728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

انا فتاة ابلغ من العمر ٢٥ سنه عزباء قبل شهرين تقريباً توفيت خالتي من مرض السرطان واصيبت عمتي ايضاً بهذا المرض وايضاً اذا سولفت مع صديقاتي كل وحده تقول امها اصابها هذا المرض وواحده ابوها وقابلت ايضاً وقالو انهم يحملون مرض السرطان سرت خلاص بس امامي مرض السرطان احس اني مصابة بهذا المرض طوال اليوم بس امام المرأه افحص صدري وجسمي واتفحص البول وكل شي حتى لو طلعت عند ناس افحص نفسي واقول ايوه انا مصاله به وينتابني حمى شديده ورعشه وخوف اهلي صارت علاقتي بهم قليله بس ارى قدامي السرطان والموت واحلامي صارت مزعججة جداً ونقلت من غرفتي الى غرفة اخرى ولازالات تنتابني نومي متقطع انام الساعه ٨ صباحاً الى المغرب مالحل في حالتي دون الذهاب الى المستشفى لانه اصبح هاجس عظيم لدي.

الجواب:

أختي السائلة حفظك الله ورعاك، ووفقك لكل خير وشفاك من كل مكروه، كما أشكرك على تواصلك مع موقع وياك للاستشارات النفسية.
الشيءُ الذي تُعانين منه هو ما يُسمى في مصطلحِ علمِ النَّفس بـ "الفوبيا أو الخوف"، والخوفُ درجات، فقد يكونُ بسيطاً، أو متوسطاً، أو شديداً، بالإضافةِ إلى أنَّ الخوف أنواع، ومنه ما ذكرتيه أنت في رسالتك، وهو الخوف والقلق، والأفكارُ الوسواسية وهذا كله بسببِ الخوف الذي ينتابك بين الحينِ والآخر، وهذا الذي يجعلك تفكري كثيراً، وحالتك النفسية غير مستقرة، ويُسبِّبُ لك الأرق بالليل.
وهناك أمرا آخر قد سيطر عليك وهي الأفكار الوسواسية، ولهذا فالعلاج ينطلقُ من عندك أنت، فأنت صاحبُة القرار في العلاج، وذلك بتقويةِ شخصيتك، وإعادة الثقةِ بنفسك، وإبعاد عنك الوساوس حتى لا تتعب، ويجب أن تعيشي يومك، وترسمي لمستقبلك، فأنت لديك مستقبلٌ زاهرٌ بإذن الله تعالى.
الفوبيا أو الخوف الذي تُعانين منه يحتاجُ إلى علاجٍ روحيٍ إيماني وسلوكي، أكثرُ منه علاج دوائي، وأقصدُ هنا بالعلاجِ الرُّوحي الإيماني هو: تقويةُ علاقتك بالله سبحانه وتعالى، والتمسك بحبلهِ، وعدم اللجوء إلَّا إليه، ويكونُ عندك يقينٌ تامٌ أنَّ النَّافعَ والضَّار هو الله، وأنَّ كل شيءٍ مقدَّرٌ بأمره، فاطمئني، ولا تخافي، ولا تحزني، وغيِّري هذا الحزن بالفرحِ، والخوف والقلق بالاطمئنانِ والرَّاحة ، ويجب أن تسألي نفسك ، هل الخوف من المرض هو العلاج؟ ومن قال لك أنك مصابة أو ستصابين بالسرطان فهذه كلها أفكار سوداوية وسواسية سيطرت على دماغك إذا لم تطرديها وتنزعي هذه الأعشاب الضارة من دماغك فستتعبين وتتعبين من حولك ولن تصلي إلى الحل أبدا .
وأنا أقولها لك أختي السائلة أنت سليمة ولله الحمد ولن يصيبك مكروه بإذن الله تعالى إلا بقضائه وقدره وشيء مكتوب لك، فعيشي حياتك وإنبسطي وإستفيدي من قدراتك وومهاراتك ولا تضيعي وقتك ومستقبلك في أمر لافائدة منه .
أنتَ بحاجةٍ إلى علاجٍ سلوكي، وهناك خطواتٌ يمكنُ لك اتباعها من أجلِ الخروج من أزمتك هذه، وهي كالآتي:
1- عدمُ إرسال رسائل سلبية فيها الخوف والتردد إلى عقلك الباطني، فكلَّما برمجت نفسك على الخوفِ من الشيءِ الذي أمامك؛ بالفعلِ ستحدثُ لك أعراضُ الخوف، من خفقانٍ، وجفافِ الحلق، وكثرة رجفان في اليد، وستنفذه في عقلك الواعي.
2- إذا أمكنَ أن تمارسي تمارين الاسترخاء، وذلك باتِّباع الخطوات التالية:
- اختاري مكاناً هادئاً خالياً من الضوضاء ومشتتات الانتباه.
- استلقي على ظهرك على السرير، أو على كرسيٍ مريح، وتأكَّدي من خلو المكان الذي تستلقي عليه من أي أجزاء نافرةٍ أو ضاغطةٍ على بعضِ أجزاء الجسم.
- اصرفي انتباهك عن المشكلات التي تُشغل بالك في هذه اللحظة، وتفكَّري في حدثٍ سعيد، مع التَّركيز على إتمامِ وتجويدِ الخطوات التي تقومي بها.
- خذي نفسًا عميقًا عن طريق الأنف، ثم احبسيه بالصدر لمدة 10 ثوان، ثم أخرجيه تدريجيًا ببطءٍ وقوةٍ عن طريق الأنف والفم معًا، وكرري هذا التمرين ثلاث مرات.
- اقبضي كفة اليد اليمنى، واضغطي عليه بشدةٍ لمدةِ خمس ثوان، ثم ابسطيها، ودعيها مسترخيةً لمدة 10 ثوان، ولاحظ الفرق بين التوتر والاسترخاء، كرِّري ذلك ثلاث مرات.
ولتصبح هذه القاعدة مكرَّرة في الخطوات القادمة دونَ الحاجةِ لتكرار ذكرها، وهي: قبضٌ وشدٌ وتوترٌ لمدَّة خمس ثوان، ثم بسطٌ وإطلاقٌ واسترخاءٌ لمدة 10 ثوان، وكرِّري ذلك ثلاث مرات، مع ملاحظةِ الفرق بين التوترِ والاسترخاء في كل مرة.
3- يجب أن تعلمي أنَّ الخوف لا يزولُ مرةً واحدة، ولكن يحتاجُ إلى تدرجٍ لإزالةِ مشاعر الخوف والهلع التي كنتَ تخافُي منها، والمرتبطة برؤية شيءٍ، أو ركوبِ شيء، أو دخول مكانٍ ما.
4- لا تعتمدي كثيراً على العلاجات الدَّوائية، ولكن كما قلت لك: العلاج الإيماني، بالإضافةِ إلى العلاجِ السلوكي، وأن تواجه هذه الأشياء والمواقف دونَ خوفٍ أو تردد.
5- حاولي أن تكونَ صاحبة ابتسامةٍ عريضة ، فالابتسامةُ تخفِّف من خوفك وهلعك، وتُنسيك كل الهموم والأحزان.
7- مارسي التَّمارين الرياضية، فهي علاجٌ نفسي وجسدي، وتعطيك راحة واطمئنان، وتبعد عنك التفكير السلبي.
8- إذا أمكنَ أن تستغلي وقتَ فراغك بما يعودُ عليك بالفائدة؛ فالفراغ قد يتعبك ويجعلك تعيشين في خوف وتوتر، فأشغلي نفسك ولا تتركي وقتك يضيع سدى.
9- لا تنس أن تقرأي أيضاً الدعاء الذي يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابنا الأرق، قل: (اللهم غارت النجوم وهدأت العيون، وأنت حي قيوم، لا تأخذك سنة ولا نوم، أهدئ ليلي وأنم عيني).
10- أقولها لك للمرة الثانية أنت صحيحة سليمة ولله الحمد ولا تتمني المرض، وقولي دائما الحمد لله على نعمة الصحة والعافية، كرريها في كل أوقاتك .

نريد أن نسمع أخبارك الطيبة وتغيرك للأفضل وللأحسن بإذن الله تعالى .

وبالله التوفيق .
د. العربي عطا الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما