728 x 90



التاريخ: 2017-11-01


الإستشارة:

عمري 18 ينتابني شعور منذ كنت صغير و هو شعور بغرابة الدنيا ،و كأن الدنيا حلم، و اشعر بتبدد المشاعر في قلبي كأن المشاعر التي تأتيني في المواقف ليست مشاعر حقيقية و ليست مشاعر التي المفترض ان احس بها، فمثلا في موقف سعيد افرح لاكن بشعور غريب كأنه مختلط بشعور الفرح و القلق او الخوف، كأنني خائف من شيئ و انا فرح في نفس الوقت
حسب تحاليلي، اظن انني شخصية حساسة و قلقة و تحلل المواقف كثيرا
فٱنا اتحسس المواقف و كل موقف اصنع له شعوره و احاسيسه، و تختلط هذه المشاعر و العواطف و تصبح على شكل كابوس او قلق داخلي
احس كأن لدي كمة من هذه المشاعر في قلبي و تريد ان تخرج ، و الدليل على ذلك انني كل ما احلم احس بهذه المشاعر بكثرة (مشاعر غربة، مشاعر قلق، مشاعر خوف) حتى و انا في النوم اصبحت اخاف من النوم بسبب هذا
هذا الشعور يزداد و ينقص كل مرة، فأذا خفت كثيرا او تعرضت الى موقف سيئ سيزيد ، و اذا تعرضت الى موقف مفرح و سعيد ينقص لاكن مستحيل ان يزول لا اعلم لماذا؟
بحثت في الانترنت و لم اجد اي مرض نفسي مشابه لمرضي

انا ليس لدي اي اعراض جسدية الحمد لله سوى هذا العرض و ايضا تحول الى قلق من اتفه الاسباب

الجواب:

الأخ الفاضل في البداية أتوجه إليك بخالص الشكر والتقدير على عرض هذه الاستشارة والرد عليها هو :-
هناك العديد من الاحتمالات لتفسير الشكوى التي تفضلت بذكرها، لكن الأقرب لما ذكرته هو أنك تعاني من مشاعر قلق عالية مع سيطرة مخاوف من المجهول، وسوف أحاول هنا تفسير المقصود بما ذكرته وذلك على النحو التالي حتى تتضح لديك الرؤية :
-القلق من المشاعر الطبيعية التي نعاني منها جميهاً كبشر لكن الفارق هنا هو نوع القلق (حيث أن هناك نوعين من القلق موضوعي ومرضي ) وبالنسبة للقلق الموضوعي فهو طبيعي ولا يسيطر علينا لفترات طويلة بل إن مصدر القلق هنا يكون معلوماً وهو يزول بزوال مسبباته ، ومثال ذلك الطالب الذي يستعد للامتحانات حيث أن الامتحانات تزيد من مشاعر القلق لديه؛ مما يدفعه إلى زيادة التركيز تجنباً للفشل في الامتحانات ، لكن القلق المرضي هو الخوف من شيء لا يستحق الخوف أو الخوف من شيء غير معلوم وتزيد الفترة التي يسيطر فيها هذا النوع من القلق علي الشخص ومع مرور الوقت يصبح هذا القلق عاملاً معرقلاً لحياة المصاب به إلى جانب بعض الأعراض الثانوية الأخرى التي قد تصاحبه مثل الإحباط أو فقدان القدرة علي الاستمتاع وغيرها من العديد من الأمثلة ذلك حيث أن القلق هو اضطراب يستنفذ الطاقة النفسية للإنسان ثم الطاقة البدنية بعد ذلك .
-لذا ينبغي عليك القيام بالخطوة الثانية والتي لا أعلم لماذا لم تقم بها إلى الأن والتي تتمثل بزيارة الطبيب النفسي وذلك من اجل الخضوع لجلسات للعلاج السلوكي المعرفي والتي سوف تساعدك علي اكتساب بعض المهارات الجديدة للتعامل مع ضغوطات الحياة والعلاقات الاسرية السوية وكيفية القدرة علي الاستمتاع بشكل ايجابي .
-من أهم الطرق التي ننصح بها دائماً بجانب العلاج النفسي الفردي للتخلص من القلق هو التدريب الجيد علي تمارين الاسترخاء حيث أنها سوف تساعد في البداية علي التخفيف من حدة القلق وتدريجياً سوف يختفي القلق المرضي لن الاسترخاء هو عامل مناقض للقلق لذا فإن التدريب عليه يحل الارتباط الشرطي المرضي بين القلق وبعض العوامل النفسية الأخرى .
-كما أن العلاج النفسي الفردي سيكون له فائدة كبيرة بالنسبة لك في تحديد ما يعرف لدي المعالجين النفسيين بالأفكار الأتوماتيكية أي الأفكار التي تظهر وتسيطر عليك تلقائياً في حالة التعرض لظروف معينة كالجلوس في مناسبة أو سماع خبر مزعج وما إلى ذلك ومن خلال تحديد تلك الأفكار الأتوماتيكية يمكنك التعامل معها بشكل إيجابي وفك الارتباط الشرطي بينها وبين المشاعر السلبية المسيطرة .
-الأهم من ذلك بمشيئة الله تعالي هو الالتزام ببرنامج علاجي فالمهم ليس اختفاء تلك الأعراض فقط لكن المهم أيضاً هو المحافظة علي التعافي ومنع الانتكاسة.

تقديري واحترامي.


د. وائل محمود مصطفى

دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما