728 x 90



img

أكد مشاركون في ندوة «الرياضة والصحة النفسية - تكامل اللياقة»، أهمية دور الرياضة في بناء المجتمعات، وأن هناك علاقة قوية بين علم النفس ومختلف جوانب الحياة. وقالوا خلال الندوة التي أقامتها جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، بمناسبة اليوم الرياضي للدولة، إن الرياضة مقوم أساسي من مقومات بناء المجتمعات.
حضر الندوة التي أقيمت أمس في الحي الثقافي «كتارا» تحت رعاية سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، عدد من الشخصيات الرياضية والإعلامية والمجتمعية، وبدعم من جمعية قطر الخيرية «الشريك الإنساني».
ناقشت الندوة العديد من القضايا المرتبطة بدور الصحة النفسية في تعزيز الأداء الرياضي والمقومات النفسية لتنشئة جيل رياضي من النخبة، وكيفية التعامل مع ضغوطات الأداء والصمود النفسي لدى رياضيي النخبة والإعلام الرياضي، وأثره على هذه الفئة من الرياضيين ودور الجوانب النفسية في الأداء الرياضي للأشخاص ذوي الإعاقة.
أدارت الندوة الإعلامية ابتسام الحبيل بقناة بي إن سبورت، وتحدث فيها الأستاذ سعد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، والكابتن أحمد خليل حارس المرمى السابق للمنتخب القطري لكرة القدم، والدكتور ناصر المنافي الاستشاري النفسي.
وأكد الأستاذ سعد الرميحي في مستهل الندوة أهمية التصالح مع النفس، وقال: «أهداني صديق منذ سنوات كتاباً بعنوان: (التداوي بالركض) لمؤلفه جيمس فيكس، وكنت أعتقد أن الكتاب يتحدث عن كيفية وآلية الجري فلم أهتم به بادئ الأمر وأهملته لسنوات»، وأضاف: حين قررت قراءة الكتاب وجدت أنه يتحدث عن موضوع مختلف عما دار في خلدي؛ ويتناول كيفية ربط الرياضة بالعامل النفسي، ولما تعمقت به وجدت أن علم النفس يرتبط بالرياضة ارتباطاً وثيقاً.
وأضاف أن التجربة أثبتت أن علم النفس ضروري جداً في حياتنا وفي مختلف تعاملاتنا؛ لافتاً إلى أن الرياضة مقوم أساسي في بناء المجتمعات، وأن تعزيز العلاقة بين الرياضة والصحة النفسية بات ضرورة من المتعين التأكيد عليها.
ومن جانبه تحدث الكابتن أحمد خليل عن تجربته مع دور العامل النفسي في بناء شخصيته الرياضية، وقال: «إن تجربتي بدأت في العام 1992 ببطولة خليجي 11 بالبحرين، مع خسارة قطر أمام الكويت، فقد كانت من العوامل التي دفعتني إلى التفكير في الاعتزال، لكني قررت التحدي والاستفادة من التجارب الصعبة».
وأضاف: قررت أن أتحدى نفسي في صمت، حتى عدت أكثر قوة وحققت بطولات، بعد تجاوز هذه المحنة التي تعرضت فيها إلى التجريح من وسائل الإعلام.
ومن جانبه أشاد الدكتور ناصر المنافي بعرض تجربة الكابتن أحمد خليل الذي استطاع أن يتغلب على الإحباطات، وأن يرتقي بنفسه كحارس قوي حقق انتصارات كثيرة كان البطل فيها العامل النفسي.
وأضاف أن كل واحد منا معرض للإصابة النفسية بسبب ظروف قد تكون خارجة عن إرادته، وأن الرياضيون ليس استثناء وهم يمرون بمراحل اكتشاف مواهبهم وتهيئتهم وتعليمهم وخضوعهم للتمارين من أجل المنافسة ثم من أجل الفوز، لافتاً إلى أن الرياضي مطالب بالثبات في مواجهة المصاعب التي قد يواجهها.
وأوضح أن الاستسلام والضعف أمام هذه الصعوبات سيكون له أثره البالغ في إضعاف الرياضي وخضوعه وسقوطه في براثن العديد من المشكلات النفسية، مثل القلق والاكتئاب والعزلة.
وشدد على ضرورة أن لا يضعف الرياضي في مواجهة الصعاب وعليه أن يواجه الأمور بشجاعة.
وأشار المنافي إلى أهمية قيام الجهات المعنية بتقديم الدعم النفسي للاعبين حتى يتسنى لهم أن ينتصروا وأن يتفوقوا في الملاعب.

سعد الرميحي: ارتباط وثيق يدعم بناء العقل والجسم
قال الأستاذ سعد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، «إن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الصحة النفسية والرياضة، نظراً لأن الرياضة من المقومات الأساسية لبناء العقل والجسم.
وأضاف في تصريحات صحافية على هامش الندوة، «أن الرياضة هي المتنفس لدى الكثيرين ممن يواجهون بعض المشاكل».
ونوه بأن دمج الرياضة مع علم النفس خطوة عظيمة تهدف إلى تثقيف المجتمع وتوعيته بأهمية الربط بين الجانبين للاستفادة منهما، لافتاً إلى أن معظم الأندية الكبرى في العالم لديها طبيب نفسي لمرافقة اللاعبين وحل المشاكل النفسية التي قد يتعرضون لها بسبب الظروف المختلفة.

محمد البنعلي: خطة لتخريج 100 مرشد نفسي خلال 2020
كشف السيد محمد البنعلي المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، عن أن مجلس إدارة الجمعية يركز على تخريج ما يزيد عن 100 مرشد نفسي ومجتمعي في 2020، سعياً إلى تثقيف المجتمع أكاديمياً، منوهاً بأن مجلس الإدارة يركز في خطة العام الحالي على الندوات التعريفية لشرائح المجتمع كافة.
وأكد في تصريحات صحافية على هامش ندوة «الصحة النفسية والرياضة.. تكامل اللياقة»، أن أهمية الإرشاد النفسي تكمن في تقديم خبرات مؤهلة في مجالات علم النفس والتشخيص والاستشارات النفسية. وأوضح في هذا السياق أن المرشدين النفسيين سوف يساعدون الجمعية في المستقبل على القيام بدورها.
وقال البنعلي: «إن الجمعية ارتأت إقامة الندوة تزامناً مع احتفالات اليوم الرياضي للدولة، انطلاقاً من أن الرياضة من العلاجات النفسية الطبيعية والمؤثرة في المجتمع».
وأوضح أن الجمعية حرصت على أن تكون هناك مشاركة من طلبة المدارس، وكذلك من السيدات، للتأكيد على أن الرياضة ليست للرجال فقط، لافتاً إلى الحضور في الندوة يتجاوز 220 مشاركاً، وأن كثافة المشاركة سوف تكون المعيار لقياس مدى إمكانية إقامة مثل هذه النوعية من الندوات التعريفية.
وأكد أن مواصلة «وياك» إقامة الندوات التثقيفية يحتاج إلى المشاركة المجتمعية حتى تكون مؤثرة، لافتاً إلى أن أثر الرياضية على الصحة النفسية موضوع حيوي لم يتم التطرق إليه.

حسن الغانم: تعزيز الصحة النفسية
بالمجتمع عبر بوابة الرياضة
أكد سعادة السيد حسن بن عبد الله الغانم، نائب رئيس جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، أن الجمعية تزامناً مع اليوم الرياضي للدولة تحاول نشر ثقافة الرياضة وتعزيز الصحة النفسية في المجتمع.
وقال سعادته «إن الكثيرين يجهلون دور الرياضة في الصحة العامة، ويعتقدون أنها فقط لإنقاص الوزن، ولا يدركون علاقتها بالصحة العامة، والعقلية والنفسية والجهاز العصبي».
وأضاف قائلاً: إننا نحاول تعزيز الثقافة الرياضية في المجتمع ودعم صحته النفسية عبر بوابة الرياضة والتوعية بأهميتها، لافتاً إلى أهمية دور الإعلام في ترسيخ مفهوم وثقافة الرياضة في المجتمع، وعلاقتها الإيجابية بالصحة النفسية والعامة للإنسان.
وأوضح أن التوجه التوعوي فيما يتعلق بتعزيز الرياضة في المجتمع موجود في الجمعية، لافتاً إلى أن الجمعية حشدت المختصين في هذه الندوة لنشر ثقافة الرياضة في المجتمع.
وقال : إن «وياك» تركز على نشر الثقافة الرياضية في المجتمع، معرباً عن أمله في أن يساهم الإعلام بدوره في مجال نشر الوعي الرياضي في المجتمع.

المهيزع يروي تجربته مع الإصابة
عرض خلال الندوة فيديو مصور لجاسم المهيزع النجم القطري، لاعب الشمال ومنتخبنا الوطني الأسبق لكرة القدم، المعتزل بسبب الإصابة.
وقد حكى المهيزع خلال الفيديو كيف استطاع التغلب على المصاعب التي واجهته بعد حادث سيارة، وكيف أنه نجا من الحادث بعناية الله، وظل يتلقى العلاج لفترة طويلة في الداخل والخارج، لافتاً إلى ضرورة تحدي الظروف القاهرة وعدم فقدان الثقة.