دلوني إلى الصواب

التاريخ: 2019-06-01

الإستشارة:

أعيش مع اسرتي الكبيرة9 اشخاص وانا الاكبر بين اخوتي مشكلتي بدأت منذ أن كنت في الصف السابع أمي لا تقوم بواجباتها تجاهنا من اعداد الطعام وتنظيم المنزل ولم تكن تمنع أحدهم من خطأ أو توجهه إلى الصواب بحجة انهم صغار هذا الجو ضايقني جدا ولم أستطع التعامل معه...هربت إلى جدتي فاخبرتها فطلبت مني الصبر عدت إلى المنزل وحاولت التعايش مع الأمر وبعد أن دخلت الثانوية اصبحت اشعر بالضيق وابكي معظم الوقت فبالإضافة إلى ما سبق اصبح ليس لي مجال للترفيه في التلفاز أو غيره...الاولوية دائما لاخوتي الصغارلايوجد عدل واستمر الحال إلى أن انا كنت في السنة الاخيرة في الثانوية تزبزبت بين الأقسام علمي وادبي لم يكن لي هدف محدد وانتهى بي الأمر أن جمدت السنة ودرست العام التالي والحمد لله قبلت في كلية الطب لانها رغبة والدي لا اعلم ما مشكلتي بالضبط ولكني لا استطيع اتخاذ قرار ابدا.لست سعيدة في منزل أهلي.الآن اسرتي متفككة ايضا أمي لا تصر على البقاء معنا وكثيرا تترك اخوتي تحت رعايتي وتسافر عندما تغضب من أبي...أبي صوته عالي وعصبي وكثير الانفعال...اصبحت اخاف الاصوات العالية اتوتر ويرتفع قلبي بالخفقان..امي وابي تكثر نقاشاتهما كل يوم يتناقشون امامنا..امي وابي صحتهما في تدهور..كل هذه الضغوط وأكثر لا أعلم ماذا أفعل حاولت مرة ترك المنزل والسفر للدراسة في الخارج ولكني غيرت رايي لان امي بحاجتي ولكن الآن علاقتي معها متوترة..

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي السائلة حفظك الله ورعاك ، كما أشكرك على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية ، وأسال الله تعالى العلي القدير ان يوفقك لكل خير ، وأن يسهل أمورك .
اعلم أن القلق هو شعور الإنسان بعدم الراحة تجاه شيء ما يمكن أن يحدث وهو غير مؤكد، أو خطر محدق يخاف منه الإنسان؛ فيشتت ذهنه، ويضايقه، ويقلق منامه، ويعكر صفوه! والقلق الشديد والذي يعتبر مرضاً يعتبر عدو النجاح والوصول إلى الهدف المنشود، بخلاف القلق البسيط الذي يجعل الذهن متفتحا ومنتبها لما يدور أمامه!
وهذا الخوف هو خوف وهمي تتخيله أنت من شدة التعب، أو القلق، أو مرت عليك حادثة مؤلمة جعلتك تتخيل كل شيء يحدث أمامك سيضرك ويتعبك، فلما يأتيك هذا الفزع والقلق، فلا تخف، واجعل إيمانك بالله قويا! ولا تفكر في الأمور المجهولة، ولا تشغل بالك بها.
ويجب أن تعلم أن الخوف والقلق لصان من لصوص الطاقة، وهما عائقان في وجه النجاح؛ لأنه يستهلك جميع طاقتك وقواك، ويجعلك تركز تفكيرك على النواحي السلبية التي تكمن في حياتك بدلا من أن تركز في تفوقك، ونجاحك في الحياة.
حاولي أن تواجه هذا الخوف بقوة الإيمان، وقوة اليقين والاعتقاد، وإذا كنت تعيش حياة الفزع والخوف، فإنك ستظل تعيش أسيرا حبيسا للخوف طوال حياتك، وتفني عمرك في الأوهام، بادر بالانطلاق، ولا تفكر في شيء، وأبعد عنك القلق والخوف، عش حياتك بعيداً عن التوتر.
أما في ما يخص البكاء، فهذا راجع إلى عدم القدرة على حل المشكلة؛ فتلجأ إلى البكاء كحل سحري للمشكلة، ولكن الأفضل أن تبقى صامدة صابرة، عودي نفسك الصبر والاحتساب! ولكن لابد أن تعلم أن خوفك من الأصوات العالية ناتج على الجو الذي تعيشنه في البيت سواءا الصراع بين الأب والأم ، أو صراع داخل الأسرة ، فلا تحاولي أن تحملي نفسك فوق طاقتك ولكن حاولي أن تكوني إنسانة إيجابية في البيت ، وكل الذي حدث لك من أمك إعتبريها شيئا من الماضي ولا تفكري فيه كثيرا حتى لا ينعكس ذلك على صحتك .
ولهذا مطلوب منك بنتنا الفاضلة إتباع الخطوات التالية والتي قد تساعدك في التخفيف من الضيق والتوتر الذي تعيشنه :
1- توجه إلى الله تعالى بالدعاء وأنت مخلصة في ذلك بأن يعينك على أمورك ويحفظك من كل مكروه .
2- دربي نفسك على الطمأنينة والهدوء والاستقرار، وعدم النرفزة.

3- حاولي أن تعيش في وسط ينسيك هذا التفكير السلبي الذي يطغى عليك؛ لأن العزلة أحياناً تولد العصبية.

4- أشغل نفسك بما يفيدك في دنياك وآخرتك.
5- إذا أمكنَ أن تمارس تمارين الاسترخاء، وذلك باتِّباع الخطوات التالية:
- اختاري مكاناً هادئاً خالياً من الضوضاء ومشتتات الانتباه.
- استلقي على ظهرك على السرير، أو على كرسيٍ مريح، وتأكَّد من خلو المكان الذي تستلقي عليه من أي أجزاء نافرةٍ أو ضاغطةٍ على بعضِ أجزاء الجسم.
- اصرف انتباهك عن المشكلات التي تُشغل بالك في هذه اللحظة، وفكري في حدثٍ سعيد، مع التَّركيز على إتمامِ وتجويدِ الخطوات التي تقوم بها.
- خذي نفسًا عميقًا عن طريق الأنف، ثم احبسيه بالصدر لمدة 10 ثوان، ثم أخرجيه تدريجيًا ببطءٍ وقوةٍ عن طريق الأنف والفم معًا، وكرر هذا التمرين ثلاث مرات.
- اقبض كفة اليد اليمنى، واضغط عليه بشدةٍ لمدةِ خمس ثوان، ثم ابسطها، ودعيها مسترخيةً لمدة 10 ثوان، ولاحظ الفرق بين التوتر والاسترخاء، كرِّري ذلك ثلاث مرات.
ولتصبح هذه القاعدة مكرَّرة في الخطوات القادمة دونَ الحاجةِ لتكرار ذكرها، وهي: قبضٌ وشدٌ وتوترٌ لمدَّة خمس ثوان، ثم بسطٌ وإطلاقٌ واسترخاءٌ لمدة 10 ثوان، وكرِّري ذلك ثلاث مرات، مع ملاحظةِ الفرق بين التوترِ والاسترخاء في كل مرة.
6- وأنا أنصحك بأن تراجعي أخصائي علاج سلوكي من أجل مساعدتك في التخفيف من الضغوط الأسرية التي تعيشنها .
7- حاولي أن تهتمي بدراستك ولا تفرطي فيها بحجة أنك الصراعات داخل الأسرة أثرت عليك .
نريد أن نسمع أخبارك الطيبة وتغلبك على هذه المشاكل بإيجابية إن شاء الله تعالى .

وبالله التوفيق.