728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنني أكاد أنهار، فجأة أفقد رغبتي في كل شيء، ويتسلل إلي شعور بأنه لا قيمة لأي شيء، شعور باليأس العميق، والرغبة في الخلاص، أشعر أني حينها على حافة الجنون، وأني محاصرة، لا يمكنني الموت ولا يمكنني الحياة. أكره هذا الشعور، أتمنى لو أنه لا يأتيني، أريد التخلص منه حقًا، ولكنني لا أعلم كيف أعالج نفسي، أنني حقًا أحاول وأقاوم، وأحفز نفسي كثيرًا، ولكن ينتهي كل شيء بالإحباط والفشل، ابدأ بفعل الأشياء بشغفٍ شديد، شديد لدرجة أني لا استطيع النوم من شدة حماسي، وتمتلئ الدنيا بهجة، وأصحو مبكرًا، وابذل الحب والعطاء لزوجي وطفلتي، ثم .. فجأة وبلا سبب أفقد شغفي كليًا، بل أشعر بالتفاهة لأني كنت شغوفة بهذا الشيء، أشعر أنه لا قيمة لشيء، لن يكون هناك قيمة لأي شيء أفعله، ظننت أنه ربما ليس هذا شغفي الحقيقي أو ما أريد فعله بصدق، لكنني خضت مجالات كثيرة، والأمر يتكرر حتى في أبسط الأمور، مثل الخروج في نزهة، أكون متحمسة جدًا خلالها ثم بعد انتهائها أشعر بأنها كانت بلا قيمة. لا أملك القدرة على إنهاء أي أمر ابدأ به، أكاد أفقد الأمل في نفسي كليًا. إنني أتأرجح بين حالة من الاستقرار والسعادة والحماس، وحالة من الحزن واليأس واللامبالاة. أعلم أن هذا امر طبيعي يمر به الجميع، لكنني اشعر مؤخرًا بأن حالتي غير طبيعية، وكذلك زوجي يلاحظ هذا، إنني ازداد سوءًا، وحالات اليأس اصبحت هي الغالبة، لم أعد املك القدرة على الاستيقاظ مهما نمت من ساعات، لا اقوم بمهام المنزل، وإن طبخت فبعد المغرب، لا اطعم طفلتي، واشعر غالبًا بالامبالاة تجاه زوجي، لم يعد يهمني إن كان تناول طعامه أو إن كان غاضبًا مني أم لا، وأشعر بالغضب دائمًا والحساسية لكل شيء، اصرخ عليه وافتعل الشجار معه، واتعمد ايذاءه قولًا وفعلًا، إنني اكره نفسي كرهًا شديدًا، وأرى نفسي بلاء يحطّ في حياة كل من حولي، ازهد في علاقاتي بأصدقائي بأهل زوجي وحتى بأهلي، ورغم ذلك اشعر بالوحدة واتمنى بأن لدي اناس مقربون مني وصديقات اضحك واخرج معهم، إنني ناقمة على كل شيء شيء، على نفسي أولًا، وعلى والديّ، لقد نشأت في أسرة مهتزة، وعانيت أوقاتًا عصيبة خلال مراهقتي، في المدرسة ثم في زواجي الأول الذي انتهي بطلاقي، اشعر بأنني مررت بالكثير من الصعاب، اعلم أن هناك من مرّ بأوقات أصعب ولكن دائمًا اتساءل ما الشيء الاضافي الذي ساحصل عليه جراء مروري بكل تلك الصعاب؟ لماذا هناك أناس يملكون كل ما تمنيت أن املكه؟ اشعر بالظلم، اشعر أني مظلومة من قبل الجميع. ولكن كما يتأرجح شعوري، تتأرجح رؤيتي لنفسي، فأحيانًا أشعر أني أحب نفسي حبًا جمًا! وأني جميلة لطيفة مبتهجة قادرة على تحقيق المستحيل! إنني أحب هذا الجزء مني، وأتمنى أن يكون هو الدائم أو حتى الغالب. أعلم أن الأمر بيدي ولذلك اكره نفسي أكثر، إنني في هذه الدوامة منذ سنوات، لكنها مؤخرًا صارت أكثر ضيقًا، وهذا يرعبني. إنني خائفة، خائفة أن يمر عمري بلا فائدة، لابد أن تكون لمعاناتي نتيجة جيدة، اعلم أن سبب ما أنا فيه هو أنا نفسي، ولكن ماذا عليّ أن أفعل، إنني أقاوم منذ سنوات، ولكنني انتكس سريعًا، انتكاساتي صارت متقاربة، وزوجي بدأ يفكر جديًا في تركي، إنني حقًا إنسانة جيدة، ولكنني لا اعلم ماذا بي، اشعر أني افقد كل شيء، وحين ينجح زوجي في أمر ما أشعر بالدونية، اقارن نفسي دائمًا بالآخرين، والماضي لا يزال يؤلمني، لا استطيع تجاوزه، أحتاج إلى نصيحة تجعلني اعرف نفسي اكثر واعرف كيف اتعامل معها، ماهي المشكلة؟ لماذا ايأس واحبط ولا استمر؟ إنني حين أكون في حالات غضبي وحزني أشعر بانه مبرر لي ان افعل اي شيء، مهما بلغت افعالي من سوء! هل أنا انسانة سيئة؟ كيف اكون جيدة اذَا؟ كيف اكسر هذه الدوامة؟ إنني منهكة جدًا. لقد حجزت موعدًا بالفعل مع طبيب نفسي، لكنه بعد ثلاثة أسابيع، ساعدوني لأتمالك نفسي حتى هذا الحين، لأنني بصدق على حافة الانهيار. آسفة، اشعر بالسوء لأنني كتبت كل هذا، هل ستكون هناك فائدة اصلًا؟ لكنني سأرسله على أية حال. لا تكرهوني، أشعر أنكم ستبتسمون بسخرية عند قراءتكم لكلماتي، ولكن لا بأس، افعلوا ما تشاءون، لا بأس بأي شيء. شكرًا لكم، لابد أن قراءة مشاكل الآخرين ترهقكم، يومًا ما سأكون مستشارة نفسية أيضًا وربما سأعمل معكم في هذا الموقع، سابدأ دراستي الفصل القادم وساتخصص في علم النفس ان شاء الله، لطالما كنت مهووسة به وبمساعدة الآخرين، أتمنى فقط أن لا افقد شغفي تجاهه أيضًا.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة سارة حفظك الله ورعاك كما أشكرك على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية
أنا أهنئك أولا على رغبتك في دراسة علم النفس ، وأنك ستكونين أخصائية نفسية تخدمين نفسك وغيرك ، وهذا الأمر ليس بصعب يحتاج منك إلى همة وجهد ونظرة متفائلة للمستقبل .

