728 x 90



التاريخ: 2017-10-03


الإستشارة:

انا فتاة عمري ١٦ عاما افكر بشكل متواصل بكل شيئ حتى الأشياء التافهة افكر دائما بالأشياء المحزنة ،الجميع بأخذ عني فكرة اني لا مبالية و لا اهتم لكنني اشعر بأنني في ضجيج و حرب داخلي مع نفسي حتى احيانا اصاب بوجع رأس بسبب شدة التفكير ،فاحيانا يحدث شيئ امامي و يكون ليس مهما فاتذكر شيئا آخر ثم آخر و موضوع يتليه موضوع حتي ادخل في دوامة تفكير فأصحو على نفسي في موضوع آخر تماما بعيد عما حدث .تعبت كثيرا من هذه المشكلة حتى انني بدأت اشعر بأنني افقد العفوية في تصرفاتي .اشعر ان ما يحدث معي حتى في حياتي اليومية في البيت مخطط له من كثرة انني افكر بما سافعله او ما سيحصل في المستقبل

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود بداية أن أتوجه إليك بالشكر على الاستفسار والذي كنت أتمنى أن تكثري من تفاصيله حتى تتضح المشكلة أكثر ،لكن علي أية حال ، الاحتمال الأقرب من خلال ما تقدمتِ به هو المعاناة من مشاعر القلق الشديدة ،والتي تتسبب في خلق مشاعر اكتئابيه مصاحبة لها ، ولكني أود أن أوضح لكِ بداية أن القلق في حد ذاته لا يعد مشكلة خطيرة ؛ حيث أن هناك نوعين من القلق أولهما: القلق الموضوعي وتقريبا هذا النوع موجود لدي الغالبية العظمي من الناس بل ويعد ضروريا لتحفيز الشخص على إنجاز المهام المطلوبة منه تماما كالقلق الذي يسبق الطالب قبل الامتحان ويشجعه علي مواصلة المذاكرة حتي يجتازه ، لكن النوع الثاني هو النوع الغير مرغوب فيه وهو ما ندعوه بالقلق المرضي والذي يستمر فترة أطول ، ويكون القلق هنا مع الوقت مزمناً، ويحدث من موضوعات لا تستحق الانتباه أو إشغال النفس بها، وهذا النوع غالباً هو من الأعراض الرئيسية في العديد من الأمراض والاضطرابات النفسية، وغالباً ما يكون مرتبطاً ببعض السمات السلبية في الشخصية التي تكون غير واضحة ومنها علي سبيل المثال: الإحساس بنقص الثقة بالنفس وبالتالي تزداد مشاعر القلق في حالة التعرض لمواقف اجتماعية، أو ضغوط معينة يشعر الشخص فيها أنه غير قادر علي المواجهة، وهكذا كلما تكررت المواقف كلما تكرر وازداد الإحساس بالقلق حتي يقع الإنسان فريسة له حتى تصبح الأفكار هنا عبارة عن دوامة أو حلقة مفرغة يدور في فلكها دون أن يستطيع الخروج إلا بمساعدة شخص متخصص وكلما تطورت الحالة فإنها لا تقف عند هذا الحد بل تتجاوزه إلى مراحل أبعد مع مصاحبة بعض الأعراض الثانوية كالاكتئاب والتوتر وبناءٍ علي ما سبق فإننا ننصح باتباع الخطوات التالية حتي تتخذي إجراءً وقائياً قبل استفحال المشكلة و يكون التدخل أكثر صعوبة تحتاجين معه مضاعفة جهودك للقضاء علي تلك المشاعر:
-الذهاب إلى الطبيب النفسي وذلك لتقييم حالتك ومعرفة هل تقف المشكلة عند مجرد مشاعر القلق والتوتر أم أنها بدايات لأفكار وسواسية مزعجة، قد تتطور مع الوقت إن لم تتم المبادرة إلى حلها فوراً .
-العلاج النفسي الفردي مهم جداً مع التقييم الطبي النفسي ، وذلك بهدف التدريب علي المهارات النفسية التي تساعدك في التخلص من القلق والتوتر، وتحديد العوامل النفسية التي تثير تلك الأفكار السلبية المسيطرة عليكِ واكتساب مهارات إيقاف الفكرة السلبية وتبديلها بأفكار أكثر إيجابية .
-التدرب علي مهارات الاسترخاء سوف يساعدك إلى حد كبير في السيطرة علي مشاعر القلق والتخلص منها وهذه خطوة مهمة جداً لحل مشكلتك .
-الالتزام بالبرنامج العلاجي سوف يساعدك علي التخلص من هذه المشكلة هذا من جهة، ومن جهة أخرى الوقاية من الانتكاسة في المستقبل .

تقديري واحترامي.



د. وائل محمود مصطفى

دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما