728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

وظيفتي مرموقة وراتبي مرموق أيضا أملك ولله الحمد عائلة تحبني وأحبها ومن أجلها اتصلت بكم ,,,, عمري أكثر من 45 عام
الرهاب له معي أكثر من 15 سنة جعلني لا أحب الاجتماعات ولا العمل لما يحصل لي من مواقف بعضها ربما يكون محرج
مشكلتي في العرق الذي يتصبب من وجهي في بعض الأحيان ,, والله حتى وأنا في الشتاء أتعرق ,,, ذهبت إلى الأطباء سواء الطب العضوي أو النفسي ولكن دون جدوى ,, ذهبت إلى المشائخ وأهل الرقية وبدون جدوى .
كنت أرتاح يومين ثم ترجع حالتي مثل أول وأكثر ,, المهم والله ما بقي إلا السحر والخرافات وأنا والله خايف أقترف ذنب يُغضب الله فأندم .
لو تكرمتم ساعدوني .

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخي الفاضل، حفظك الله ورعاك، ووفقك لكل خير، وأشكرك على تواصلك مع وياك للإستشارات النفسية .
أولا وقبل كل شيء أهنئك على عملك الناجح ومكانتك المرموقة في المجتمع وهذا من فضل الله عليك، فحاول أن تستفيد من هذه القدرات التي تملكها.
ثانيا أما بالنسبة لمشكلة التي تعانينا منها هي ما يُسمى بالرهاب الاجتماعي، وهذه المشكلة يرجع سببها إلى تكوين شخصيتك، فهناك بعض الشخصيات المنطوية التي تُحب العزلة، وعدم الاختلاط بالآخريات والاندماج في المجتمع.
والرهاب الاجتماعي لا يظهرُ في حالةٍ واحدة، بل قد يظهرُ في حالات كثيرة، كالتردد في الكلام أمام الآخرين، أو الكتابة، أو الأكل، أو المشي؛ فكل هذه الحالات تدخلُ تحت إطار الرهاب الاجتماعي، وهذه الحالة كانت معك منذ الصغر، ولكن لم تُعالج في حينها، إلى أن تطورت معك في الكبر؛ ولهذا: فالعلاج يبدأ من عندك أنت، ومثل هذه الحالات تحتاجُ إلى قوة الشخصية، بالإضافة إلى التدريب العملي، ولا تحتاج إلى معالجٍ نفسي؛ فالشخصية الخجولة علاجها سلوكي أكثر منه نفسي، وهذا يحتاجُ منك إلى تعزيز قوة العزيمة والإرادة عندك.
البعض من الناس يُصيبهم الاكتئاب والحزن؛ لأنهم يفكرون خطأ، وبالطبع فإن المكتئب يفكر خطأ؛ حيث إن لهم نظرة خيالية، فأحدهم يقول: أنا لا يمكن أن أكون سعيداً إلا والناس الذين من حولي راضون عني، أو يحبونني، وهذا أمرٌ غير واقعي، فأنت لا تنظر إلى الناس؛ لأن إرضاء الناس غايةٌ لا تدرك، بل عليك إرضاء رب الناس سبحانه وتعالى، وإرضاء نفسك بما يُرضي الله تعالى؛ وبُعدك عن مخالطة الناس هذا خطأ، فحاول أن تواجه الناس، وتخالطهم كما كنت من قبل وأكثر، ومشكلتك أنك برمجت نفسك على العزلة والانطوائية، وعدم التحدث مع الناس، فأصبح عندك نفورٌ من الآخرين.
أنا لا أريدك أن تكون من النوع المتردد الذي لا يثقُ في نفسه، وينتابه الخجل والقلق، وأعصابه تضطرب إذا احتك بالآخرين، ويتردد في اتخاذ القرار.
حاول أن تبرمج نفسك على إزالة الخوف من نفسك، ولا تترك هذا السلوك يُهيمن عليك، فأنت تستطيع أن تعيش حياتك طبيعية مثل الآخرين، ولكن الأفكار الانهزامية هي التي طغت عليك، وجعلتك تبرمج نفسك على الخوف من كل شيء، وفي الواقع أنت إنسان طبيعي متزن، أشغلت نفسك بما لا فائدة فيه، وتفرغت فقط للأفكار الوسواسية، بدلاً من أن تفكر في مستقبلك وفي دراستك وفي نجاحك، وكل منا يستطيعُ أن يبرمج نفسه بحسب التفكير، ومن الآن أريدك أن تجعل تفكيرك إيجابياً، لا خوف فيه، ولا قلق، ولا انزعاج .
ومطلوب منك –أخي السائل - الخطوات التالية:

1- اطرد عنك الخوف والخجل؛ من خلال تفكيرك السلبي عن شخصيتك، بحيث تستبدل التفكير السلبي بالتفكير الإيجابي.
2- لا تحاول أن تصغر وتحقر من نفسك أمام الآخرين، وأنك لا تستطيع أن تنظر إلى أصدقائك، أو تجلس معهم، أثناء الاجتماعات ، فهذه البرمجة قد تؤثر على سلوكك، وعلى حركاتك.
3- مارس تمارين الاسترخاء: مدد جسمك على الفراش أو البساط، وأفرد ذراعيك على الجانبين، واجعل عضلاتك مسترخية تماماً، وركز انتباهك على حركات التنفس، وأغمض عينيك، واكتم النفس للحظات، ثم قوم بالزفير ببطء وهدوء وانتظام، وتصور أن توترك ومللك وإحباطك وقلقك وخوفك تخرج مع الهواء وتتلاشى.
4- فكر في التميز والنجاح في عملك، وأثبت للآخرين أنك قادر بإذن الله تعالى على صناعة النجاح.
5- لا تفكر مرةً ثانيةً في الهروب من مواجهة هذا السلوك، فالهروب ليس هو الحل، ولكن الحل في تغيير السلوك كما قلت لك سابقاً، وأنك شخصية لك مكانة وقيمة بين زميلائك، فلا تهمشها بهذه التصرفات.

وبالله التوفيق.
د. العربي عطا الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما