728 x 90



img

وضوح الهدف والعلم والبصيرة أهم الوسائل

الهمة .. كلمة السر لتحقيق النجاح:

إنَّ رحلة الحياة طويلةٌ وشاقَّةٌ يحتاجُ فيها المسافر إلى ما يحفَظُه في سفَرِه وإلى ما يُعِينه على بُلوغ مَقصِده الآمِن الناعم، وصدَق مَن قال: إنَّ الناس في هذه الرحلة لا يتفاوَتون بالصُّوَر إنما بالهِمَم، والهمَّة هي التي تحثُّ المسافر على السَّير، ولا تجعَله ينسى في واحات الراحة والتزوُّد وجهتَه وغايتَه.
كثير منا يصيبه الفتور وضعف الهمة ولم يستشعر أهمية وجوده في هذه الدنيا والغاية من خلقه، ونسي الطريق إلى الله وإلى الجنة وصرفت أوقاتنا في غير فائدة، وهذه حالة كثير منا، ومازلنا نعاني منها، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم يوضح ويبين لنا الحل في حديثه الذي قال فيه: (من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة) رواه الترمذي، لقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم نقطة بداية لمن ضعفت عزيمته - من أمثالنا - فمن استشعر أهمية ما يريد وخاف ضياعه فإنه لا ينتظر إلى الصباح ليذهب إليه، بل يبادر بالسير ولو ليلاً، و من كانت هذه همته وصل إلى مقصوده فكيف بأعظم وأغلى سلعة - الجنة - أليس من الأحرى أن يبادر الجميع إلى تحصيلها مثل مبادرتهم للحصول على السلع الأخرى من أسواق الدنيا إن لم يكن أشد.
ومن وسائل تقوية الهمَّة بعد الإخلاص الجديَّة، وهي حالةٌ من اليقَظَة أساسُها العلم والبصيرة، والجديَّة مطلبٌ عزيز لا ينالُه إلا مَن جعَل نصب عينَيْه أمورًا ثلاثة: وضوح الهدف والغاية، وصُعوبة الهدف وعُلوّه، وإدراك أهميّة الوقت، ومن المهم أنْ نُدرِك أنّ صُعوبة الهدف وعلوّه يحفزان الهمّة ويدفَعان السأم والملل، فإنّ الصياد تَعظُم متعته إذا كان صيدُه بعيدًا شَرُودًا عزيزَ المنال.
وكذلك مخالطةُ أهل الهمم العالية، فكلُّ قرينٍ بالمقارن يقتَدِي، وكذلك يُعِينُ على الارتقاء بالهمة الترفُّع عن صغائر الأمور وإدراك ضَخامة العمل اللازم، وصَدَقَ مَن قال: إنَّ الواجبات أكثر من الأوقات، وأهمُّ ما يرتقي بأصحاب الهمم استِشعارُهم عظم الأجر والثواب من الله - سبحانه وتعالى - فإنَّ سِلعة الله غاليةٌ وسلعة الله هي جَنَّةٌ عرضُها السماوات والأرض أُعِدَّتْ للمتقين.

تفاءل وابدأ الحياة:

- يتسم البارزون في عملهم بالثقة الشديدة، وربما يدعي بعضهم أنهم يقومون بهذه السلوكيات الناجحة بشكل طبيعي؛ وذلك لثقتهم بأنفسهم.
- لا شيء أبعد عن الحقيقة من هذا الافتراض؛ إننا جميعاً نتسم بالضعف، وقد نتأثر تأثراً بالغاً من فعل أو قول غير واعٍ أو بسيط، وإن لم يكن مقصوداً، كما أننا نكتسب الثقة بالنفس من أجل تحققه.
- عندما نتعرض للهزيمة أو عندما يجرحنا الآخرون فإننا نعلم جيداً أن هذه المشاعر مؤقتة، وسرعان ما نتماثل للشفاء.
- إذا انخفض تقديرنا لذاتنا إلى حدٍّ يجعلنا نشكك في قدراتنا على النجاح فلن نقدم أبداً على المحاولة.
- إذا اعتقدنا أننا سنخفق فسوف نخفق في أغلب الأحيان.
- يمكننا أن نستريح عندما نعرف أن كل إنسان تقريباً يمر بلحظات من الشك في النفس.

خطوات لتفريغ الهموم والشحنات والمشاكل اجتماعية :

كيف تسيطر على غضبك؟
التحكم بالعواطف هو المفتاح الذي يجب أن تملكه كي تحصل على النجاح، طبعاً فالعواطف تسيطر تماماً على كل أفعالنا وتتدخل فيها بشكل أو بآخر، ماذا إذا لو كان مزاجك سيئاً وعواطفك ليست على ما يرام؟ هل ستستطيع إنجاز عملك على المستوى المطلوب وهل ستستطيع تحقيق النجاح فيه بذلك المزاج السيئ وهذه العواطف المضطربة؟
هناك أعمال لا تستطيع إنجازها نهائياً إلا عندما يكون مزاجك جيداً ومهيأ للقيام بهذه الأعمال ومنها أعمال الصفقات مثلا، حيث يجب عليك إظهار الجانب الحسن فيك للآخرين وحسن معاملتك لهم ولباقتك ورزانتك وهذا لا يتوفر فيمن تسيطر عليهم مشاعرهم السيئة وعواطفهم المضطربة، ويجب عليك خلال أدائك لهذه الأعمال أن تسيطر على مشاعرك وعواطفك تماماً وتتحكم بهما بكامل قدراتك كي تنجز عملك.
لقد وجد العلماء بأن الفترة التي ينشط فيها الاتصال بين العقل الواعي والعقل الباطن هي فترة ما قبل النوم بدقائق، وفترة ما بعد الاستيقاظ من النوم بدقائق أيضاً. فهذا هو الدكتور جوزيف ميرفي يخرج بنتيجة بعد آلاف من التجارب في كتابه «قوة عقلك الباطن»، والذي بيع منه أكثر من مليون نسخة، هذه النتيجة هي أن أفضل طريقة للتحكم في الانفعالات والغضب هي أن تردد كل يوم قبل النوم وبعد الاستيقاظ عبارات مثل: «سوف أصبح من هذه اللحظة إنساناً هادئاً ومتزناً وبعيداً عن الانفعالات وسوف تظهر هذه النتيجة في سلوكي غداً..».
لقد عالج الدكتور ميرفي العديد الحالات بهذه الطريقة وكانت النتائج ممتازة والجميع حصل على تحسن في انفعالاته بل منهم من أصبح أكثر هدوءاً من الإنسان العادي.
لقد علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نردد كلمات قبل النوم وهي: (اللهم إني أسلمتُ وجهي إليك وفوّضت أمري إليك وألجأتُ ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنتُ بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. تأمل معي كم تحوي هذه الكلمات من تفريغ لهموم وشحنات ومشاكل اجتماعية تراكمت طيلة اليوم، وكم تحوي من اطمئنان واستقرار نفسي لمن يقولها قبل أن ينام. إن علماء أمريكا يعالجون مرضاهم ويعلمونهم كيف يخاطبون أنفسهم: «سوف أصبح من هذه اللحظة إنساناً هادئاً ومتزناً وبعيداً عن الانفعالات وسوف تظهر هذه النتيجة في سلوكي غداً..».

مهارات حياتية :

- لا تعوّد ابنك على الإغراء المادي لحثه على فعل أمر ما، فإن ذلك يضعف شخصيته أمام المادة.
- لا تضجر من كثرة أسئلة ابنك، وحاول أن تجيب عن كل ما يسأل عنه بإجابات بسيطة ومقنعة.
- اعلم أنك قدوة لأبنائك فإذا تهاونت بالعبادة أو تكاسلت عنها وتثاقلت عند القيام بها تأثر أبناؤك بك في ذلك واستثقلوا العبادة وربما تهربوا منها.
- علّم ابنك أن الناس يتفاضلون بالتقوى والعمل الصالح لا بالأنساب والأحساب والأموال.
- لا تخلف وعدك أبداً وبخاصة مع أبنائك فإن ذلك يرسّخ في نفوسهم فضيلة الوفاء بالعهد.
- لا تمانع في أن يختار ابنك أصدقاءه بنفسه، ويمكنك أن تجعله يختار من تريد أنت دون أن تشعره بذلك.
- لا تضرب ابنك بعد وعدك بعدم ضربه حتى لا يفقد ثقته فيك.