728 x 90



التاريخ: 2018-03-14


الإستشارة:

السلام عليكم....ابني الكبير عمره الان 11 عاما...حتى عمر الاربعة أعوام كان جريئا وكثير الحركة ولكن بعدها اصبح يخاف بعض الشئ من الماء والالعاب العاليه والبقاء وحيدا في مكان عام... هذا العام أصبح عنيدا واذا لم نفعل ما يريد يبكي ويقول انه لا يحبنا وان لا أحد يفهمه ويضطر للكذب احيانا حتى لا نوبخه على خطأ فعله...هو محبوب من أصدقائه ولكنه دائما يعترض على سلوك أصدقائه وأقرانه بانهم لا يفهمون مثله ولا يعرفون كيف يلعبون وانه يتضايق من سلوك ابن عمته حتى البكاء بانه لا يريد ان يلعب معه ولا ان يزوره..واحيانا يقول لي بانه سيصبح سيئا لانه لا فرق بين الجيد والسئ المعلم يعاقب الجميع عندما يخطئ احدهم...كما انه لا يحب مواجهة الغرباء..عكس اخيه الصغير الذي يقدمه دائما امامه عندما نكون خارج المنزل...ما يجب ان نفعل معه؟علما بأنني ووالده دائما نحاوره ..

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي السائلة حفظك الله ورعاك ، أشكرك على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية ، ونشكرك على اهتمامك وسعيك لمعالجة وتصحيح سلوك إبنك وهذا يعكس بوضوح مستوى وعيك ومسؤوليتك تجاه ابنك .
أولا – أريد أن أنبهك إلى نقطة مهمة وهي أن تربية الأبناء في هذا العصر تعد عملية صعبة ومعقدة حيث يرى كثير من رجال الفكر التربوي بأنها علم وفن ، وهي بلا شك تتطلب الكثير من الجهد والعلم والمعرفة والإدراك والإحاطة والحكمة والصبر .
ثانيا – أنت ذكرت في رسالتك أن طفلك عنده خوف من الماء والأماكن العالية والبقاء وحيدا ، فكل هذه السلوكيات التي ذكرتها في رسالتك قد تكون عابرة عاشها طفلك في طفولته ثم مرت ، فوبيا الماء أو فوبيا الأماكن العالية والمرتفعة وفوبيا الأماكن الخالية أو العامة كل هذه لا يمكن أن نحكم عليها بأنها مرضية فقد تكون سلوكيات عابرة وقد يعيشها أي طفل في سنه ، والدليل على أنه تجاوزها ولم تبقى معه عند كبره .
أما بالنسبة للعناد وأحيانا قد يكون التمرد من طفلك فهذا بسبب الدلال الزائد ، وقد تقولين أنك لم تستخدمي معه أسلوب التدليل والرقابة الزائدة ، فهذا السلوك قد تفعلينه ولكن بدون شعور ولا مراقبة ، ولهذا فتصرف العناد يأتي من أجل أخذ مصلحة أو الحصول على فائدة من طرفكم ، فالطفل هنا يستخدم العناد وأحيانا يضطر إلى الكذب من أجل أخذ الشيء الذي يرغب فيه ، ولهذا فالطفل أذكى من ألم والأب في أخذ ما يريد .
وهناك أمر يجب أن تنتبهي له ، وهو أن طفلك الآن مقبل على مرحلة المراهقة والتي غالبا ما تبدأ في سن 12 ، ولهذا قد يحدث له تغيرات من الناحية الجسمية والعقلية والفكرية والنفسية ، فلا بد أن تتوقعي ذلك وتعرفين كيف تتعاملين مع طفلك في هذا العمر ، والمراهق يظن نفسه رجل ولا يحتاج إلى كثرة النصائح والتوجيهات بل المراقبة من بعيد وإعطاء له حرية تكون مقننة وليست مفتوحة .
لا أريدك أن تقلقي أختي السائلة فإبنك بخير ولله الحمد ولكن يحتاج منك إلى إخراجه من هذه الدائرة وإقحامه مع أطفال في عمره ، بالإضافة إلى التنبيه على المدرسة أن تتابع الولد وخاصة الأخصائية النفسية أو الأخصائي .
وفي هذه الحالة أنصحك أختي الفاضلة بالنسبة للتعامل مع إبنك بما يلي :
أ- التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بأن يصلح شأن ابنك ويوفقه ، وإياك أن تستهيني بالدعاء فإنها سهام الدعاء لا يمكن أن تخطئ .
ب- التأكد من أن أصدقاؤه على مستوى من الخلق القويم وتشجيعه على تكوين صداقات مع من تتوافر فيهم الجدية والاستقامة سواءا داخل البيئة المدرسية أو خارجها .
ج- محاولة إسناد إليه بعض المهام والمسؤوليات المتعلقة بالمنزل والتي يمكنه القيام بها وتشعره بأهميتها مع تشجيعه ومدحه أمام الأهل والأصدقاء بحضوره .
د- محاولة إحتواء إبنك والتقرب منه أكثر ومعرفة مطالبه، إفتحي له سمعك وقلبك وأطلبي من الأب أن يتقرب من إبنه أكثر فأكثر فهو في هذا السن محتاج إلى صحبة مقربة .
هـ- محاولة الجلوس مع الأخصائية الاجتماعية والنفسية بالمدرسة وتنبيههم على إعطاء طفلك أدوار قيادية حتى يشعر بمكانته داخل المدرسة .
و- معرفة الشيئ الذي يضايقه في المدرسة ومحاولة إصلاحه وعلاجه .
وأذكرك أيضا بأن طفلك محتاج إلى نوع من التعزيز وليس العقاب ، والتعزيز يقصد بها تشويق الولد وتحبيبه في المدرسة ، حاولي أن تجلسي مع الأخصائي والمدرسة وتوضحي لهما أسلوب المكافأة المعنوية وحتى المادية للولد من اجل تحبيبه في المدرسة ، وقد تكون المكافاة منك أنت وتسليمها إلى المدرسة أو الأخصائية حتى يتقرب الولد إليهما ويزداد حبها للمدرسة والمدرسين ، مع العلم بأن المدرسة هي جزء من العلاج لطفلك

نريد أن نسمع أخبار طيبة على طفلك ، فحاولي أن تتواصلي معنا ولا تحتاري فالأمور بخير ولله الحمد .

وبالله التوفيق .


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما