728 x 90



img

الطفل منذ مراحل نموه الأولى يجب أن يتعلم أنه يعيش في مجتمع ، وأنه عنصر فيه ، ويجب أن يكون صالحاً وقادراً على تحمل المسؤولية والمشاركة في نموه وتقدمه ورقيه بالجد والعمل والكفاح ويجب أن ينشأ منذ مراحل عمره على الولاء والانتماء وحب الوطن .
وهناك العديد من المؤسسات التي تعمل على تشكيل وتنمية الوطنية والمواطنة عند الفرد كالأسرة ، و المسجد ، والمدرسة ، ووسائل الإعلام ، إلا أن الأسرة والمدرسة تعتبران أهم المؤسسات في إعداد الأطفال، وتربيتهم على الوطنية والمواطنة .
فتأصيل "روح المواطنة" يمكن أن يعد ضمن الاعتبارات القيمية في تكوين الجيل ويعني تأكيد حق الوطن في كل ما يتعلق برؤية الفرد وجهوده لتحقيق ذاته ومكانته، ونظراً للبعد القيمي الكامن في كل من "الوطنية " و"المواطنة" تتضح مسؤولية الأسرة في تنمية قيم المواطنة وتعد هذه المسؤولية من أهم مؤشرات كفاية الأداء في العصر الحديث .
تبرز أهمية المواطنة وتربيتها من أجل الحفاظ على الهوية الخاصة بكل مجتمع وأمنه واستقراره ، وصيانته من التهديدات والتحديات الاجتماعية والاقتصادية .
ويتم ذلك من خلال إكساب المجتمع المعارف والقيم والاتجاهات والمهارات التي يستطيعون من خلالها تحقيق مقومات المواطنة الصالحة .
وتنمية مفاهيم ومهارات المواطنة تتم من خلال مؤسسات متعددة ، انطلاقا من الأسرة التي يقع على عاتقها الدور الرئيسي في تربية النشء حيث يتم من خلال التنشئة الاجتماعية تكوين القيم والاتجاهات وتعزيز الشعور بالمسؤولية والمواطنة والولاء والانتماء للوطن .
كما تقوم الأسرة بتدريب أبنائها على المهارات والسلوكيات التي تعينهم على ممارسة أدوارهم الاجتماعية وفق نظم وقوانين وقيم المجتمع الذي يعيشون فيه .
ولا ننسى أيضا دور المدرسة المؤسسة التربوية الأولى التي أوجدها المجتمع لتحقيق أهدافه الوطنية ، وتعد المدرسة إمدادا وظيفيا للأسرة تقوم معها بدور كبير في عملية التنشئة الاجتماعية ، حيث تقوم بوسائلها المختلفة على تعميق شعور الانتماء والولاء للمجتمع وتنمية قيم حب الوطن لدى النشء وتساهم في بناء شخصيته وتثقيفه وإعداد الأفراد لمواجهة المتغيرات والتحديات التي تحدث في المجتمع .
فالأسرة والمدرسة والإعلام تقع عليهم أمانة حب الوطن وتعليم حب الوطن لكل إنسان، فالوطن عزيز ومعزته تأتي في الحفاظ على خيراته وثرواته ولا يأتي ذلك إلا بتربية أطفالنا التربية الوطنية الصحيحة القائمة على المحبة الخالصة والتي من خلالها يعم الأمن فتكون الأجيال الصاعدة ذخيرة من الثروة ومن الحماية والسلام والأمان.‏
فالانتماء مثله مثل باقي المكتسبات المجتمعية ينتقل إلى الأطفال بالتعلم عن طريق الوالدين والمحيطين، وكلما زاد شعورنا نحن المربين بالانتماء وترجمنا تلك المشاعر إلى مواقف وأفعال نقلنا تلك المفاهيم إلى عقول ووجدان أبنائنا من دون أن ننطق بكلمة واحدة.
الانتماء للوطن قيمة تفاؤلية تبعث على التطور، وتغذي الطموح داخل الإنسان، ومن ثم تمده بالطاقة اللازمة لتحقيق الرفعة والتقدم للفرد والمجتمع والوطن .
نعم الوطن يريد عمل ولا يريد خلل والوطن يريد أفعال ولا يريد أقوال والوطن يريد إتحاد ولا يريد إفساد والوطن يريد اتفاق ولا يريد اختلاف وما أجمل أن نطبق في هذا الحياة شعار (يد تحمي ويد تبني ) فالوطن يحتاج إلى سواعد أبنائه قبل سواعد أصدقائه خصوصاً في هذا الوقت الذي نرى العالم فيه من حولنا يعج بالصراع ويعيش في ضياع نسأل الله العفو والعافية .

والله أحبك يا قطر .

الدكتور / العربي عطاء الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري