التاريخ: 2018-04-06
الإستشارة:
انا انسانه تعبت من الحياه ...
وكثير معلمات علم النفس قالوا لي روحي انتي فيك اضطراب أو كتئاب مدري وش هو قالوا خوذي علاج لازم تروحين طبيبه نفسيه او اخصائيه نفسيه الموووضوع هو
اني ذا الفتره صايره ابي الموت في اي طريقه تعبت ومجرد اي كلمه او اي شىء حتى لو مزحه ابكي واتمنى الموت وافكر في الانتحار احس الدنيا وقفت بنسبها لي
احس اني وحيده وما احس في الامان و الاحنان لان انا فقده امي من يوم عمري ٤سنوات لين الان عمري١٩سنه طبعا امي وانا صغيرا سببت لي خوف وهو اني كنت اتبول على نفس وتعالجة لما كان عمري ١٠سنوات وكنت اكل اظافر وهاذي حالة قظم الاظافر فيني الى الآن ....
والمشكلة انا ابوي مررره قاسيه يمنعني عن اي شىء مثل البرامج العامه شكاك وتعبني معه صدق تعبت اي شىء يهاوش عليه حتى على عبايتي لازم اعطي عيوني طيب كل الناس ينتظروا لي في استغراب وحتى لم اتكلام يسكتني ما يبين اسولف دائما يكسحني واتفشل فيني خوف منه حتى نظرته تخوف هو ما يظربني بس طفشت من معاملته لي احس اني مو انسان ولهان احس ابي الموت ولا يتكلام علي
حتى صديقات ما فيه صديقات زي العالم كلهم مصلحه ما يحبوني اه اه بس
الجواب:
الاخت صاحبة الاستشارة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...وبعد
نشكر لكي ثقتك بنا وحرصك علي التواصل معنا ، في بداية حديثي لكي اود ان اقول بما ان لديك هذا المستوى المرتفع من الاكتئاب المصحوب بافكار انتحارية ورغبة في انهاء الحياة. اذن فلابد ان تذهبي وباقصي سرعة الي العلاج النفسي والطبي وامامك عدة اماكن تستطيعين ان تذهبي اليها وتقدم لكي يد العون والمساعدة الي ان تتخلصي من هذه الافكار السوداويه ،ومن هذه الاماكن جمعية اصدقاء الصحة النفسية، مركز الراشد ، مستشفي الطب النفسي...الخ
عزيزتي ما تعانين منه الان هو ناتج عن ظروف الحياة الصعبة التي عشتيها في السابق وللاسف استمرت اثارها السلبية علي مشاعرك وافكارك الي الان ، ولكن هذا ليس قدرا بمعني انه ليس كل من يتعرض لبعض الصعوبات النفسية أو الاجتماعية يصبح مفروضا عليه ان يعيش في حالة من الحزن والتعاسة والتفكير بانهاء الحياة، فتذكري اختي الفاضلة ان الصخور تقف عسره امام الضعفاء، ولكن هذه الصخور نفسها يرتقيها الاقوياء اصحاب الهمم العاليه والافكار الايجابية لتساعدهم في الوصول الي اهدافهم. فهنا عليكي ان تتركي الماضي بما له وما عليه خلف ظهرك وان تمضي قدما بروح متفائلة ونفس وثابه وهمة عاليه لتجدي لكي مكانا يليق بكي وهذا كله يتطلب مني ان اغير فكاري السلبية وشعوري بالعجز الي افكار ايجابية بنائة ، عليكي بطرح الافكار الانهزامية ونسيان ما تعرضتي له في الماضي من معاناه نفسية او اجتماعية. وان تقولي لنفسك انا اعيش هنا والان ولست اعيش في الماضي لانه رحل ولا يمكن ان استرجعه ، ولكن اخاف من المستقبل لانه لم ياتي بعد، فااستغلي انفاسك وحياتك وقدرات وامضي قدما في حياتك انفضي عن كاهلك غبار الماضي وفكرة الموت فانت الان تعيشين تعلمي اعملي شاركي في الانشطة الاجتماعية، اخرجي افضل ما فيكي وليكن ذلك تدريجيا حتي تكتسبي روح المبادرة والعمل ومع الحركة والنشاط سوف تجدي نفسك رويدا رويدا تحسنت حالتك المزاجيه، نتيجة لتغير الحالة المعرفيه(الافكار والمعتقدات).
ليس عليكي ان تعيشي اسيره للحرمان العاطفي والظروف الاجتماعية الصعبة الذي تعرضتي لها في الماضي، فذلك يجعلكي تعيشي منعزلة ووحيدة ومن ثم الشعور بالدونيه وكره النفس ولوم الذات علي هذا النقص الذي تعانين منه، لذا تفكرى بالانتحار. وقد تسئليني ما الحل ماذا افعل ، ياتي جوابي اختي الفاضلة بانه عليكي ان تختلطي بالمجتمع والناس ، وذلك يكون من خلال الانضمام الى مجموعات تشابهك في الآراء والنشاطات والهوايات، وستجدين من تحبك وتحرص علي صحبتك. فممارسة الانشطة سوف تساعدكي كثيرا علي الخروج من الحالة التي تمرين بها من خلال تغيير نمط حياتك أو ادخال بعض التعديلات الحيوية لحياتك، والخروج برفقة الاصدقاء والمقربين منكم لاستعادة سلامتكم العاطفية. من خلال التحول من حالة الثبات والخمول الي حالة الحركة والفعل والنشاط.
تذكري دائما قول الله سبحانه وتعالي (إن بعد العسر يسر) فهناك مبدا يحكم الحياه وهو مبدأ(الفرج بعد الضيق) فقد يضيق بنا الحال ، ولكن اذا تمهلنا قليلا وتحالينا بالصبر، فسنكافا علي صبرنا هذا ونحصل علي ما نريد فالشجاعة صبر ساعه ولا بد ان يكون الصبر صبرا ايجابيا صبر الاخذ بالاسباب والراغب في تغيير حالته ونفسه الي الاحسن، وليس الصبر السلبي او صبر الاستسلام والخضوع للاراء السلبية التي قيلت فيكي سابقا . اتركي شعور فقدان الحيلة واليأس كوني مبادرة معطاءه ، اصنعي من الليمون الحامض شرابا حلو ، اجعلي من الظروف القاسية التي مرت بك منطلقا لمنح العطاء والحب والحنان للاخرين بدلا من انتظاره منهم والبكاء علي اللبن المسكوب.
وفيما يتعلق بوالدك عليه بجعل احد افراد العائلة ممن تثقي فيهم ان يرشده ويعرفة الطرق الصحيحة للتعامل مع الابناء، واذا لم يتيسر ذلك عليكي باحضار بعض الكتب والمطبوعات التي تتناول علاقة الوالد بابنائه وافضل الطرق للتعامل مع الابناء. ووضعها في مكان ظاهر له حيث يراها وتجذب انتباهه ويطلع عليها.وايضا عليكي ان لا تهملي الجانب الديني في حياتك لما له من اهميه في تغيير نظرتي للحياة وتعديل افكاري السلبية الي ايجابية ومن ثم تتعدل مشاعري وذلك من خلال المحافظة علي الصلاة في اوقاتها، والتحصن باذكار الصباح والمساء، بجانب الورد اليومي من القرءان ، والصدقة ان تيسر لكي ذلك.
وفقك الله لكل ما يحب ويرضي واصلح حالك وبالك.
د.عاشور ابراهيم