728 x 90



img

الدوحة - الراية : يُواصل المُشاركون في مبادرة «تميم المجد ملهماً» والتي أطلقتها جمعيّة أصدقاء الصحّة النفسيّة «وياك» بدعم من صندوق دعم الأنشطة الاجتماعيّة والرياضيّة «دعم» تقديم فعالياتهم المعزّزة للصحة النفسية لدى الطلبة، حيث ألقى الأستاذ ناصر بن مبارك النعيمي عضو الجمعيّة العموميّة لـ »وياك» والحاصل على جائزة التميّز العلمي «فئة المعلم المُتميّز» والمدرّب المُعتمد في وزارة التّعليم والتّعليم العالي ورئيس اللجنة الاستشارية للمُعلّمين محاضرة بعنوان: «دعوة إلى الإبداع»، والتي استهدفت طلاب مدرسة أبي حنيفة النّموذجيّة للبنين والكادر التعليميّ والوظيفيّ فيها.

وأكّدت السيدة بثينة آل سعد مُنسّق ومُشرف عام المُبادرة ومُنسّقة الأنشطة المدرسيّة بالجمعيّة على أن عنوان المُحاضرة قام على أساس جزء مهمّ من خطاب صاحب السموّ، وهو قول سموّ أمير البلاد المفدى، في خطابه السامي: «وها أنا أتوجّه إليكم فيما نخوض جميعاً هذا الامتحان بعزّة وكرامة، لأقول لكم: إنّ قطر بحاجة لكلّ منكم في بناء اقتصادها وحماية أمنها، نحن بحاجة للاجتهاد والإبداع والتفكير المُستقلّ والمُبادرات البنّاءة والاهتمام بالتحصيل العلميّ في الاختصاصات كافّة والاعتماد على النّفس ومُحاربة الكسل والاتّكاليّة».

وناقش النعيمي خلال مُحاضرته العناصر التي اشتمل عليها نصّ الخطاب السامي والتي تحثّ على الجِد والاجتهاد والتميّز والإبداع ليتسنى لقطر أن تعتدّ بنفسها وترتقي إلى مصاف الدول المتقدمة، ومن ذلك اعتبار أن ما تتعرّض له البلاد حالياً هو بمثابة الاختبار؛ الذي يجب أن يخوضه الجميع بعزّة وكرامة، ولمُواجه هذا الاختبار أكّد المحاضر على أهمية التذرّع بالصبر والذي أكّدت عليه العديد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، خاصة في مثل هذه المواقف الصعبة، مُنوهاً إلى أن الصابر يكون دائماً بمعية الله سبحانه وتعالى القائل:» إن الله مع الصابرين»، فلا يخاف ولا يجزع جراء المواقف التي تدعو لذلك، لأنها حتماً سيعقبها الفرج، وما على الإنسان إلا أن يطلب النّصر من الله - سبحانه وتعالى- بعد أن يأخذ بالأسباب الماديّة، قال الله تعالى: » الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ».

وفي حديثه عن العنصر الثاني في النصّ، وهو الدّعوة إلى بناء اقتصاد قوي تستطيع به قطر الاعتماد على نفسها في المُستقبل، ليتسنّى لها أن تغلق باب التعرّض للضغوط التي تتعرّض لها في زمن الحصار الجائر، ولدعم هذا العنصر استشهد المُتحدّث بمقولة: ليس هناك أفضل من الشدائد؛ فإن كلّ هزيمة، كل حسرة، كل خسارة تحتوي على بذورها ودروسها الخاصّة لتحسين أدائك في المُستقبل.

وخلال استعراضه للعنصر الثالث وهو العمل على تطوير منظومة أمنية قوية ومستقلة في البلاد تتيح لها مواجهة أية أخطار قد تتعرض لها مستقبلاً، استدعى النعيمي قول الكاتب الأمريكي ستيفن كوفي: «الاعتماد على الآخرين ضعف، الاعتماد على النفس قوة، والاعتماد المتبادل هو قمّة القوّة».

وفي موضوع الحثّ على الإبداع والتفكير المُستقلّ وتقديم المُبادرات التي ترقى بالوطن ومن يعيش فيه، ذكر المتحدّث مقولة ثيودور روزفلت: « افعل ما تستطيع، مستخدماً كل ما تملك».

وخلال حديثه عن عنصر الاهتمام بالتحصيل العلمي الذي يرقى بصاحبه ومُجتمعه وأمته وما يترتّب على ذلك من تطوير للمنظومة التعليمية الوارد في النصّ، استند المحاضر لدعم هذا العنصر إلى قول الله تعالى :» والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون»، وكذلك على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :» فضل العلم خيرٌ من فضل العبادة»، كما استحضر هنا قول أمير الشعراء:

العِلمُ يَبني بُيوتاً لا عِمادَ لَها

والجَهلُ يَهدِمُ بيوتَ العِزِّ والكَرمِ.

واختتم المحاضر حديثه بعرض العنصر الأخير من عناصر النصّ، وهو الاعتماد على النّفس ومحاربة الاتّكالية داعماً ما ذهب إليه بمقولة جان بول سارتر:» هناك نسبة كبيرة من النّاس في العالم تعيش في الجحيم؛ لأنها تعتمد كثيراً على رأي الآخرين».