728 x 90



التاريخ: 2017-12-14


الإستشارة:

انا حساسة بزيادة و ابكي بسرعه ولا اقدر اتحكم في مشاعري ابدا. بديت اتضايق لان زوجي مو قاعد يفهم هذا الشي وتسببت بمشاكل كثيرة بيني وبينه هو يعتقد أنه مجرد دلع ولكن أنا فعلا اتالم من كل قلبي والله. صرت اكتم بصدري اي شي وابتسم واسكت عشان ما يعصب علي او يتنكد. مااعرف هل انا فعلا ما اقدر اتغير وهذي طبيعتي. اكتب لكم وانا في قمة ضعفي احتاجه الحين اكثر من اي وقت ولكنه تركني و تعذر بالشغل. ماعاد ادري وش اسوي. وجهوني

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي السائلة ، حفظكِ الله ورعاكِ، ووفقكِ لكل خير، كما أشكركِ على تواصلكِ مع موقع "وياك" للاستشارات النفسية.

اعلمي أنَّ كل إنسانٍ لديه أملٌ مشرقٌ فلا يمكنُ أن يحزنَ أو يقلقَ أو يكتئب، ولا يلجأ إلى التوتر وفقد الثقة من الحياة الجميلة ، بل يكون صامداً مواجهاً للعقبات والمشاكل التي تُواجهه.

والأمرُ الذي حدثَ لكِ سببهُ الأول والأخير هو عدم تقدير للذات ، فتتراجعين إلى الخلف، وتنسحبين، وتلجئين إلى الحزن والقلق والضيق، بعد ذلك العزلةُ والانطوائية، والقضاءُ على المستقبل.
من المعلومِ قد تكون الحياة الزوجية التي تعيشينها الآن قد يكون لها دور كبير في التأثير على تفكيرك وشخصيتك ، ومضايقتك من عدم اهتمام زوجك قد فاقم هذا الأمر أيضاً.

لا شكَّ أنَّ عدم الاستقرار في الحياة الزوجية وعدم وجود تناغم وتناسب بينك وبين زوجك ، ومعاناتك من حالات من الإحباطَ و الاكتئاب والحزن والتوتر والقلق ، كل ذلك جعلك تفقدين الكثيرَ من تفكيرك الإيجابي، وانصب كل فكرك نحو السَّلبيةِ والتَّشاؤم؛ بحيث أنك ترين الماضي مُظلماً، و المستقبل مُبهماً، و الحاضر فاشلاً، هذا هو بالضبط التَّصور الاكتئابي المرتبط بالحساسية المفرطة والتي ستولد لديك في الأخير الأفكار الوسواسية .
إنك تحتاجين إلى أن تقدِّري ذاتكِ، ومعرفةُ الإنسان لقدرِ نفسه هي منبعُ ثقته، وتقديرُ الذَّاتِ هو عمليةٌ ديناميكية لما يجري في العقلِ والجسدِ من عمليات، وما يقومُ به الإنسان من تصرفاتٍ وسلوك.
وهذهِ السُّلوكيات المتمثلة بعدم تقدير الذات التي تصدرُ عنك يظهر أنَّ الأفكار السَّلبية قد طغت عليكِ وأخذت حيزاً كبيراً في تفكيركِ، ولم تتركِ لديك مجالاً للأفكارِ الإيجابية، وهذا ما يُؤدي بكِ إلى العزلةِ، والضَّعفِ وعدم القدرةِ على مواجهةِ الآخرين، وتتأثري من أي انتقاد.

أولاً وقبل كل شيء يجب عليك أن تعطي لذاتكِ حقها ، وتعرفي قيمتها، وهذا التقديرُ لابدَّ أن يكون عالياً حتى تتغلبي على الحساسيةِ المفرطة.
وهذا الضَّعف الذي تعيشنه قد يولدُ لديكِ أيضاً القلق، وهو شعورُ الإنسان بعدمِ الرَّاحةِ تجاه شيءٍ ما يمكنُ أن يحدثَ وهو غيرُ مؤكد، أو خطرٌ محدق يخافُ منه الإنسان؛ فيشتتُ ذهنه، ويُضايقهُ، ويُقلقُ منامه، ويُعكِّرُ صفوه ، والقلقُ الشَّديد الذي يعتبرُ مرضاً يعتبرُ عدوّ النَّجاحِ والوصول إلى الهدفِ المنشود، بخلافِ القلقِ البسيط الذي يجعلُ الذِّهنَ متفتحاً ومنتبهاً لما يدور أمامه.

حاولي أن تواجهي هذا القلق والاكتئاب بقوَّةِ الإيمان، وقوَّةِ اليقين والاعتقاد، وإذا كنتِ تعيشينَ حياةَ الخوفِ والعزلة، فإنكِ ستظلينَ تعيشينَ أسيرةً حبيسةً للقلقِ والحزنِ طوالَ حياتك، وتُفني عمرك في الأوهام، فبادري بالانطلاق، ولا تفكري في شيء، وأبعدي عنك القلق والخوف، وعيشي حياتكِ بعيداً عن التوتر.

حاولي أن تحسني علاقتك مع زوجك أكثر وتقربي منه أكثر وإن ابتعد هو ، فأنت بحاجة ماسة إلى وقوف زوجك معك أو على الأقل أحد من أقاربك في هذه المرحلة حتى تتجاوزيها بنجاح بإذن الله تعالى .

أيضا أنصحك أن تستغلي وقت فراغك بالاشتراك في إحدى الأعمال سواءً التطوعية الخيرية والتي ستخرجك من دائرة العزلة النفسية التي تعيشينها .

ذكرت في رسالتك أنك لا يمكن أن تتغيري وهذه رسالة سلبية خاطئة أرسلتها إلى عقلك الباطني ، فلماذا حكمت على نفسك بعدم القدرة على التغيير ؟! إنك تستطيعين التحول للأفضل والأحسن إن شاء الله تعالى ولكن يحتاج هذا الأمر منك إلى همة عالية وجهد متواصل ومستمر .

قد تحتاجين في هذه الفترة إلى جلسات نفسية إرشادية فأنصحك بمقابلة إحدى المتخصصات في الإرشاد النفسي ؛ فالفضفضة والتحدث والتفريغ الوجداني كلها تساعدك في التخلص من الحساسية الزائدة والبعد عن الحزن والقلق والتوتر.

حاولي أن تتواصلي معنا وتسمعينا أخبارك الطيبة ، وأنك تسيرين نحو الأفضل والأحسن .



وبالله التوفيق


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما