احدى مؤسسات المجتمع المدني القطرية التي تعنى بنشر الوعي حول الصحة النفسية، التدريب والتأهيل للكوادر العاملة في المجال وذلك بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات العلمية المعتمدة.
عرَّفت منظمة الصحة العالمية الصحة النفسيه على أنها: خلو الفرد من الأمراض العقلية والنفسية والتكامل والتناسق بين الناحية الجسمية والنفسية والاجتماعية في الفرد.
ونحن نؤمن بأن الصحة النفسية هي حالة من الرفاه النفسي تمكّن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة، وأن يشعر بالرضى عن ذاته بكل مافيها من إيجابيات وسلبيات، وأن يتوافق مع الآخرين من حوله، حتى يستطيع تحقيق أهدافه ويساهم بشكل فعال وإيجابي في بيئته ومجتمعه.
ونصل للصحة النفسيه بـ :
كلنا نتعرض للصدمات النفسية في حياتنا، نتعرض لمشاعر القلق، التوتر، الضغوطات نفسيه وقد يكون هذا التعرض لفترة طويلة وقد تكون هذه المشاعر والضغوطات شديدة ... كل ذلك قد يفوق قدرة الشخص على التحمل مما يولد إضطرابات نفسية، يكون لها أعراض يمكن ملاحظتها ورصدها:
مثل الكآبة، الخمول وفقدان الحافز بشكل يعيق الحياة، التقلب الحاد في المزاج، العزلة الإجتماعية والإنسحاب، اختلال النوم بشكل واضح (زيادة أو نقصاً)، إنفعالات غير منطقية ... الخ.
إذا إستمرت هذه الأعراض لفترة طويلة فنحن أمام اضطراب نفسي، وإذا تم إهمال الإضطراب أو التعامل معه بشكل خاطئ من قبل المحيط الإجتماعي فقد يتحول هذا الإضطراب لمرض نفسي كـ :
الإكتئاب، الوسواس القهري، العزلة الإجتماعية، عدم تقبل الذات، اضطراب مابعد الصدمة .... الخ.
وقد يولِد هذا الإهمال أمراض أخرى تضاف للمرض الأول، مثل أمراض الإدمان السلوكي أو إدمان المخدرات أو الكحوليات أو قد تتحول لمرض عقلي يعيق الإنسان بشكل كامل عن أداء دوره في الحياة، أو قد تؤدي في بعض الحالات للإنتحار (الإكتئاب الحاد).
في الغالب الأعم لا يشكل المريض النفسي أي خطر على من حوله، هو فقط يحتاج لمساعدة من شخص مختص، حتى يكمل حياته بشكل طبيعي وفعال، أي يحتاج الإنسان لجلسات علاج نفسي، ولا يستخدم العلاج الدوائي إلا في الحالات الشديدة.
فبعد أن يتم تشخيص المشكلة والتأكد من وجود الإضطراب. يتم عبر جلسات متعددة إعادة بناء التوازن النفسي، ومواجهة المخاوف التي يجب أن تُواجَه، والتصالح النفسي مع الذات والمجتمع، وبناء قناعات جديدة ... الخ.
كل ذلك لإستعادة الصحة النفسية وتجاوز الإضطرابات التي قد تمر بأي إنسان، وتحصينه من الإنتكاس في هذه الإضطرابات مرة أخرى.
الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي كبير جداً، فالمريض النفسي يشعر بأزمته النفسيه، يشعر بالضغط، بالضيق، يحس بنوبات الهلع، ويتمنى أن تنتهي هذه الأعراض ... ولكنه لا يستطيع حل مشكلته بنفسه. أما المريض العقلي فهو لا يعرف أنه مريض أو أنه يعاني من مشكلة ويظن أنه طبيعي.
ولكن كل المحيط الإجتماعي سيلاحظ أعراض الأمراض العقلية:
الهلاوس (السمعية أو البصرية أو الشمية ... الخ)، الأوهام وقناعات المريض بقصص وتصورات لا صلة لها بالواقع، اضطراب الحديث حيث يتحدث المريض بسرعة لدرجة غير مفهومة أو الإنتقال بين المواضيع المختلفة بدون وجود أي رابط بين هذه المواضيع أو استخدام كلمات خاطئة في التعبير ... الخ.
وعلاج الأمراض العقلية يتم أولاً بشكل دوائي ثم نفسي، وفي كثير من الحالات يحتاج المريض لعزل عن المجتمع ورعاية كاملة، والغاية هي السيطرة على محفزات المرض والحد من الأعراض المصاحبة، حتى نصل في النهاية إلى إستعادة الأنشطة اليومية الطبيعية ضمن المجتمع.
في 10 / 10 من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للصحة النفسية.
وفي كل عام يتم إطلاق عنوان لهذا اليوم، "الصحة النفسية حق عالمي من حقوق الإنسان" كان عنوان عام 2023.
ونحن نقول:
كما أن العقل السليم في الجسم السليم فإن الفرد السليم في المجتمع السليم هو الغاية التي نطمح لها في جمعيتنا "جمعية أصدقاء الصحة النفسية".