728 x 90



التاريخ: 2017-09-04


الإستشارة:

السلام عليكم
أنا خجول منذ الطفولة (وراثة). أخواني وأخواتي وأمي خجولون أيضا.تعرضت في صغري للضرب من قبل والدي, وللتحرش الجنسي من قبل قريب لي وتنمر بعض الأقران في المدرسة. عند سن 13 تحول الخجل إلى رهاب وكنت أعاني في المدرسة والجامعة. بعد التخرج من الجامعة أحسست أني غير قادر على مواجهة الناس والعمل , لذلك أنا عاطل منذ قرابة ال3 سنين.كل يوم أفكر في حالتي هذه وفي السنين التي ذهبت سدا من عمري. أريد أن أتغير ولكن أحس أن هناك شئ يمنعني.

أعتقد أن أساس المشكلة هو أني ولدت خجولا + الخبرات السلبية التي مررت بها في الطفولة.

دائما أحس أني تحت دائرة الضوء وأن الناس جميعهم - وخاصة الغرباء- ينظرون إلي ويقيموني تقييما سلبيا

خجلي هذا سبب لي إحراج في عدة مواقف اجتماعية , مما زاد الطين بلة

الآن كل ما اريده هو أن أصبح طبيعيا وأن أعود للحياة والعمل

قد تتسألون كيف أني ذهبت للجامعة ولا أقدر على الذهاب إلى العمل؟
الجواب : أن في العمل ستكون الأنظار موجهة لي أكثر وسأكون مسؤولا عن مهام علي أن انجزها , ولكن كيف أنجز وأواجه وأنا فاقد للثقة بنفسي وطاقتي يمتصها الرهاب والخوف من الناس ومن الكون محل أنظارهم

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل حفظك الله ورعاك، ووفقك في كل ما تصبو إليه ، وأشكرك على تواصلك مع موقع "وياك" للإستشارات النفسية ، وإن شاء الله تعالى نكون عوناً لك للتخلص من مشكلتك التي تُعاني منها.
أريد منك أيها العزيز أن تغلق سجل الماضي ولا تفكر فيه ولا تقف عنده ، لأن البكاء على الأطلال وتذكر الماضي لن يرجع لك شيئاً فاتكَ .
وبخصوص تعرضك للقسوة والضرب من قبل والدك أو التحرش من طرف أقربائك ، فاعلم أن كل ما يجري للعبد واقع بقدر الله والذي يجريه بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا، واعلم أن الابتلاء ليس دليلاً على غضب الله، بل قد يكون دليلاً على محبة الله للعبد، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ"
فعليك أن تحسن ظنك بربك وتُعرض عن التفكير في الأمور التي حصلت لك في صغركَ ولا تلتفت لتلك الوساوس التي تشوش عليك فكرك، وتفسد عليك عيشك، وأقبل على ما ينفعك في دينك ودنياك، ومن أعظم ما يعينك على التخلص من تلك المخاوف والقلق كثرة الذكر والدعاء,
إن الشيء الذي تُعاني منه أخي الحبيب هو ما يُسمى في مصطلح علم النفس بالرهاب أو الخوف ، ومن خلال رسالتك فقد شخصت نفسك بنفسك ، ولهذا فالعلاج ينطلق من عندك أنت، وأنت صاحب القرار في العلاج؛ وذلك بالعمل على تقوية شخصيتك، وإعادة الثقة بنفسك، وإبعادها عن الوساوس حتى لا تتعب، وعش يومك، وخطط لمستقبلك، فلديك مستقبلٌ زاهرٌ -بإذن الله تعالى-
لا شكَّ أنَّ المخاوف تولِّد الإحباط، وتولِّد الاكتئاب، وتجعل صاحبها يفقد الكثير من تفكيره الإيجابي، وينصب كل فكره نحو السلبية والتشاؤم، ويرى الماضي مُظلماً، ويرى المستقبل مُبهماً، ويرى الحاضر فاشلاً؛ وهذا هو بالضبط التَّصور الاكتئابي .
أريدك أن تعيشَ واقعك بكل ما فيه، فحاول أن تدفع المشاكل بعيداً عنك، وركز طاقتك واهتمامك على ما يعود عليك بالفائدة، ولا تشتت ذهنك في شيءٍ لا يعود عليك بالفائدة؛ فأحياناً كثرة التفكير في شيء ما يتعبك، ويجعلك تتصور أموراً خارجة عن نطاق الواقع، فترهق نفسك بكثرة التفكير، وأحياناً يكون تفكيرك سلبياً، فاترك عنك هذا التفكير، وفكر بإيجابية، وجنب نفسك مخاطر القلق والخوف ، ولتكن لديك نفسٌ هادئة، وروِّض نفسك على التصدي للمشاكل، وابعث الحيوية في حياتك الجديدة.
أريدك أن تنجز في عملك وتبدع وتصبح موظفاً مثالياً ، ولا تلتفت إلى نظرة الناس إليك فهذا السلوك أنت الذي رسمته لنفسك ، وإطمئن فلا أحد منشغل بالآخر فهذه مجرد وساوس وأعشاب ضارة موجودة في دماغك فحاول التخلص منها.
ولكي تتخلص من هذا السلوك؛ مطلوبٌ منك أخي عبد الغني اتباع الخطوات التالية :
1- التوكل على الله سبحانه وتعالى في كل أمورك.
2- حاول دائماً أن تبتسم؛ لأن الابتسامة تدفع المزيد من الدم إلى شعيرات مخك فتنشطه، وتريح الجسد، وتحقق لك النجاح، فالابتسامة طريق النجاح.
4- لا بد أن تكون مقدراً لذاتك تماماً؛ فإن لديك قدرات ومهارات هائلة ، فيجب أن تظهر الصورة الحقيقية عن نفسك دون مبالغة ودون تنقيص من شأن ذاتك.
5- لا تستسلم للخوف ، ولابد أن تكون لديك قوة الإرادة، وهذا الأمر سيزيدك ثقةً بنفسك.
7- اجعل الحيوية والعزيمة شعاراً بين عينيك، واعشق الدراسة، واستمتع بها مهما كانت شاقة ومتعبة والغربة بالتأكيد فيها تعب ولكن ستجني من وراها فائدة كبيرة بإذن الله تعالى .
8- اتسم بالحماس والدافعية، والميل إلى التغيير والتطوير، وتميز بوضوح الهدف والعزم.
9- فكر في تطوير ذاتك دائماً إلى الأحسن، وابحث عن الشيء الذي ينفعك.
10- فكر بالتميز بالأشياء السعيدة، واعلم أن حياتك هي ما تصنعه أفكارك، واملأ عقلك وفكرك بكلماتٍ وأفكار تُعطيك الدافع نحو النجاح، مثل: أنا أستطيع أن أفعل ، أنا سوف أقوم-بإذن الله تعالى-
11- قُم إلى الصلاة إذا داهمك الخوف وطوقك الحزن؛ فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة.
12- مارس تمارين الاسترخاء؛ لأنّها تُساعدك في التّغلب على القلق والتوتر، واختر مكاناً هادئاً في الغرفة، واستلق على السرير، ومد رجليك ويديك، وليكن النور خفيفاً، وحاول أن تستخرج كل المشاكل والهموم والأفكار التي تُعاني منها، وألقها وراء ظهرك، وحاول تكرار هذا التمرين لعدة مرات.
13- مارس التمارين الرياضية فالرياضة تعطيك الحيوية والنشاط والهمة ، كما أنها تغرس فيك الثقة بالنفس .
حاول أن تتواصل معنا لتزويدنا بأخبارك الطيبة وأنك متواصل في التحسن -بإذن الله تعالى-
وبالله التوفيق.


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما