سحر الاقارب

التاريخ: 2018-05-09

الإستشارة:

التعامل مع الاقارب اللذين يسحرون في خفاء لتعطيل الزواج ووقف الحال

الجواب:

غاليتي....أشكر لك ثقتك و تواصلك مع جمعية اصدقاء الصحة النفسية ـ وياك ـ ويسرنا أن نمد لك يد العون للتعامل مع هذه المشكلة أو هذا التحدي كما أحب أن اطلق عليه، كما و إنني اقدر مشاعرك عندما يشعر الإنسان إنه يتلقى الأذى من أقرب المقربين له¸و كما و إنني اقدر مشاعرك عندما يشعر الإنسان إنه يتلقى الأذى من أقرب المقربين له¸و إن الأذى الذي يتعرض له كما ذكرتي من النوع المحرم شرعاً, فهو يؤثمر وقد يدمر حياة الآخرين, والقرآن الكريم والسنة النبوية نهت عن ذلك لما له من أثر مدمر, فقد ذكر الله عز وجل في كتابه: قوله تعالى : { وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر } البقرة 102
وجه الاستدلال : أن الله أخبر أن تعلم السحر كفر ، وما كان تعلمه كفر لا شك في تحريمه,وكذلك قوله تعالى : { ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} البقرة 102 والخلاق النصيب
وجه الدلالة : أن الله بين أن من اشترى السحر وفعله لا حظ له ولا نصيب في الآخرة ، والذي لا حظ له في الآخرة هو الكافر ، فشيء هذه عاقبة أمره محرم.
وكذلك هناك ادلة من السنة : اتفق عليه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا وما هن يا رسول الله ؟ قال الشرك بالله والسحر ... الحديث)
وجه الاستدلال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عده من الموبقات التي توبق وتهلك صاحبها وجعله قرين الشرك فدل على أنه ذنب عظيم محرم لا يجوز فعله.
ما رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد )
ووجه الاستدلال به على التحريم ظاهر جداً فإن عملاً يؤدي بصاحبه إلى الكفر لا يشك أحد في تحريمه.
غاليتي...ادرك إنه لمن الصعب على النفس ان نتعامل مع من يؤذينا بمثل هذا الأمر , وأن التعامل بتسامح من باب القرابة و صلة الرحم أمر مطلوب, لذا سوف اناقش الموضوع من عدة زوايا وسوف اضع عدد من المقترحات للتعامل مع هذا التحدي, جدي مايناسبك منها لتتمكني من اجتياز هذا التحدي وهي كالتالي:
1- ذكرتي ان هناك من يقوم بعمل السحر من اقاربك لتعطيل نصيب او تفريق, هل انت متأكده ورأيت ذلك رأي العين, في حال متأكده ولديك الأدلة أعانك الله على هذا الإبتلاء من الأقارب والذي يوجب الصبر, في حال لست متأكده , ارجو عدم الجري وراء بعض من يدعون الدين ويستخدمون الدجل لإغواء الناس وادعاء انه يوجد سحر,تذكري قد تسعين لرقية نفسك او تحصينها عبر احد المشايخ وتقعين في دجال يحول حياتك لجحيم, اصبري و احتسبي الأجر عند الله.
2- عززي جبهتك الداخلية, واقصد بذلك ان تعززي ثقتك بنفسك وفي من حولك, و إنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك حتى و أن كان سحر, فالله سبحانه وتعالى يصيبنا بما نحب وبما نكره و مالبسشر إلا وسائل تنفيذ.
3- حصني نفسك يومياً و احرصي على ان يفعل ذلك كل من حولك,احرصي على قراءة اذكار الصباح والمساء,المعوذات وكذلك آية الكرسي فذلك كيفل بحمايتك من امور كثيرة, وفي حال كنتي متأكده على حد قولك أن هناك من يقوم بعمل سحر لك, يجب انه تحافظي على قراءة سورة البقرة يومياً فهي حصنك الحصين من السحر والعين وكثير من الأمور وهي مذكورة في السنة النبوية: عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة» (مسلم: 804)، والبطلة: هم السحرة.
4- عاملي أهلك و اقاربك بالحسنى و تذكري إنهم ضعفاء سواء ضعف نفسي او عقلي فهم يضعون انفسهم في التهلكة, قال - سبحانه -: ﴿ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ﴾؛ أي: لقد علِم اليهودُ فيما عهد إليهم أن الساحر لا خلاقَ له في الآخرة، قال ابن عباس: ليس له نصيب، وقال الحسن: ليس له دين، فدلَّت الآية على تحريم السحر، وعلى كفْر الساحر، وعلى ضرر السحر على الخلق، قال - سبحانه -: ﴿ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾ [طـه: 69]، ففي هذه الآية الكريمة نفَى الفلاحَ عن الساحر نفيًا عامًّا في أي مكان، وهذا دليل على كفره.
5- ثقي ان ماسيكون لك لن يمنعه أحد إلا بأمر الله, وما منع لين يصلك, وتذكري ان الزواج والعمل و الصحة هي رزق من الله وهو الوحيد الذ له حق المنح او المنح و مالبشر الا ادوات تنفيذ, فلا تشغلي بالك فلان عمل لي عمل ومنع زواجي او منع عملي او خلافه,طالما انك تحصنين نفسك بذكر الله ثقي ان امورك بين يديه سبحانه.
6- استثمري وقتك في اعمال تعود عليك بالنفع مثل الأعمال الخيرية او التطوعية, فقد يكون الفراغ احياناً مدخل للتفكير في امور هي في علم الغيب مثل الزواج او العمل,او لماذا لم انجب وغيرها من الأمور,فشغل الوقت كفيل بالقضاء على مثل هذه التساؤلات.