728 x 90



img


يمثل القلق النفسي المرتبة الأولى في الإنتشار بين الامراض النفسية وهناك فرق بين القلق الطبيعي المرغوب كالقلق مثلاً أيام الإمتحانات وبين القلق المرضي الذي نحتاج إلى تدخل الاطباء
وتظهر الأمراض النفسية على شكلين :
الشعور بالعصبية أو التحفز والخوف وعدم الإحساس بالراحة .
الأعراض الفسيولوجية الجسمية كخفقان القلب او رعشة اليدين أو آلام الصدر وبرودة الأطراف وإضطربات المعدة وغير ذلك والقلق النفسي أيضا يؤثر على التفكير والتركيز ممايكون له مردود سلبي على التحصيل الدراسي أو العملي .
مدى إنتشار القلق النفسي المرضى :
كل شخص بين أربعة أشخاص يعاني من القلق النفسي خلال فترة حياته ,و 17.7% في أي وقت في السنة يعانون من القلق , وتزيد نسبة القلق النفسي في المجتمعات البسيطة والفقيرة .
أسباب القلق النفسي :
أسباب ناتجة عن الأفكار المكبوته والنزعات والغرائز ممايؤدي إلى القلق وهي مايسمى بالعوامل الديناميكية .
العوامل السلوكية بإعتباره سلوكا مكتسبا مبينا على مايعرف بالتجاوب الشرطي.
عوامل حيوية بإثارة الجهاز العصبي الذاتي ممايؤدي إلى ظهور زمرة من الأعراض الجسمية وذلك بتأثير مادة الأبنفرين على الأجهزة المختلفة النور إبنفرين (Norepinephrine) والسيروتونين (Serotonin) والجابا ( GABA)
العوامل الوراثية : أثبتت الدراسات وجود عوامل وراثية واضحة في القلق النفسي لاسيما في مرض الفزع
وعندما نتحدث عن القلق النفسي فإننا نتحدث عن مجموعة من الأمراض التي تندرج تحت هذا المسمى وكل مرض يتميز ببعض الخصائص المميزة له , من هذه الأمراض :
الفزع والخوف البسيط
رهاب الخلاء
الخوف الإجتماعي
الوسواس القهري
حالات القلق الحاد
القلق العام
القلق الناتج عن الامراض العضوية أو استخدام الادوية
القلق النفسي المصاحب للإكتئاب

الفزع :
الفزع عبارة عن نوبات من الخوف والقلق الشديد المصحوب بأعراض جسمية والتي تحدث فجأة وتصل ذورتها في خلال عشرة دقائق , ومن هذه الأعراض خفقان القلب والعرق والرعشة وصعوبة التنفس والإحساس بالإختناق ألم الصدر والغثيان إضطراب الهضم والإحساس بالدوخة والصداع والخوف من الموت حيث يعتقد المريض أن تلك النوبة ليس إلا أعراض الموت الجهاز العصبي ورغم أنها تعرف بمفاجأتها للمريض إلا أنها قد تحدث عقب إثارة شديدة أومجهود عضلي اوجنسي او مصحوبة بشرب كميات من القهوة او الخمرة.
الخوف الإجتماعي :
وهو الخوف الشديد والمستمر في المواقف الإجتماعية التي لاتثير الخجل لدي الآخرين ويحدث للمريض الإرتباك والشعور بالإحراج من تلك المواقف التي تحدث أمام الىخرين اومقابلة شخص ذو مسؤوليات أعلى أو الأكل والشرب أمام الاخرين وتصل نسبة إحتمال الإصابة بالخوف الإجتماعي 13% من الناس يؤدي هذا الخوف إلى تعريض علاقات المريض الإجتماعية والعملية إلى التأثر والتدهور , ويصحب الخوف اعراض جسمية كالخفقان وسرعة التنفس وجفاف الفم ورعشة الاطراف .
الوسواس القهري :
هو عبارة عن غضطراب الأفكار او الأفعال ويستغرقوقتا طويلا من المريض وقد يعيق المريض عن اداء واجباته ومسؤولياته ويظهر على شكلين :
وسواس الأفكار :
وهوعبارة عن افكار ملحة ومستمرة أو شعور او صورة غير سارة يعرف المريض بسخافتها ولا يستطيع كبتها , وعادة ماتكون الأفكار حول الدين والطهارة أو الجنس او المرض , كالتفكير في الإصابة بمرض ما كالإيدز مثلا او مرض جنسي او مرض في القلب أو السرطان مثلا , وكثيرا مايتجه المرضى إلى العيادات غير النفسية للبحث عن مشاكلهم , يصحب الإكتئاب النفسي أكثر 50% من الحالات.

وساس الافعال:
وهو تكرار افعال معينة كتكرار الوضوء او تكرار الصلاة او اجزاء منها او غسل اليدين او الاستحمام وقد تستغرق وقتا طويلا
الشك المرضي:
الشك من الناحية اللغوية : يعني الارتياب حول صدق وامانه الاخرين والشك من الظواهر الشائعة بين الناس وان كان الكثير لا يفصحون عنها ويمكن تقسيم الشك الى ثلاث انواع :-
1- الأول : الشك العادي المقبول : كل شخص يحتاج الى درجة بسيطة من الشك لحمايته من الوقوع في بعض الاخطاء والتأكد والتيقين من الامور قبل الاقدام عليها خاصة اذا كانت مبنية على خبرات سابقة او تقعات اكتسبت من خبرات الاخرين وكما قال ديكارت الفيلسوف الفرنسي انا اشك اذاً انا افكر ، أنا افكر اذاً انا موجود فالشك في هذه الحالة هو لحظة مؤقتة ننتقل بعضها للحقيقة او نتوصل اليها
2- الثاني : الشك الملازم لشخصية الانسان ويكون سمة من السمات الشخصية الشخص الذي يتصف بهذه السمة يجد صعوية كبيرة في التواصل الاجتماعي مع الناس حتى اقرب الناس اليه في كثير من الناس وتتسم الشخصية الارتيابية ( الشكاكة) بالعلامات التالية
الشك بدون دليل مقنع بان الاخرين يستغلونه او يريدون له الاذى أو يخدعونه
شكوك مسيطرة في ولاء او امكانية الثقة بالاصدقاء والزملاء
التردد كثيرا في اطلاع الاخرين على أسراره خوفا من أن تستغل يوما ما ضده بشكل اوبآخر
تفسير الاحداث أو ان ورائها نوايا خبيثة
الحقد المستديم وعد القدرة على الصفح والغفران
يرى في اي شئ يحدث من حوله تعديا عليه اوإساءة له
شكوك متكررة في الزوج بدون دليل واضح
إن هذا التوجه في التفكير والغنفعالات والسلوك يشمل جميع نواحي الحياة وكل الناس بدون غستثناء إن كان نصيب البعض اكبر مثل( الزوجة والابناء والأقارب والزملاء)
3- الثالث ” الشك المرضي” : وفيه يعاني الفرد من اوهام إضطهادية يعتقد من خلالها ان الأخرين يريدون إيذاءه أن هناك مكائد ومؤمرات تحاك ضده , وهذا الشك لاينمو مع المرء منذ صغره ولا يشمل جميع الناس وجميع جوانب الحياة بل يركز على فكرة معينة تصل إلى درجة الإعتقاد الجازم , وهذه الفكرة او الإعتقاد يسيطر على المريض إلى درجة إنها تصبح شغلة الشاغل ويصبح همه دعمها بالأدلة وجميع البراهين , ورغم عدم وجود دليل كافي على هذا الإعتقاد فإنه لايمكن لأي شخص إقناع المريض بأن هذا الإعتقاد غير صائب . ويمكن علاج الشك المرضي بالعقاقير المضادة للذهان حيث أن الأجيال الجديدة من هذه الأدوية ليس لها أضرار جانبية تذكر.

د. مـأمون مبيض
استشاري الطب النفسي، مدير إدارة العلاج والتأهيل
مركز دعم الصحة السلوكية