728 x 90



img

استيقظت الأم باكراً لإيقاظ أبنائها و تجهيزهم من أجل الذهاب لمدارسهم ، من بينهم أياد صاحب ال 10 سنوات ، و كعادتها كل يوم تتحدث معهم أثناء تناول طعام الافطار و تُملي عليهم اللَّاءات الصباحية : ( لا تتعاركوا مع بقية الاطفال و لا تلعبوا بأقدام حافية، لا تعبثوا بأية وصلات كهربائية ، ولا تتحدثوا مع الغرباء ، لا ولا ولا …..)
وفي حال احتجتم لأي شيء أو حدث أمر طارئ فأطلبوا من إدارة المدرسة الاتصال بالسائق ( ميجان ) و هو يعرف ماذا يفعل ، نعم هو يعرف ماذا يفعل !
في ذلك اليوم تأكد لها ما بدأت تلاحظه خلال الأيام القليلة الماضية ،حيث لاحظت أنه كلما ذُكر اسم السائق و أثنت عليه فإن إياد يطأطأ راْسه و يسرح في تفكيره و يقطع حديثه معها ، بل بات يرفض قطعاً الذهاب قبل اخوته إلى السيارة كعادته من قبل للجلوس بجوار النافذة … ليس هذا فحسب بل طرأت عليه تغيرات متعددة في نومه و أكله و ميله الجلوس منفرداً في غرفته و أيضاً احمرار عينيه المتواصل التي يوحي بنوبات بكاء ينكرُ أياد حدوثها ، أضف إلى ذلك مشيته الغريبة و جلوسه في الحمام لفترات طويلة .
في هذه اللحظة أفاقت الأم من غفلتها و أخذت تسترجع هذه الأعراض التي ظهرت على أياد خلال الأسبوعين الماضيين ، ضمت ابنها بقلب أم مشفقة ، وسألته : ما بك يا حبيبي ؟
لم يحتمل عصارة الألم أكثر من ذلك فانفجر باكياً ، احتضنته أكثر و أخذت تسترجع ما كانت تشتكي منه الشغالة حيث أخبرتها أن ( ميجان ) يتحرش بها بأشكال مختلفة ، و كانت الأم تقلل من خطورة الموضوع و تقنع نفسها و زوجها بأن ذلك مجرد سوء فهم نتيجة اختلاف الثقافة أو حاجز اللغة .
ذهبت الأم إلى زوجها و أيقظته من نومه ليتحقق مما تشك فيه ، فخوفها من مجرد التفكير في سيناريو الاعتداء الجنسي على ابنها من قبل السائق ألجم لسانها و لا تريد الخوض فيه .
لقد تأكد الأب مما كان يدور في خاطر الأم و تحولت شكوكها إلى حقيقة مؤلمة لا بد من مواجهتها .
تُرى ما هو حجم المعاناة التي يعيشها إياد و ما الذي سيترتب عليها مستقبلاً ( يسأل الوالدان بعضهما ) ؟
لمن نلجأ الآن و ما هو التدخل العلاجي الذي يحتاجه ابننا؟
هل من الأولى إخفاء الموضوع خشية الفضيحة أو طلب المساعدة من الجهات المختصة ؟
كل ذلك سنجيب عليه في المقالات المتتابعة …
د. خالد احمد عبدالجبار