728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

أواجه صعوبة في تأدية الأمور الدينية مثل الوضوء والصلاة وقراءة القرآن أو الدعاء أو أي شيء له علاقة بالدين بسبب الوسواس الذي يمنعني من ممارسة الشعائر الدينية براحة واطمئنان وأيضا يؤثر علي في بعض الأمور الحياتية أكرر الأشياء أكثر من مرة كالتنضيف والتأكد من الأشياء وأشكك في طهارتي وصحة وضوئي وأيضا يؤدي إلى النسيان عندما أضع الأشياء أو أتذكر بعض المهام التي يجب أن اقوم بها.

الجواب:

أهلا بك في موقعك وياك ونحن سعداء بتواصلك معنا في أي وقت، وبالنظر إلى سؤالك نجد أن الأزمة لا تتمثل في الطاعة ولا في التدين، ولكن تكمن في الوسوسة التي جعلت التدين أمرا مرهقا عليك، وعليه فإذا أردنا تجاوز المشكلة فعلينا ابتداء علاج الوسوسة.
من الأمور الهامة تفهم مسألة الوسواس، فهو كما قال أهل العلم : شأنٌ نفسي، وعلاجه كذلك نفسي، وإننا ندعوك الآن أن تفهمَ معنا طبيعةَ نشاطِ الوسواس، فاعلم -بارك الله فيك- أنَّ الوسواسَ لا ينشطُ إلا في بيئةِ التفكير السلبي، فإذا أردتَّ القضاء عليه فحول كل أمرٍ سلبيٍّ إلى إيجابي، فالوسواسُ سخيف، والإنسان إذا ربطَهُ في فكره بالسخف هان أمره، فردِّد في نفسك: "هذا وسواس، كلامٌ فاضٍ، كلامٌ سخيف"؛ فهذا نوعٌ من التغيير المعرفي المهم جدًّا، وحين يستخفُّ الإنسانُ بشيء فسوف يحتقره، وحين يحتقره سوفَ يحدثُ ما يعرف بفكِّ الارتباطِ الشرطي، أي أن الوسواس يُصبح ليس جزءًا من حالة الإنسان.
اكتب في كل مكان حتى ينطبع في ذاكرتك: الوسواس سخيف، واحتقره فكرياً حتى تصل إلى قناعةٍ أنه فعلاً سخيف.
اعلم أن الله وليُّ من والاه، وإيمانك بالله ويقينك به سيعينك على تجاوز المحنة، وسيعمل على تدميرِ هذا الشعور السلبي، وخاصةً حين تؤمن بأن قضاءَ الله نافذ، وأن الله لا يُقدِّرُ لعبدهِ إلا الخير، والخلق جميعاً لو اجتمعوا على إيذاء أحد لن يقدروا إلا إذا قدَّرَ اللهُ ذلك، وتذكر دائماً حديث عبد الله ابن عباس حين قال: (كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: يَا غُلاَمُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ، وَجَفَّتْ الصُّحُفُ) فلن يستطيع أحدٌ إيذاءك أبداً، ولن يقدر أحدٌ على أن يُصيبك بمكروه، وثق أن
الله حافظ لك. هذا أول ما ينبغي أن تجعله في قلبك، وليكن شعارك قول الله تعالى: {قُلْ لن يُصيبَنا إلا ما كتبَ اللهُ لنا} وستجدُ الاطمئنانَ والبشر، والسَّعادةَ والسرور، وراحة البال، مُلازمة لك.
عندنا في الشريعة قاعدةٌ عظيمةٌ جداً ستُريحكُ إن شاء الله، مفادها: "لا يرحل من اليقين إلا بيقين" بمعنى: إذا جاءك في الصلاة، وأوهمك بأنك أخرجتَ ريحاً، فلا تنصرف؛ لأن هذا ظن، وأتم صلاتك، وإذا جاءك بعد الوضوء مُوهماً إياك بأنك لم تغسل مثلاً وجهك بدونِ بيِّنةٍ واضحة، فلا تنصرف؛ لأن الأصلَ أنك انتهيتَ من الوضوء، وفيه غسل الوجه، وقول الشيطان ساعتها ظن، واستمع معنا إلى هذا الحديث من رواية عبد الله بن زيدٍ بن عاصم المازني رضي الله عنه قال: شُكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يُخيَّلُ إليه أنه يجد الشيءَ في الصلاة، فقال: (لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحـاً) أي: لا تبنِ حُكماً على أمرٍ مظنون. وإذا أتاك ليخبرك أنك في صلاتك أسقطت ركعةً، فابنِ على اليقين أخي الحبيب، وإذا شككت في ثلاث أو أربع ابنِ على اليقين، واليقين ساعتها الأقل، وهو ثلاث، وهكذا سينتهي الأمرُ سريعاً إن شاء الله.

نسألُ اللهَ أن يُباركَ فيك، وأن يحفظك. واللهُ الموفق.

د . أحمد المحمدي أحمد متولي
دكتوراه في البحوث والاستشارات , ‏ليسانس حقوق , دبلوم الارشاد الاسري والتربوي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما