التاريخ: 2018-04-30
الإستشارة:
أنا لا أنام نهائيا حتى بالحبوب المنومة لاأنام ولا أشعر بالجوع أو العطش وأشعر أن قلبي مطبوع عليه وسأموت منافق وادخل النار ، ﻷني كنت مدمن بإفراط على العادة السرية والإباحيات حتى أصابني عجز جنسي وكنت تارك للصلاة بالكلية وأنا مقتع أنو معاناتي هي عذاب من الله ارجو الرد قريبا وشكراً لكم.
الجواب:
الأخ الفاضل , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – في البداية اتوجه اليك بخالص الشكر علي الاستشارة والتي اعتقد ان حلها بسيط بشيئة الله تعالي وذلك باتباع الخطوات التالية :
اولا دعنا نتذكر في البداية ان الله سبحانه وتعالي غفور رحيم فلا داعي لسيطرة تلك الفكرة عليك ( ان معاناتك هي عذاب من الله ) فقد تكون تلك المعاناة هبة من الله حتي تشعر بالمشكلة وتبدأ في الطريق الصحيح ، حيث ان عقاب الله سبحانه وتعالي آجل وليس عاجل بمعني ان الله سبحانه وتعالي انما يعطي العبد فرصة واخري حتي يستقيم ويتوب لكن هناك شروط طبعا للتوبة وهي الاحساس بالندم واعتقد ان هذا موجود لديك وحتي لا اطيل في هذا الجانب ولكي تطمئن يمكنك ان تستشير احد المتخصصين في الفقه وستجد ما يريحك ان شاء الله تعالي .
المهم هنا هو الخطوة التالية حيث اعتقد انه من خلال الاعراض التي ذكرتها انك تعاني من المشاعر الاكتائبية وهذا يفسر قلة الرغبة في النوم وعدم الاحساس بالجوع والعطش لذا من المهم جدا زيارة الطبيب النفسي لتحديد حدة الاكتئاب وشدته ومعرفة كيفية التدخل العلاجي السليم ( هل يكون مجرد جلسات علاج نفس فردي – ام انه ينصح بأدوية نفسية لفترة مع العلاج النفسي ) كعامل مساعد في تخفيف حدة مشاعر الاكتئاب ثم الاستمرار في الجلسات النفسية وهذا سيتحدد بناء علي المناقشة بينك وبين الطبيب النفسي .
جلسات العلاج النفسي الفردي لا غني عنها فهي مهمة جدا في مساعدتك علي تحديد العوامل النفسية المسببة للاكتئاب ومشاعر الذنب وتحديد العوامل المثيرة لها وبالتالي التدريب علي الوقاية منها والتدريب علي اكتساب مهارات التعامل مع تلك الافكار أو العوامل المثيرة للتخلص من تلك المشاعر الاكتئابية والأهمية هنا لا تقتصر علي التخلص من المشاعر الاكتئابية فقط بل انها تكون مفيدة ايضا في استمرار التعافي ومنع الانتكاسة وسيكون من المفيد اي نوع من الجلسات الفردية النفسية ( علاج معرفي سلوكي – علاج نفسي دينامي ) . التدريب علي فنيات الاسترخاء التخيلي سوف يفيدك كثيرا في التخلص من المشاعر الاكتئابية والحد منها .
واخيرا تكون الرياضة عامل مساعد في التخلص من الاكتئاب لكن كل ما سبق يشترط الانتظام حتي تحصل علي النتيجة المرجوة .
كما انه يمكنك استغلال الوازع الديني الموجود بداخلك وبداية الانتظام في الصلوات والقيام بواجباتك تجاه دينك وهذا سوف يخفف عنك الكثير ويساعدك في التخلص من مشاعر الذنب والاحساس بالارتياح مع مرور الوقت .
تقديري واحترامي
د. وائل محمود مصطفى
دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي