728 x 90



التاريخ: 2017-10-29


الإستشارة:

اختي عندي بنت عمرها ٩ سنوات ماعندها تركيز ويشتكون منها بالمدرسه وضعيفه بالتعلم

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي الكريمة حفظكِ الله ورعاكِ، وقوَّى إيمانكِ وعزيمتكِ، وحفظ لك ابنتك من كل مكروه وسوء وأشكركِ على تواصلك مع موقع (وياك)للاستشارات النفسية .
لم توضحي أختي في رسالتك شيئاً عن بداية وقوع المشكلة التي تعاني منها ابنتك ، وهل تم الكشف عنها لمعرفة إذا ما كانت تعاني من فرط الحركة وتشتت الذهن ، أم أنها مجرد حالة سلوكية فقط ،وليس لها علاقة بالجانب العصبي.
اعلمي أيتها الفاضلة أن الطفل السليم يميل أثناء حركته الدائبة غالبًا إلى الاكتشاف لتعلم كل جديد ، وهذا الأمر ليس من شأنه إعاقة تحصيله الدراسي، أما الطفل المصاب بفرط الحركة ، فيصاحب حركته الدائمة التشتت الذهني وعدم التركيز والرغبة في التكسير والتدمير والعدائية تجاه الأشياء والأشخاص، وغالبًا ما تكون هذه التصرفات بلا هدف بعكس الطفل الطبيعي الذي يتحرك ليكتشف فيقوم بفكك لعبة مثلاً بغرض اكتشاف أجزائها.
لكني هنا أود لفت انتباهك إلى أن فرط الحركة قد يكون مرتبطًا في بعض الحالات بشدة ذكاء الأطفال، وفي هذه الحالة فإن شدة حركة الطفل لا تؤثر عادة على تحصيله الدراسي .
وإذا كان عدم تركيز ابنتك في المدرسة بسبب فرط الحركة وعدم جلوسها وانتباهها داخل الصف ؛ فإني أطلب منك مايلي:
-بداية الكشف عن البنت وعمل فحص لها هل تعاني من فرط الحركة وتشتت الذهن أم لا ؟ فإذا تأكدِ أنها تعاني من هذه المشكلة فلا تقلقي فالأمر بسيط -إن شاء الله تعالى- وهي تحتاج إلى بعض العلاجات البسيطة.
- ويتم اللجوء إلى مرحلة العلاج السلوكي ، في حالة أن فرط الحركة لدى ابنتك مَرَضياً، وأفضل هنا أن يكون العلاج عن طريق مختص نفسي (معالج نفسي ، أو مختص في الإرشاد النفسي ، أو علم النفس التربوي) ، ويتم في هذه المرحلة إخضاع طفلتك لعدة جلسات يتم تعليمها فيها كيفية التركيز والإنصات والجلوس بهدوء، وتتم فيها تنمية قدراتها على التحكم في حركتها، وكذلك التركيز في دراستها دون تشتت ذهنها وإشغاله بأمور لا فائدة منها.
ولا بد لي أختي الفاضلة أن أذكرك هنا أن علاج طفلتك يعتمد بشكلٍ كبير على الوالدين على الرغم من أنه يتطلب الجهد من الأخصائي النفسي والمدرسة والبيئة المحيطة، ويمكن للوالدين القيام بهذه الأمور التي من شأنها أن تساهم في علاج الطفل وتخلصه من عدم التركيز والإهمال .
ولا تنسى أهم شيئ في العلاج هو الاستعانة بالله سبحانه وتعالى والدعاء لطفلتك وقراءة القرآن عليها ، دائماً لتحل عليه السكينة والهدوء، وقد لا تتقبل طفلتك الجلوس لفترات طويلة والاستماع للقرآن، وبالتالي يمكن القيام بذلك أثناء نومها، وهو الأفضل.
وأود أن أطمئنك أختي الكريمة على ابنتك؛ فعلاجها يحتاجُ إلى متابعةٍ من طرف الأسرة والمدرسة، ويكون العلاج مشتركاً بينكما، وحالتها -بإذن الله -تعالى ستتحسن، وتصبح أفضل مما كانت عليه، ولكن كما قلت لك: أنها تحتاج إلى صبرٍ، ومتابعةٍ، وعملٍ بهمةٍ ونشاط، ومطلوبٌ منك أختي الفاضلة ما يلي :
1- التأكد وفحص حالة ابنتك عند مختص أعصاب حتى تطمئني على أن ما يحدث لابنتكَ ليس من فرط الحركة الذي ينتج عنه تشتت الذهن .
2- الابتعاد عن القلق والخوف من حالة ابنتك حتى وإن كان لديها فرط حركة وتشتت الذهن فالعلاج موجود كما قلت لك -ولله الحمد -
3- خَلق ما يُسمى بدافعية التحصيل.
4- عدم الضغط المفرط على طفلتك من أجل تحقيق النجاح التحصيلي؛ فنتيجة ذلك لن تكون في صالحها ؛ فبسبب عملية الضغط والتوتير ينتج ضعف التحصيل، وعدم التركيز والاستيعاب.
5- ابعدي عن طفلتك الخوف من الفشل، واغرسي في نفسها دائماً التفوق والنجاح، ومَدُّها بروح التفاؤل ، فهذه الأمور من شأنها أن ترفع من معنوياتها.
6- كما أنصحك أن تقومي بإجراء اختبار لها عند أخصائي نفسي حول الذكاء، والذاكرة، والاستيعاب، وفرط الحركة، وتشتت الذهن، وهذا سيوضح لك نسبة هذه الأمور عندها، ليتسنى لك بناء قرارك على نتيجة هذا الاختبار.
7- إبعاد طفلتك عن كل مشاكل وأحداث الأسرة.
8- تسجيلها في أحد مراكز تحفيظ القرآن الكريم؛ فحفظ القرآن يُساعدها على تقوية الذاكرة، وزيادة نسبة الاستيعاب والتركيز لدى الطفل .
9- العمل على الحد من تناول طفلتك للوجبات السريعة، أو الحلويات والسكريات، والمشروبات الغازية ، فهي تؤثر على تحصيلها الدراسي.
10- تشجيع طفلتك على تناول الوجبات الصحية، مثل: الخضروات، والفواكه، والمكسرات، والأسماك؛ فهذه الأغذية من شأنها تقوية الذاكرة لدى الطفل.
11- تشجيعها على ممارسة الرياضة ، ففيها تقوية للجسم، والنفس، والعقل.
12- إبعادها عن الألعاب الإلكترونية ، فهي تُضعف الذاكرة، وتُصيب الطفل بالكسل والخمول، وعدم التركيز، وعدم التفكير.

وبالله التوفيق.


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما