728 x 90



img

يعد الغش شكلاً من أشكال الكذب الذي يمارسه الأطفال والكبار في مواقف الحياة وخصوصاً في الحقل التعليمي فقد أظهرت الدراسات وجود ممارسات للغش في الواجبات بنسبة 49% لطلبة الصف الثامن، و 75% في المرحلة الثانوية، و 30% في المرحلة الجامعية .

وتعود هذه النسب العالية الى ان الناس يعدون الغش نوعاً من خرق القوانين وليس كذباً وأنه لا ضرر يلحق الآخرين من جراء ذلك ولكن الحقيقة تؤكد ان دوافع الغش هي نفسها دوافع الكذب وان الغش في الإمتحانات او لتفادي دفع الضرائب او للحصول على وظيفة وغيرها هي غالباً ما تكون لتفادي العقاب والحصول على المنفعه بغير حق وعلى حساب الآخرين (Ekman,1989).

القدرة على الكذب

يتساءل البعض حول العمر الذي يمكن ان نقرر فيه ان الشخص يستطيع الكذب، إذ أن معظم الناس يعتقد ان الأطفال ابرياء وغير قادرين على الكذب ، وانهم لا يمتلكون القدرة والدافعية لممارسة الكذب، في حين تشير الدراسات الى أن غالبية الأطفال قادرون على ممارسة الكذب وبشكل قصدي منذ عمر اربع السنوات (Ekman,1989) ويعتقد الكثير من المهتمين أن الأطفال هم أكثر الناس كذباً، وخاصة قبل سنة الخامسة، إذ إن الأطفال لا يقصدون الكذب في هذا العمر، إلا انهم يمارسونه نتيجة خيالهم الخصب، موضحاً أن هذا النوع من الكذب قد يتطور بين الخامسة والعاشرة من العمر ليصبح نمطاً سلوكياً في حياة الفرد إذا غززت مثل هذه السلوكيات.

ويتفق علماء النفس على ان الكذب مهارة يتقنها بعض الأفراد في حين لا يتقنها البعض الآخر، إذ يفشل الكثير من الناس في امتلاك إتقان هذه المهارة، وذلك للحساسية الزائدة عند البعض نتيجة شعورهم بالذنب لمواقف الخوف والإرتباك والتوتر الذي يصاحب الكذب ، وبالتالي خوفهم من ان يكشف أمرهم بسهولة (Ekman,1989) كما يشير ايكمان الى ان الذكور أكثر كذباً من الإناث، وأن أكثر مراحل العمل كذباً بين الخامسة والتاسعة من العمر.

ويشير العديد من علماء النفس والأخلاق إلى أن الكذب ظاهرة لها طابع اجتماعي ومتعلم، وحتى أن بعض المتخصصين في هذا الحقل أشاروا الى وجود جذور غريزية للكذب إذ تتجلى أبرز صورها لدى الحيوانات عن طريق المخادعة والإستتار، إلا أن التجارب اليومية تثبت خلاف ذلك في الإنسان لأن معظم سلوكياته متعلمة.

إننا نرى أن الطفل يتعلم الكذب من عائلته ومجتمعه والمحيطين به، وأن أصل خلقته مفطوره على الصدق، والكذب حالة طارئه عليه ومكتسبه من الآخرين فحين يحاول الكذب في سنواته الأولى يتعثر في كلامه ويعتريه القلق والإضطراب، إلا أنه يتحول تدريجياً ومن خلال التمرين والممارسة الى شخص محترف يتقن فن الكذب وأساليبه ، فمن المعروف أن الطفل يمتاز بالنشاط الذهني، وهذا ما يجعله ينسجم ويتفاعل بسرعة مع ما يرى ويسمع من أكاذيب وكثيراً ما تؤدي العلاقات الإجتماعية وألوان الكذب الجذابة وصورة المختلفة المثيرة والتي يراها من هذا وذاك الى اكتسابه لهذه الخصلة واحترافها والتعود عليها، وهذا ما يعد المؤشر والإنذار للوالدين على ضرورة مراقبة أقوالهم وأفعالهم، وتحذير الطفل من الأصدقاء الكذابين والمجتمع الموبوء بأمثال هذه الخصال الخبيثه.

من هم الأكثر كذباً

تظهر التحقيقات والدراسات أن الكذب أكثر انتشاراً بين الفئات الآتيه:

الأشخاص الذين يمتازون بالضعف وحدة المزاج وسرعة الإثارة او المصابين بالهوس والأهواء غير المتزنه.
الأشخاص الذين يفتقدون الشجاعة والرزانه الكافية وتستحوذ عليهم هواجس الجبن والتردد.
الأشخاص الأكثر ميلاً لإجتذاب انظار ومحبة الآخرين.
الأشخاص الذين تستحوذ عليهم دوافع الحاجة ويصعب عليهم بلوغ الهدف.
الأشخاص الذين تفر عليهم تكاليف وواجبات شاقة تفوق طاقاتهم.
ضعاف الإيمان والذين يخضعون لسلطان الآخرين وضغوطهم.
الذين عاشوا الحرمان والفوضى في عهد طفولتهم ولم يحظوا بالعطف والرعاية الكافية
الأفراد الذين لم يلقوا نصيبهم من التربية الدينية والأخلاقيه والإجتماعية المناسبة.