة 9 مساءً للحصول على استشارة هاتفية.


ظبية المقبالي

مرشدة دعم نفسي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما