أسرية

التاريخ: 2018-04-26

الإستشارة:

لي أختي صعب جدآ في أي موقف تصوت وتلم عليه الناس وتفضحني بكل اﻷسراراللي تتخيليها وأمي وقف معها علي طول ﻷني أمي بتخاف منها جدآ وأن أصبحت بخاف منهاجدآ ﻷنها بتصوت وتلم عليه وأمي مبتعملش اي حاجةست البيت بتقوم بيها ﻻبتغسل وﻻبتعمل أكل وان اسف يعني معفنةوللعلم ان مريض نفسي علي فكرةأختي أمي ممسكها كل حاجةمنها أجرةشقتي وفلوس البيت وأختي صعب جدآ ان مشكلتي شخصيتي خجولةوضعيفةوان محروق دمي أنها ماسكةكل حاجةفي البيت ومش عارف أخذحقي إزي اواوجهةازاي ان اصبحت أترعش وخاف لماتلم عليه الناس وأمي عندها برود اقول لها لي بنتك تمسك كل حاجةتمشي وﻻكأنهاسمعت حاجةﻻنها عمله بنتها دكر وان ومليش وجود أن اللي حارق دمي الفضايح اللي اختي عملهلي ان اسف علي اﻻطالة ياريت حد يريحني ويقولي أعمل اي ﻻني قربت علي اﻻنتحار

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي السائلة حفظكِ الله ورعاكِ، وقوى إيمانك وعزيمتك ، وأصلح لك زوجك كما أشكركِ على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية .
أريدك أن تكوني متفائلة حتى تسمو روحك ويطمئن قلبك وتعيشي في سعادة ، وحاولي أن تبعدي عنك الأفكار السلبية التشاؤمية ، وتفائلي بالخير تجديه إن شاء الله تعالى .
في حقيقة الأمر أنا أقدر شعورك وأحساسيك بما يحدث لك ، إلاّ أنني لا اريدك أن تفشلي في حياتك وتيأسي وتقنطي وتركني إلى الإنتحار كما ذكرت في رسالتك فليس هذا الحل وإنما هو هروب من الواقع .
أخي الفاضلة الإنسان الناجح هو الذي يفكر في الحاضر والمستقبل وينسى الماضي ولا يقف عند الفشل أو العجز ، بل يواصل سيره ليحقق نجاحه وتفوقه ويتغلب على كل الصعاب .
أكيد أن أختك بهذا التصرف فهي تعاني من اضطراب ، ولهذا لا أريدك أن تدخلي معها ولا مع أمك في مواجهة ، فكوني أنت الإنسانة العاقلة المتزنة ، وعالجي الأمور بالهدوء والحكمة والروية .
اعلمي أن الهدوء والاتزان هما أهم طريقة لتفادي العصبية والنرفزة، والشخص العصبي يحاول دائماً أن يسعى للسيطرة على الآخرين، وتوجيه سلوكه نحو خدمته وتحقيق أهدافه، ويعمل جاهداً أيضاً لكي يكون هو المسيطر على الآخرين، ولا يقبل أن يسيطر عليه أحد، كما لا يقبل أن يتساوى معه أحد، ولهذا نجد الآخرين يتفادونه مخافة كلامه ومعاملته لهم، ولا يستطيع أن يكبح انفعالاته ولا أن يسيطر عليها، ولا يستطيع أن يضبط نفسه، وكل هذا تسببه العصبية الشديدة، ويجب أن تعلمي أختي الفاضلة أن هذه عصبية منشؤها الغضب، والغضب من النار والشيطان كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من المستبعد أن يكون غضبك وعصبيتك الشديدة قد تدفعك إلى كسر جسر الثقة والمحبة بينك وبين الآخرين، وقد تلقي بالغشاوة على الأعين والقلوب، فتحول بينك وبين الحقيقة، وتجرفك معها نحو أمور لا تُحمد عقباها.
إن عصبيتك هذه قد تولد الانفجار، وتفقدك الحكمة في معالجة الأمور، وأحياناً تضعف شخصيتك أمام الآخرين ، كما يحدث الآن مع أختك وأمك .
وأنا أقولها لك مرةً أخرى اهدئي ثم اهدئي، وتعلمي دائماً معالجة الأمور بالحكمة والهدوء والروية، دون اللجوء إلى التسرع والعصبية، واحملي دائماً راية الرفق والحنان مع الآخرين.
واسمعي إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أخذ بيد معاذ بن جبل رضي الله عنهما، وقال له: (يا معاذ! أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، ووفاء العهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، ورحم اليتيم، وحفظ الجوار، وكظم الغيظ، ولين الكلام).
أنا أريد أن يكون لديك حسن الظن بالآخرين، فهذا مدعاة إلى الشعور بالاطمئنان والثقة، وتتعمق المودة والمحبة فيما بينكم.
حاولي أن تجنبي نفسك العصبية والنرفزة والتفكير السلبي للأمور، وعيشي بنفس هادئة مطمئنة، وروضي شخصيتك على حب الخير للجميع، تعيشي حياةً ملؤها السعادة والهناء بإذن الله تعالى.

وأنا أفضل أن تعملي لزيارة لأحد المختصين في الإرشاد النفسي وذلك من أجل عمل جلسات إرشادية ليخفف عنك وطأة العصبية والنرفزة ، اما عن الهلات السمراء الموجودة في أسفل العين قد تكون من شدة العصبية والتعب وكثرة التفكير ، وأنت في كل الأحوال محتاجة إلى زيارة أخصائي نفسي .
أما عن أختك وأمك فإبتعدي عن المواجهة معهما ، ومادمت تعرفين موقفهما منك فلا تدخلي معهما في صراع بل حاولي أن تكسبي ودهما ومحبتهما ، وإذا رفضتا منك كل هذا ، حاولي أن تتعايشي معهما ، أو تدخلي طرف ثالث من أهلك أو أسرتك أو من تثقين فيه من أجل تقريب وجهات النظر بينكم ، وإزالة الشحناء والبغضاء ، وخاصة نحن الآن على أبواب شهر رمضان الكريم شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران .
أرجو أن تتواصلي معنا وتطلعينا على أخبارك الطيبة .
وبالله التوفيق .