728 x 90



img

أكدَّ مصدر مطلع بجمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك"، أنَّ الجمعية بصدد إعلان حملة وطنية، تحت شعار "لا تحاتي" تستمر 6 أشهر، تزامنا مع اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف العاشر من أكتوبر المقبل، تحت شعار "الوقاية من الانتحار"، بهدف تسليط الضوء على الاكتئاب أحد الاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى الانتحار إذا ما تم علاجه بمراحله الأولى، ويحدث الانتحار على مدى العمر، وهو ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة في أوساط من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً على نطاق العالم.

وأوضح المصدر لـ"الشرق" قائلا " إنَّ الحملة ستتخللها جملة من الفعاليات والبرامج والأنشطة بغرض إذكاء الوعي بقضايا الصحة النفسية، وتعبئة الجهود من أجل دعم الصحة النفسية، والفعاليات ستتضمن بث فيديوهات توعوية عبر حسابات الجمعية على منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تخصيص أجنحة في عدد من المجمعات التجارية، للتعريف بالاضطراب، ولتحفيز أفراد المجتمع للحديث عن معاناتهم بعيدا عن الوصمة، أو الخجل الاجتماعي الذي يصيب المصابين وذويهم."

وكانت قد أعلنت مؤسسة حمد الطبية في وقت سابق من العام الماضي، انَّ الاكتئاب والقلق من أكثر الأمراض والاضطرابات النفسية انتشاراً في الدولة بنسبة تقدر بحوالي 17.5 %، وتتنوع أغلب حالات القلق والاكتئاب التي تستقبلها عيادات الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية بين حالات بسيطة أو متوسطة يتم علاجها دون اللجوء لأي أدوية طبية، أما الحالات الشديدة والمعقدة فلا تتجاوز نسبتها 20%، وتعد الفئات العمرية الأكثر إصابة بالاكتئاب هي الفئة بين 30 و40 عاماً.

وحذر مختصون من الاستسلام للاضطرابات النفسية، لاسيما الاكتئاب، داعين لضرورة الانتباه لأعراضه المختلفة التي تظهر في صورة تدني المزاج مع الشعور بالحزن في أغلب الأوقات، عدم القدرة على الاستمتاع بالحياة وفقدان الرغبة والاهتمام، بالإضافة إلى اضطرابات النوم وتدني الأداء البدني والفكري والعاطفي، وظهور أعراض تدني الصحة العامة دون وجود سبب عضوي، إذ تعتبر من أكثر الأعراض انتشاراً بالمجتمعات العربية نظراً لعدم القدرة على التعبير عن الأعراض النفسيّة؛ حيث يبدأ الشعور بالصداع وآلام البطن وآلام في مناطق متفرقة من الجسم، وقد تتطور الحالة في حالة عدم اللجوء للتشخيص السليم إلى إلحاق الأذى بالنفس أو اللجوء للانتحار بنسبة تتراوح من 10 - 15 % من الحالات غير المعالَجة.

وينجم الاكتئاب بناء على منظمة الصحة العالمية عن نوع من التفاعل المعقد بين العوامل الاجتماعية والنفسية والبيولوجية، ويكون من عانوا من أحداث حياتية صعبة أكثر تعرضاً للاكتئاب، ويمكن أن يؤدي الاكتئاب بدوره إلى المزيد من التوتر وعدم القدرة على أداء الوظائف وتردي حياة الشخص المصاب والاكتئاب ذاته، كما أنَّ هناك علاقة متبادلة بين الاكتئاب والصحة البدنية، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤدي الأمراض القلبية الوعائية إلى الاكتئاب، والعكس صحيح.

وقد ثبت أن برامج الوقاية تحد من الاكتئاب، وتشمل النُهج المجتمعية الفعالة للوقاية من الاكتئاب البرامج المدرسية لتعزيز نمط التفكير الإيجابي لدى الأطفال والمراهقين، إن تقديم تدخلات لآباء وأمهات الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية قد يحد من أعراض الاكتئاب لدى الوالدين ويحسن الحصائل بالنسبة لأطفالهم، ويمكن أن تكون برامج التدريب لكبار السن فعالة كذلك في الوقاية من الاكتئاب.

وعلى الرغم من وجود طرق علاج معروفة وفعالة لعلاج الاكتئاب، نجد أن أقل من نصف عدد المتضررين في العالم (أقل من 10% في كثير من البلدان يتلقون مثل هذا العلاج)، وتشمل العوائق التي تقف حائلاً امام الحصول على الرعاية الفعالة نقص الموارد، وعدم كفاية مقدمي الرعاية الصحية المدربين، والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالاضطرابات النفسية، وهناك عائق آخر يقف أمام تقديم الرعاية الفعالة يتمثل في عدم دقة التقدير، ففي كثير من الأحيان تشخيص حالة من يعانون من الاكتئاب بشكل صحيح، ويتم تشخيص حالة الآخرين ممن لا يعانون من هذا الاضطراب في كثير من الأحيان بشكل خاطئ مع وصف مضادات الاكتئاب لهم.