التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
يوجد صديقة لي بدأت منذ شهرين لديها اعراض الشك بجميع زملائها في العمل أنهم يتآمرون عليها ويحاولون اثبات اخطاء عليها..وتتخيل انهم جميعا يراقبونها وان الكميرات مسلطه عليها تحديدا..وان اي قرار جديد في العمل لجميع الموظفين انها هي المقصودة به..وكل حدث يحدث لها في العمل تربطه بفكرة المؤامرة عليها
وباتت تتحدث طوال الوقت عن هذه المواقف حتى بعد انتهاء العمل..وبدأت تتخيل ان زميلاتها قد عملو اشياء حتى يوقعو بها ويتهموها(لاشيء من ذلك قد حدث).
ودائما تتوقع حدوث شيء سيء لها في المستقبل القريب او لعائلتها..ماهي مشكلتها..وكيف السبيل للعلاج؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي الفاضلة حفظكِ الله ورعاك، ووفقكِ لكل خير، وأشكرك على تواصلك مع وياك للاستشارات النفسية، كما أشكرك على اهتمامك بصحة صديقتك .
أريدك أن تنقلي لصديقتك رسالة إيجابية وهي : أن تعيش واقعها بكل ما فيه ، وتحاول أن تدفع المشاكل بعيدا ، وتركز طاقتها واهتماماتها على ما يرجع عليها بالفائدة في حياتها الوظيفية والأسرية والإجتماعية، ولاتتشتت ذهنها في شيء لا يعود عليها بالفائدة وأحيانا كثرة التفكير في شيء ما يتعبها، ويجعلها تتصور أمورا خارجة عن نطاق الواقع، فتتعب نفسها بكثرة التفكير، وأحيانا يكون يكون تفكيرها سلبيا، فلا بد أن تبعد عنها هذا التفكير، وتفكر بإيجابية وتجنب نفسها مخاطر القلق والوسواس، ولتكن لديها نفس هادئة وتروض نفسها على التصدي للمشاكل ، وتبعث الحيوية في حياتها من جديد لا شك أن الوساوس تولد الإحباط وتولد الاكتئاب وتجعل صاحبها يفقد الكثير من تفكيره الإيجابي وينصب كل فكره نحو السلبية والتشاؤم، يرى الماضي مظلما ويرى المستقبل مبهما ، ويرى الحاضر فاشلا، هذا هو التصور الاكتئابي المرتبط بالشكوك والوساوس القهرية.
الوساوس القهرية أختي الفاضلة يمكن للإنسان أن يهزمها ويتخلص منها، فكل فكرة وسواسية أو شك يأتي لصديقتك لا بد من أن تفكر في الفكرة المخالفة والمضادة لها، وكل فعل وسواسي أرجو أن تقوم بتطبيق الفعل المخالف له .
حاولي أن تساعديها على الابتعاد عن الشك وتبني أمورها على اليقين وتهتم في وظيفتها وتطوير ذاتها، بالإضافة إلى تشجيعها على ممارسة التمارين الرياضية، وكذلك ممار سة تمارين الاسترخاء في بيتها ، وتقضي أوقات فراغها بما يعود عليها بالفائدة دون قلق أو توتر أو خوف، وهذا يحتاج دفعة منك.
قد تحتاج صديقتك لزيارة الطبيب النفسي لأن الأدلة التي تؤكد أهمية العلاج الدوائي أتت من خلال البحوث التي أثبتت وبما لا يدع مجالا للشك أن هناك اضطرابا يحدث في مواد كميائية داخل الدماغ تسمى بالموصلات العصبية ، وهذا الاضطراب ليس اضطرابا خطيرا ، ولكن إذا لم ترجع المواد والموصلات العصبية إلى وضعها الطبيعي فسوف تظل الوساوس والشكوك موجودة .
حاولي أن تساعدي صديقتك على الابتعاد عن اليأس والقنوط بل دائما ترسم في ذهنها التفاؤل والراحة، وتخرج من عقلها الباطن الأفكار الوسواسية السوداوية، وأنها قادرة بإذن الله تعالى على التغلب على هذه الأفكار وطردها من عقلها الواعي.
وبالله التوفيق
د. العربي عطا الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري