728 x 90



img

اللياقة النفسية هي الحالة المزاجية التي تساعد على إدارة وتناول المثيرات المختلفة بقدرٍ من الحكمة ومعالجتها برصانة من أجل التوصل إلى الاستجابات المناسبة ، ومن المهم للغاية بالنسبة للشخص الواعي أن يدرك ضرورة الحفاظ على اللياقة النفسية والتي لا تقل أهمية عن اللياقة البدنية ، حيث توجد أيضًا بعض الإجراءات التي ينبغي اتباعها من أجل توفير الاستقرار النفسي وضمان سلامة ردود الأفعال واتخاذ القرارات المختلفة ، ونظرًا لحيوية هذا الموضوع سوف نتعرف في السطور التالية على أهم الخطوات والممارسات التي تساهم في تدريب الذات وترويضها وتنمية مهارات ضبط النفس من أجل الوصول إلى درجة عالية من الصفاء الذهني تمكننا من اكتساب المزيد من الثبات الانفعالي .
ولا شك أن الاتصال الداخلي بالذات والتحدث معها يُعد أحد أهم الوسائل المستخدمة للارتقاء بدرجة اللياقة النفسية والحفاظ عليها ، حيث يساهم الوعي الذاتي للإنسان في إدراك مسببات السعادة الشخصية أو على الأقل معرفة بعض الطقوس التي تساعد على تهدئة النفس والسيطرة على الأفكار لضمان النظرة الموضوعية إلى الأمور ، وبطبيعة الحال فإن الشخص الملم بدواخل نفسه والمدرك لمصادر السعادة أو الكآبة بالنسبة له سوف يحظى بفرصة رائعة من أجل التركيز على كل ما يُهَوِّن عليه لحظات الحزن والقلق ويلهمه الفرح والاطمئنان من ناحية ، وتجاهل كل ما يسبب له حالة من الذعر والقلق ويزيد شعوره بالهم والغم من ناحية أخرى ، لذلك عادةً ما يوصَى بضرورة تحديد كل هذه المؤشرات المهمة من أجل سهولة الانضباط والعودة سريعًا إلى المزاج الجيد مهما كانت الضغوط والمؤثرات.
إن ضغوط الحياة وتدفق تفاصيل الحياة اليومية على نحو مكثف عادةً ما يولد حالة من الارتباك والتشوش والفكري ما يؤدي إلى السقوط في فخ الانخراط العشوائي في التفاصيل دون إدراك الصورة الكلية ما يؤدي إلى الدخول في شبكة معقدة من العلاقات اللامنتهية ما يترتب عليه سوء الحالة المزاجية وتعكُّر صفوها وتكتسب الحياة الحياة إيقاعًا روتينيًا مملاً وتصير الأيام متشابهة وتصبح الساعات نسخًا كربونية لسابقاتها ولاحقاتها ، كل هذه العوامل تؤثر بالتأكيد على اللياقة النفسية للإنسان، ومن ثَمَّ ينبغي اتخاذ بعض الإجراءات التصحيحية من أجل معالجة هذا الارتباك وذلك على النحو التالي :
- أخذ قسط من الراحة ، - ممارسة الرياضة ، - المطالعة ، - زيارة الأقارب والأصدقاء ، - الإفصاح عن المنغصات الداخلية .
وهكذا يتضح لنا أهمية الحفاظ على اللياقة النفسية والحالة المزاجية من أجل مواجهة الحياة بشيء من العقلانية دون التأثر بأية مثيرات قد تخرجنا عن مسار الحكمة ، ولا بد من الحصول على المزيد من السلام الداخلي الذي يعيننا على مواجهة تفاصيل الحياة الخارجية وأحداثها التي تتطلب ذهناً صافيًا من أجل مواجهتها.


الدكتور / العربي عطاءالله قويدري
استشاري في الإرشاد النفسي والأسري