728 x 90



img

الدوحة ـالراية:

نظّمت جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» محاضرة بعنوان:» كيف تبني دافعيتك للنجاح» تحت رعاية جمعية قطر الخيرية الشريك الإنساني وضمن فعالياتها المدرسية الخاصة بالعام الدراسي الحالي، تحدثت فيها المرشدة النفسية المجتمعية ظبية حمدان المقبالي، واستهدفت طالبات مدرسة الخور الثانوية.

في مستهل محاضرتها عرفت المقبالي «الدافعيّة» عند علماء النفس بأنها مصطلح يدل على سلوك الأشخاص في المواقف المُختلفة؛ حيث إنّه يدل على العلاقة الديناميكيّة بين الكائن الحي ومُحيطه، ويضمّ العوامل الفطريّة والمُكتسبة؛ الخارجيّة منها والداخليّة، الشعوريّة واللاشعوريّة، وكذلك كل ما يتعلق بالنشاط الذهني والحركي، وهي مجموعة من الحوافز الموجودة في سلوك الكائن الحي، سواء أكان إنساناً أم حيواناً. وقالت: إن السلوك الإنساني يختلف عن غيره بأنه قائم على اختبارات واعية، ودوافع موجودة في اللاوعي، وعلماء النفس يستخدمون مصطلح «الدافعية» للتعبير عن الحالة الداخليّة النفسيّة التي تدفع الشخص نحو سلوك معين لتحقيق هدف ما؛ فهو قوة محركة للسلوك؛ فالطالب يدرس ويجتهد لتحقيق هدف النجاح، والوصول إلى مركز اجتماعي معين، وهذه الدوافع نستنتجها من السلوك الصادر عن الشخص، فالسلوك المتوجه للاختلاط بالناس يكون دافعه اجتماعياً، وإن كان متجهاً إلى الطعام، يكون الدافع الجوع، وإن اتجه إلى الشراب، يكون الدافع العطش.

وفيما يتعلّق بأنواع الدوافع، قالت المُحاضِرة: تتعدد أنواع الدوافع، فمنها ما هو داخلي، ومنها ما هو خارجي؛ ومن النوع الأوّل:

الدوافع الفطريّة، وهي الدوافع التي يولد بها الإنسان، وهي ملازمة له غريزياً، ويشترك فيها جميع الكائنات الحيّة، فلا حاجة إلى تَعلمها، ومن ذلك الجوع والعطش، والجنس، والأمومة.

والدوافع المكتسبة: وهي تلك التي يكتسبها الإنسان من بيئته، ومن خلال تفاعله مع المُجتمع؛ فهي دوافع مُتَعَلمة، كالدافع إلى الحب، والتقدير، والأمن، والاستقلاليّة، والتحصيل.

ودوافع التنبيه: وتشمل التنبيه الحسيّ، والاستكشاف؛ فهذه الدوافع تجعل الإنسان يحافظ على مُستوى ثابت من التنبيه، وهذا عكس الدوافع الفطرية، كدافع الجوع، التي تعمل على خفض التنبيه، فمهمة دوافع التنبيه المحافظة على نشاط الإنسان، وذلك بمدّه بدرجة معيّنة من الإثارة.

ومن دوافع الخارج، دوافع التعلم، ومنها المعلم، وإدارة المدرسة، وأولياء الأمور، والأصدقاء، فقد يندفع الطالب إلى التعلم إرضاءً لوالديه، أو إرضاءً لمعلمه، وهذه الدافعية تنبع من المتعلم نفسه، فيندفع إلى التعلم بناءً على رغبة داخليّة إرضاءً لذاته.

وعن أهمية الدافعيّة: قالت المرشدة النفسية المجتمعية: للدافعية فوائد كبيرة تعود على الفرد والمجتمع بشكل عام ومنها:

أنها تساعد الإنسان على اكتشاف نفسه، والتعرف عليها، والتصرف وفقاً للظروف والمواقف.

ويكتسب الفرد القدرة على تعليل تصرفات غيره، فمثلاً: الأم في بيتها ترى مشاغبة أطفالها سلوكاً مرفوضاً، ولكنها إن عرفت أن هذا السلوك نتيجة فقد الطفل إلى العطف، وأنه بسلوكه يسعى إلى لفت انتباهها، فإن ذلك سيُساعدها على تغيير سلوكهم.

وتساعد على تحسين السلوك الإنساني عند معرفة دوافعه، وبالتالي فبالإمكان توجيه هذا السلوك إلى وجهات تقيد المجتمع والفرد.

وتلعب دوراً إيجابياً، ومهماً في ميدان التوجه والعلاج النفسي، لأهميتها في تفسير سلوك الأفراد واستجاباتهم.

ولها دورها المهم في بعض الميادين، كميدان التربية والتعليم، والقانون.

ولتحقيق الزيادة في الدافعية نصحت المُحاضرةُ بعدة أمور منها:

قيام الفرد بتحديد أهدافه بشكل واضح. واهتمام الفرد بكافة المحفزات التي يمكّنه الحصول عليها عند الوصول للهدف.

وحل كافة المشكلات التي تواجهه بالطرق الإيجابيّة بعيداً على القلق والتوتّر والعصبيّة، واستخدام إستراتيجيات مدروسة وفعالة لهذا الغرض.

واختيار الطرق البسيطة والسهلة قدر الإمكان، والابتعاد عن الطرق الصعبة وغير الواضحة.وتعويد النفس على تحمل مسؤولية الفشل أو النجاح.