عند قراءتي لمشكلتك عرفت من خلالها أنك تريدين أن تحقق النجاح وتصعدين سلم المجد، ولكن تتشتت الأفكار في ذهنك، وهذا ما جعلك تحتار في أمرك ولا تعرف السبيل للخروج من هذا المأزق، وأقول لك: اعلم أنه كلما كان هدفك في هذه الحياة واضحاً بالنسبة لك وكلما كنتِ مؤمنةا بقدراتك، وكلما كنت ملتزمة بها ومثابرة عليها استطعت أن تحقق النجاح بإذن الله تعالى .
وكلما حققت هدفك زاد حماسك؛ فاعمل جاهدة على تحقيق هدفك، فما أستحق أن يعيش من عاش دون هدف؛ لأنه يكون جاهلاً بحكمة الله في خلقه؛ لأننا خلقنا للعبادة والعمل، حاولي أن تضع أولوياتك، وارسم خطتك، وحقق هدفك، وارسم صورةً واضحة في ذهنك تستطيعين أن تحقق مزيداً من الحماس ومزيداً من التميز.

وأنصحك ـ أختي الفاضلة ـ أن توطدي علاقتك بالله عز وجل؛ حتى تكون لديك طاقة إيمانية، والزم دائماً الذكر والدعاء والاستغفار، واسمع إلى قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل همٍ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب).

واحذير لصوص الطاقة الذين يسلبون منك حب النجاح وحب العمل وحب الترقي والصعود إلى المجد، ومن أنواع اللصوص لص تشتت الذهن الذي تعاني منه، وعدم حضور الذهن يعني أنك لا تنتبه، فحاولي أن تحصري قواك الذهنية، واكتب مشكلتك على ورقة، واسأل نفسك أسئلة صريحة، وحاولي أن تكتب البدائل والحلول لهذه المشكلة، وتطبيقها على أرض الواقع، ولا تُشغل نفسك بما ليس مفيداً لك، وتذكري دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم معافى في جسده آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها) فلماذا هذا التفكير والحيرة!؟ استخيري الله تعالى قبل أن تقدم على أي عمل، وإذا اطمأننت له فتوكل على الله، ولا تيأس، والمؤمن كالغيث أينما وقع نفع.
وتستطيعين أن تنجح في حياتك وتصل إلى النجاح وقمة المجد إذا أنت قدرت مهاراتك وذاتك، ولا تحاولي أن تبالغ في شخصيتك أكثر مما تستحق، ولكن يجب أن تبادري بالعمل وتدخل الميدان وتجرب، فقد تسقط أحياناً ولكن لا تتأثر بهذا السقوط؛ فالإنسان الناجح الطموح لا يتأثر بالعواصف، يواصل مسيره إلى أن يصل إلى الهدف المنشود.

واعلم أختي أن النجاح والمجد لا يؤخذ بالتمني، وإنما بالعمل والحركة والجد والمثابرة:

ومانيل المطالب بالتمني **** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

واطمئن، فأنت بخير ولله الحمد، وهذا مجرد ضعف في شخصيتك، فحاولي أن تقويها كما ذكرت لك، وتقدر ذاتك وتحاول أن تعيدي الثقة بنفسك .

وبالله التوفيق.

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما