728 x 90



img

قامت جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» بالتعاون مع مؤسسة «راف» الخيرية، بعقد برنامج تأهيلي وتدريبي، خاص بالاختصاصيين النفسيين السوريين العاملين في مخيمات اللاجئين السوريين ، بغرض تأهيلهم وتدريبهم على كيفية التعامل مع الحالات النفسية من السوريين النازحين، اللذين تعرضوا لانتهاكات الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال قصف منازلهم، أو هدمها، أو اعتقال أو قتل ذويهم، أو من خلال مشاهدتهم لانتهاكات الحرب من خلال التلفاز، حيث تبنت الجمعية هذه الدورة بناء على الدراسات والأبحاث التي تثبت أن أغلب الذين يتعرضون لمثل تلك الحوادث لديهم ميل شديد للعنف، وتغير عام في المزاج، إضافة إلى اضطرابات في النوم والأكل والدراسة والعلاقات مع الآخرين.
شمل برنامج الدورة عدة ورش عمل قدمها فريق متكامل من الاختصاصيين في مجال الدعم النفسي، يتقدمهم الدكتور عثمان العصفور، استشاري ومعالج نفسي متخصص بإدارة الغضب والتطوير الذاتي، والدكتورة شريفة الخميس، استشارية علم نفس الطفل، والدكتورة سعاد البشر، استشارية علم النفس الإكلينيكي، الأستاذة بشاير الزواوي، مرشدة نفسية، والدكتور العربي عطاء الله، استشاري في الإرشاد النفسي.
وقدم الفريق التدريبي ورشاً تدريبية تتناول المواضيع الخاصة بالأطفال والصدمة النفسية، وكيفية التعامل مع الفقدان والضغوط، بالإضافة إلى كيفية التخلص من الوساوس القهرية وإدخال العلاج باللعب لدى الأطفال الذين تعرضوا للصدمات النفسية، كما تم التطرق أيضاً إلى نظرية الاختيار، وكيف يتم اختيار الأفعال والسلوك، وعدم الخضوع للظروف والمواقف المحيطة، فيما قدمت الورش التدريبية أيضاً للمتدربين الآلية في كيفية مساعدة الأطفال الذين يتعرضون إلى ضغوط نفسية بسبب حالة اللجوء التي يعيشونها.
وعن فاعلية الدور الذي تكفلت به الجمعية مختارة في التخفيف من معاناة اللاجئين السوريين، قال الدكتور العربي عطاالله ممثل الجمعية في هذه الدورة: «لقد سعينا من خلال هذه الدورة الهامة إلى زيادة التركيز على الطفولة والأطفال الذين تعرضوا إلى كثير من مشاهد القتل والعنف بأنواعه، فلا بد من إعادة ترسيخ الشعور بالأمن والحماية من خلال تهدئتهم وطمأنتهم لتشجيعهم على مواصلة الأنشطة الاعتيادية اليومية، وكذلك خلق البدائل لهم ومساعدتهم في فهم انطباعاتهم وردود أفعالهم تجاه المواقف والخبرات الصادمة والتحدث مع الطفل عن الأوضاع التي تخيفه، كما سعينا إلى مساعدتهم للتغلب على الخوف وتقديم العلاج المناسب النفسي لمن يشعر بالصدمة النفسية جراء ما تعرض له من أحداث».
من جانبه، أكد السيد حسن الغانم ، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، على أن هذه الخطوة تأتي ضمن اهتمامات الجمعية ورسالتها السامية، التي تسعى إلى نشر معاني الصحة النفسية السليمة بين جميع أفراد الشعوب العربية بشكل عام والمتضررين منهم بشكل خاص. وأضاف: «كما جعلنا الأطفال المتضررين هم هدفنا الأول من تلك الدورة، فمتى تمكن المربي أو المرشد النفسي من فهم المشاكل النفسية التي قد يتعرض لها الطفل في مثل تلك الحالات وكيفية التعامل معها فسيكون قادراً على جودة العمل والأداء ومساندة الأطفال في التخلص من كل تلك الأعباء النفسية التي قد يتعرضون لها، إضافة إلى توجيه ذويهم نحو المعاملة الأفضل لهم في ظل الظروف الصعبة وفي ظروف الكوارث التي تتعرض لها الشعوب المضطهدة».
بدوره، أشار السيد محمد البنعلي، المدير التنفيذي للجمعية إلى أن الجمعية تحمل رسالة سامية تهدف إلى زيادة الوعي الصحي النفسي للمجتمع، بهدف زيادة الإنتاجية العامة لدى الدول والأوطان، كما نسعى في الجمعية لتقديم الدعم لمتلقي الخدمات النفسية من خلال البرامج المختصة وتوعية أفراد المجتمع بأهمية الصحة النفسية، والوصول بالفرد لتبني فلسفة عامة في الحياة تسمح له بأن يتصرف بكفاءة ونجاح يتناسبان مع إمكاناته، وأن يوظف تفكيره لتحقيق التوافق الاجتماعي والسلوكي والنفسي والوقاية من الأمراض النفسية.
دورة لـ«وياك» بالتعاون مع «راف» تأهيل اختصاصيين لتقديم الدعم النفسي للاجئين السوريين