728 x 90



img

في إطار مسؤوليتها المجتمعية، وضمن جهودها الرامية لخدمة مؤسسات المجتمع المدني، قدمت مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية، دعماً مالياً لجمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» بقيمة 50 ألف ريال، بهدف إطلاق وتنفيذ مشروع الدعم النفسي لذوي الإعاقة وأسرهم، لمواجهة التحديات والعقبات التي يتعرضون لها، وتعريفهم بآليات التعامل النفسي.
قال السيد سعيد مذكر الهاجري، عضو مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية: إن دعم المؤسسة لمشروع جمعية «وياك» للدعم النفسي لذوي الإعاقة وأسرهم، يأتي في إطار اهتمام المؤسسة بقضايا الرعاية الصحية، ودعم الأنشطة والفعاليات التوعوية الهادفة في المجتمع، ضمن أهداف المؤسسة الرامية إلى تحقيق التنمية الاجتماعية داخل قطر.
تفعيل التعاون
وأضاف الهاجري في تصريح صحافي: «تحرص مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية على تفعيل التعاون مع جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، من خلال اتفاقية الشراكة بين الجانبين».
وأوضح أن المؤسسة رعت ندوة توعوية نظمتها جمعية «وياك» تحت عنوان: «شباب اضطراب طيف التوحد والدعم النفسي»، خلال احتفالات الجمعية باليوم العالمي للصحة النفسية، وبالتعاون مع الجمعية القطرية للتوحد، أكتوبر الماضي، كما رعت المؤسسة مشروع «وياك» للدعم النفسي لأمهات أسر التوحد في قطر. وأشار الهاجري إلى أن المؤسسة قامت بدعم وتمويل برنامج الاستشارات النفسية الهاتفية للجمعية خلال عام 2017، حيث بلغت قيمة التمويل 500 ألف ريال قطري، وقد استفاد من البرنامج 686 حالة من مختلف الفئات العمرية. وأكد حرص المؤسسة على تعزيز شراكاتها مع مختلف الوزارات والمؤسسات بالدولة، ورعاية ودعم الأنشطة والفعاليات الهادفة التي تسهم في توعية المجتمع بالقضايا الصحية والتعليمية، تحقيقاً لرؤيتها «صحة وتعليم لحياة أفضل».
دعم مستمر
من جانبه، أشاد السيد محمد البنعلي -المدير التنفيذي لجمعيـة أصدقاء الصحة النفسية «وياك»- بالجهود المجتمعية المتميزة التي تقوم بها مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية، مثمناً دعم المؤسسة المستمر لبرامج وأنشطة جمعية «وياك». وأضاف البنعلي في تصريح صحافي: «إن مساهمة ورعاية مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية لبرنامج الدعم النفسي لذوي الإعاقة وأسرهم، تأتي تتويجاً لمذكرة التفاهم المبرمة بين المؤسسة وجمعية (وياك) للتعاون المشترك في المشاريع والبرامج التوعوية». واختتم البنعلي تصريحه موجهاً خالص الشكر لمجلس إدارة مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية، لمساندتها ودعمها لمنظمات المجتمع المدني المحلي، وحرصها على تقديم الدعم المالي لكل البرامج التي تخدم مختلف فئات المجتمع القطري.
الدعم النفسي
ويهدف مشروع الدعم النفسي لذوي الإعاقة وأسرهم إلى تأهيل ومساعدة الشخص المعاق على فهم نفسه وفهم من حوله، واستخراج طاقاته الكامنة، وتعزيز هواياته، وإشراكه في جميع الجوانب الاجتماعية، والمشاركة الوجدانية له، وصقل مهارات أسر الأشخاص ذوي الإعاقة بطرق التعامل النفسي الجيد معه، كما يهدف المشروع إلى تخفيف التوتر والكبت والقلق الذي يعاني منه المعاق، وتعريفه بطرق ضبط عواطفه وانفعالاته، وتنمية وتطوير اتجاهاته نحو العمل والمجتمع، وتدريبه على تصريف أموره، والاعتماد على ذاته، وغرس ثقته بنفسه وبالآخرين، واستخراج وتعزيز إدراكه بإمكانياته، وتبصيره بها، وكيفية استغلالها والاستفادة منها، فضلاً عن تخفيف الآثار السلبية لإعاقتهم، وتدريب الوالدين في عملية الإرشاد، وتوفير الدعم النفسي، وفهم أزمات أبنائهم النفسية، ومواجهة المشكلات المتوقعة.
الفئات المستهدفة
والفئات المستهدفة من المشروع، هي: الأشخاص ذوي الإعاقة، وأسرهم، والعاملون في مجال الإعاقة. وتتمثل رسالة المشروع في تغيير المفهوم الخاطئ عن الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة، والتأكيد على أن الشخص المعاق ليس الشخص الضعيف العاجز الذي يستثير فينا الشفقة، وليس هو بالضرورة ضعيف العقل متدني التفكير، فكثير من ذوي الإعاقة لديهم قدرات متميزة في الفهم والإدراك والانتباه والتفكير والاستدلال، ولا ينبغي أن نغفل هذه الجوانب فيهم، وإن بدت حركاتهم عشوائية، أو أصواتهم غير مفهومة، أو كلماتهم غير معبرة.
آليات التنفيذ
وتشمل آليات تنفيذ مشروع الدعم النفسي لذوي الإعاقة وأسرهم، تنظيم ورشة تدريبية عن «مبادئ وأساسيات الإرشاد النفسي لأسر ذوي الإعاقة»، و«كيفية التعامل النفسي مع ذوي الإعاقة»، وورشة تدريبية عن «التكيف النفسي مع الإعاقة»، واستعراض نماذج ناجحة تحدت الإعاقة، إضافة إلى تنظيم ندوة عن «أسر ذوي الإعاقة ومشكلاتهم وأنواع الإرشاد المقدمة لهم»، فضلاً عن إقامة أنشطة رياضية منوعة لذوي الإعاقة في مختلف الرياضات، مثل كرة الطائرة، وكرة الطاولة، والسباحة، وغيرها من الألعاب، تتخللها محاضرات للتحفيز النفسي، واستعراض شخصيات تخطت عقبات الإعاقة، وحققت التفوق الرياضي.
كما تتضمن طرق وآليات تنفيذ المشروع، عرض أفلام توعوية لوسائل تقديم الدعم النفسي للمعاق، بهدف تغيير نظرة المجتمع السلبية تجاه هذه الفئة.
الحالة النفسية
ويسعى البرنامج إلى تحسين الحالة النفسية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتعديل سلوكهم للتخلص من السلوك المضطرب لدى بعضهم، وتحسين قدرة الوالدين على كيفية التعامل النفسي مع أبنائهم، وطرق غرس ثقتهم بأنفسهم، ومساعدة وتدريب الأمهات على تحمل أعباء الضغط النفسي، وتأهيل وتوعية أسر ذوي الإعاقة بطبيعة الإعاقة النفسية، وآليات التعامل معها، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، ولا سيما الخدمات النفسية.
الإرشاد النفسي
يمثل الإرشاد النفسي أهمية كبيرة للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث يساعدهم في رعاية وتوجيه نموهم نفسياً وتربوياً ومهنياً وأسرياً، وحل مشكلاتهم المرتبطة بحالات إعاقتهم أو تفوقهم أو الناتجة عن الاتجاهات النفسية والاجتماعية تجاههم وتجاه حالتهم، بهدف تحقيق التوافق والصحة النفسية، وترجع أهمية الإرشاد لذوي الإعاقة إلى تأثير الإعاقة على تواصل المعاق مع الآخرين، ويمتد أثر الإعاقة ليشمل الحرمان الاجتماعي والثقافي، والانعزال عن البيئة المحيطة به.
ويهدف الإرشاد النفسي إلى تحسين الظروف البيئية التي يعيش فيها الطفل المعاق، عن طريق توعية الوالدين بخصائص نموه، وتدريبهما على كيفية التعامل معه، وتشجيعهما على تجاوز مرحلة الأزمة في تقبل الطفل المعاق، وكذلك مساعدة الوالدين على تنمية استعدادهما النفسي، وعلاج المشاكل الزوجية والأسرية، إضافة إلى مساعدة إخوة وأخوات الطفل المعاق، وإرشادهم نفسياً على تقبل حالة أخيهم، ومشاركة الوالدين في جماعات آباء الأطفال المعاقين، مما يعرف بالإرشاد الجمعي، والتقييم الشامل للحالة، من أجل التعرف على إمكاناتها وأوجه القصور فيها عن طريق المقابلة، وإعادة التأهيل والدفاع الاجتماعي عنهم في التعليم والتأهيل والدمج في المجتمع، كما يهدف الإرشاد النفسي إلى إرشاد المعاقين على أن يعملوا في المهن التي تلائم قدراتهم وإمكاناتهم، إلى جانب مساعدتهم على التوافق النفسي والاجتماعي.
مشكلات اجتماعية
وستناقش ندوة أسر ذوي الإعاقة وأنواع الإرشاد المقدمة لهم، المشكلات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة، والتي تتمثل في مشكلات اجتماعية تعاني منها الأسرة بسبب إعاقة طفلها؛ تشمل الخلافات الزوجية، وإهمال أحد الوالدين للطفل، ومشاجرات بين الطفل وإخوته، وكذلك مشكلات نفسية يعاني منها الأطفال المعاقون، وتشمل الإنطواء، والعزلة، والعدوانية، والنشاط الزائد. هذا بالإضافة إلى مشاكل تربوية تتمثل في انخفاض أعداد المعلمين المؤهلين للتعامل مع ذوي الإعاقة، ومشكلات مهنية تتمثل في نقص فرص العمل المتاحة أمام المعاق.;