728 x 90



التاريخ: 2017-11-20


الإستشارة:

انا عصبية بزاف وعندي ردة فعل سريعة وبنتكلم بصوت عالي وهذا مسبب لي مشاكل كثيرة وبنحس بإكتئاب مرة مرة حتى اولادي بعض المرات لا احب انهم اكلموني كنحس باني شخص زائد على وجه الارض ومعندي حتى دور ووقت لما نحب انني نتاخد اي قرار مكنفدوش ولا كنتراجع عليه

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي السائلة حفظكِ الله ورعاكِ ، وأبعد عنك العصبية والقلق ، كما أشكرك على تواصلك مع موقع (وياك) للاستشارات النفسية .
اعلمي أن الهدوء والاتزان هما أهم طريقان لتفادي العصبية والهيجان . يتميز الشخص العصبي بمحاولاته المستمرة للسيطرة على الآخرين، وهو يقوم بتوجيه سلوكه ويعمل جاهداً لتحقيق ما يهدف إليه ، وفي نفس الوقت يرفض أن يسيطر عليه أو حتى يتساوى معه أحد، لذا نجد الآخرين يتجنبونه مخافة كلامه وردود أفعاله ؛ حيث أنه لا يستطيع أن يكبح جماح انفعالاته والسيطرة عليها، كما أنه لا يستطيع أن يضبط نفسه !
إن منشأ العصبية أختي هو الغضب، والغضب من النار والشيطان - كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم- وليس من المستبعد أن يكون غضبك وعصبيتك الشديدة قد يدفعانكِ إلى كسر جسر الثقة والمحبة بينك وبين الآخرين، وقد تلقى بالغشاوة على الأعين والقلوب، فتحول بينك وبين الحقيقة، وتجرفك معها نحو أمور لا تُحمد عقباها.
إن عصبيتك هذه قد تولد الانفجار، وتفقدك الحكمة في معالجة الأمور، وأحياناً تضعف شخصيتك أمام الآخرين.
ومن هنا فإنني أدعوك إلى معالجة أمورك بالهدوء ، وتعلمي دائماً معالجة الأمور بالحكمة والروية، دون اللجوء إلى التسرع والعصبية، واحملي دائماً راية الرفق والحنان مع الآخرين.
واسمعي أختي إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أخذ بيد معاذ بن جبل - رضي الله عنه - وقال له: ( يَا مُعَاذ، أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَوَفَاءِ الْعَهْدِ ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ ، وَتَرْكِ الْخِيَانَةِ ، وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ ، وَحِفْظِ الْجِوَارِ ، وَكَظْمِ الْغَيْظِ ، وَلِينِ الْكَلامِ ).
أما بالنسبة للاكتئاب الذي تعانين منه ، فهذا بسبب الحالة النفسية التي تعيشينها ، وربما هذه التغيرات التي تطرأ عليك يومياً قد تسبب لك التوتر والقلق والانفعال وتجعل أعصابك تلتهب، وقد تفقدكِ الأمان مع الغير .
أدعوك مرة أخرى للتحلي بالهدوء والراحة والطمأنينة ؛ فكلما ابتعدت عن العصبية ورفع الصوت واستخدام الإشارات التخويفية ، أصبحت طبيعية ، لهذا أقولها لك مرة أخرى حاولي أن تجنبي نفسك العصبية والهيجان والشكوك، وعيشي بنفس هادئة مطمئنة، وروضي شخصيتك على حب الخير للجميع، لتعيشي حياةً ملؤها السعادة والهناء - بإذن الله تعالى-
حاولي أن تخرجي الطاقة السلبية التي تولد لديك العصبية والهيجان والصراخ الزائد من دماغك واستبدليها بالطاقة الإيجابية الهادئة المتزنة ، واعلمي أنَّ النَّشاط والهمَّة تأتي من رغبةِ الشَّخص نفسه، والخمول والكسل سببهما النَّظرة السَّلبية للذات، وللأسف الشَّديد فكثيرٌ من النَّاس تنظرُ إلى الأخطاء والهفوات والسَّلبيات وإلى نقاطِ الضَّعف، ويركِّزون عليها بدرجةٍ مفرطة، وهذا بالتَّأكيد سيؤدي بهم إلى الكسل والخمول والعصبية وعدم الرَّغبة في العمل.
وأنتِ الآن تشتكين من العصبية والصراخ الزائد فكل هذا بسبب الطاقة السلبية التي تحملينها ، وهذا بسببِ فقدانكِ للتَّوازن، وعدم ثقتكِ بنفسك، وربَّما قد يطغى على تفكيركِ السَّلبيات بدلاً من الإيجابيات، وتركيزُ انتباهك على كل ما هو خطأ في نفسك وفي العالم يجعلكِ تشعرين بعدم الكفاءة وربَّما بالعجز، والتَّركيز السَّلبي يولِّد الطَّاقة السَّلبية بل ويؤدي إلى السُّلوك السَّلبي، ويجعلك تشعرين بالضِّيق والحساسية الشَّديدة واللامبالاة والعصبية وكره الآخرين ممن هم حولك .
وهناك خطوات -بإذن الله تعالى- ستُبعد عنك هذه العصبية :
1- استعيني بالله تعالى، ثم سيري على بركة الله تعالى لأي عمل تقدمين عليه.
2- قومي إلى الصَّلاة متى أحسستِ بالكسل والعجز والخمول؛ فهي وسيلة لتنشيط الجسم والفكر وتبعد عنك كل توتر وضيق.
3- حاولي أن تزرعي في نفسك روح الإرادة والهدوء والطمأنينة وحب الخير للآخرين ، فهي تنمو كالعضلات، وذلك بالتَّدريب والممارسة.
4- جددي قوتكِ وقدراتكِ عن طريق الجسم والعقل والرُّوح والعاطفة، ونمِّي جسمك بالرِّياضة، وعقلك بالمعرفة والثقافة، وروحكِ بالإيمان والقيم، وعواطفك بالتَّواصل مع محيطك.
5- حاولي أن تبتسمي ، فالابتسامة تدفع بالمزيد من الدَّم إلى شعيرات مخكِ فتنشطه وتريح الجسد وتحقق لك النَّجاح وتبعد عنك كل قلق وتوتر وعصبية .
6- تجنَّبي القلق الذي يُسبِّب لك أقصى درجات التَّوتر، ويستنفد كل طاقاتكِ وقواك.
7- حاولي أن تؤمني بأنَّك ستنجحين وستتغيرين للأفضل وتزول عنك هذا السلوك السلبي، فالنَّجاح يبدأ من الحالة النَّفسية للفرد وتذكري قول الله تعالى في سورة الرعد : (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)
8- ذكِّري نفسك بالأنشطة والأعمال التِّي حقَّقتِ فيها نجاحاً عالياً كلَّما شعرتِ بالعجز والكسل والإحباط والتَّردد.
وأقول لك أنَّ الثِّقة هي التِّي تجعل الفرد يسمو ويرتقي سلّم المجد والنَّجاح، إنَّها الثِّقة بالله ثم بالنَّفس، ويحتاج منك أنت أيضاً المزيد من البذل والأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله:

ومــــا نيل المطالب بالتَّمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا

بالإضافة إلى هذه الخطوات العلاجية التي ذكرتها لك أفضل أيضا أن تعملي لزيارة لأحد المختصين في الإرشاد النفسي وذلك من أجل عمل جلسات إرشادية ليخفف عنك وطأة العصبية والهيجان .

نريد أن نسمع أخبارك الطيبة ، وأن حالتك تحسنت للأفضل بإذن الله تعالى .

وبالله التوفيق


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما