728 x 90



img

الدوحة ـالراية:

تحت عنوان « معززات الصحة النفسية وبرعاية جمعية قطر الخيرية الشريك الإنساني لأنشطتها نظّمت جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» ورشة عمل استهدفت طلاب ثانوية عبد الله المسند للبنين، قدّمها د. العربي عطاء الله قويدري اختصاصي الإرشاد النفسيّ والأسري.

وقد تمّ خلال الورشة التي تأتي في سياق البرامج المعززة للصحة النفسية لدى مُنتسبي المؤسسات التعليمية خلال العام الدراسي الحالي التطرّق إلى مفهوم الصحة النفسية وأنها جزء أساسي لا يتجزأ من الصحة العامة، كما ينصّ دستور منظمة الصحة العالمية والذي ورد فيه: «الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرد انعدام المرض أو العجز، ومن أهم آثار هذا التعريف، أن شرح الصحة النفسية يتجاوز مفهوم انعدام الاضطرابات أو حالات العجز النفسية«.

وأوضح مقدّم الورشة أن الصحة النفسية عبارة عن حالة من العافية يمكن فيها للفرد تكريس قدراته الخاصة والتكيّف مع أنواع الإجهاد العادية والعمل بإتقان وفعالية والإسهام في مجتمعه، منوهاً إلى أن الصحة النفسية هي الأساس اللازم لضمان العافية للفرد وتمكين المُجتمع من تأدية وظائفه بشكل فعّال.

وقال قويدري: إن مرحلة المراهقة تمثل فترة حرجة في حياة الفرد؛ حيث تَحدُث خلالها تغيُّرات كبيرة على الصعيد النفسي والفكري والاجتماعي والجسدي والأخلاقي، ويواجه فيها الشباب العديد من التحديات الاجتماعية والعاطفية وحتى الأكاديمية؛ ولذلك فإن هذه المرحلة العمرية تُعتبر ذروة ظهور العديد من الاضطرابات النفسية التي تؤثّر على حياة المراهق؛ فإن لم نحسن التعامل معه وتقديم الدعم له في هذه المرحلة، فإنه سيكون معرضاً بشكل كبير للانحراف.

وأضاف: لقد أصبحت حماية الناشئة ومنهم المراهقون من الاضطرابات النفسية بمثابة حماية لمستقبل الوطن بأكمله، إذ إنّ الشباب يمثلون الأعمدة الرئيسية التي يتعين الاعتماد عليها من أجل تحقيق التقدّم والرفاهية للمجتمع، وفي سبيل ذلك هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الدولة ومؤسسات المجتمع المدني من أجل تحصين الشباب وزيادة مناعتهم ضد الاضطرابات النفسية؛ ولهذا فهناك واجبات مطلوب من الشباب الالتزام والتقيد بها في هذا العالم المتغير للحفاظ على صحتهم النفسية.

واستعرض د. قويدري خلال ورشته مفهوم الصحة النفسية وأهمية انسجام الفرد مع ذاته لتمكينه من القيام بواجباته على أكمل وجه، كما نوّه أن الصحة النفسية الجيدة هي حالة من العافية يتمتّع بها الأفراد تمكّنهم من إدراك قدراتهم والتعامل مع الضغوط العادية للحياة والعمل بشكل منتج للمُساهمة في عجلة الإنتاج.