728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

عاني من الوسواس القهري خصوصا أثناء أي ممارسة دينية وأيضا ببعض الممارسات الحياتية كمثال في الوضوء أكمل احيانا الساعه لأكمل الوضوء وفي الصلاة أيضا الركعتين تاخذ مني وقتا طويلا وفي النظافة الشخصية دائما ما أشكك نفسي وفي نقض الوضوء من صحته دائما هناك شكوك وأيضا عند تنظيف الأشياء أعيد أكثر من مره ويسبب لي البطئ الشديد في الأمور الحياتية والخوف من المرتفعات والحشرات والحيوانات وكما ذكرت سابقا المشكلة الأكبر في العبادات والطهارة ومن ثم تليها الأشياء الأخرى.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي السائل، حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك مع موقع وياك للاستشارات النفسية، وإن شاء الله تعالى نكونُ عوناً لك للتخلص من مشكلتك التي تُعاني منها.
أريدك أن تعيشَ واقعك بكل ما فيه، وحاول أن تدفع المشاكل بعيداً، وركِّز طاقتك واهتمامك على ما يرجعُ عليك بالفائدة، ولا تشتت ذهنك في شيءٍ لا يعودُ عليك بالفائدة، وأحياناً كثرة التفكير في شيءٍ ما يُتعبك، ويجعلك تتصور أموراً خارجة عن نطاق الواقع، فتتعب نفسك بكثرة التفكير، وأحياناً يكون تفكيرُك سلبياً، فاترك عنك هذا التفكير، وفكِّر بإيجابية، وجنِّب نفسك مخاطر القلق والوسواس، ولتكن لديك نفسٌ هادئة، وروِّض نفسك على التصدي للمشاكل، وابعث الحيوية في حياتك الجديدة.
أنا أريدك أن تتغلب على هذه الأفكار، والتغلب عليها يكون بقوة الشخصية، وأخذ العلاج النفسي، بالإضافة إلى استخدام العلاج المعرفي الذي يُساعدك في تغيير الأفكار والسلوك.
لا شكَّ أنَّ الوساوس تولِّد الإحباط وتولِّد الاكتئاب، وتجعلُ صاحبها يفقدُ الكثير من تفكيره الإيجابي، وينصب كل فكره نحو السلبية والتشاؤم، ويرى الماضي مُظلماً، ويرى المستقبل مُبهماً، ويرى الحاضر فاشلاً، هذا هو التَّصور الاكتئابي المرتبط بالوساوسِ القهرية.
والوساوس القهرية يُمكن للإنسان أن يهزمها ويتخلَّص منها، فكل فكرة وسواسية تأتيك أرجو منك أن تُفكِّر في الفكرة المخالفة لها، وكل فعلٍ وسواسي أرجو أن تقوم بتطبيق الفعلِ المخالفِ له.
حاول أن تبني أمورك كلها على اليقين دون إدخال الشك، ففي الوضوء لا تعد الوضوء مرةً أخرى، ولا تحاول أن تحدث نفسك بأنك لم تتوضأ، وإنما ادخل في الصلاة، وصلِّ، وإذا فرغت من الصلاة فلا تتحدث مع نفسك كم صليت، بل انصرف، ودع الأمور تمشي عكس ما تريد أنت، فإذا استخدمت هذا الأسلوب مرةً ومرتين وثلاث مرات فستعود إلى حياتك الطبيعية التي لا شك فيها ولا وسواس، ولا تقل بأنك لا تستطيع، فإنك بإذن الله تعالى تستطيع أن تفعل ذلك.
حاول ان تمارس حياتك الطبيعية، وتخرج مع زملائك، وتُمارس التمارين الرياضية، وتقضي أوقات فراغك في ما يعود عليك بالفائدة، دون قلقٍ وتوترٍ وخوف.
قد تحتاج حالتك لزيارة الطبيب النفسي؛ لأن الأدلَّة التي تؤكد أهمية العلاج الدوائي أتت من خلال البحوث التي أثبتت وبما لا يدعُ مجالاً للشك أن هنالك اضطرابًا يحدثُ في موادٍ كيميائية داخل الدماغ تُسمَّى بالموصلات العصبية، وهذا الاضطرابُ ليس اضطرابًا خطيرًا، ولكن إذا لم ترجع هذه المواد والموصلات العصبية إلى وضعها الطبيعي؛ فسوف تظل الوساوس موجودة، ومن أهم الأدوية التي تُساعد على تحسين المزاج وطردِ الأفكار الوسواسية [بروزاك]، و[فافرين]، وأفضل أن تُصرف عن طريق الطبيب ، وإياك أن تأخذها بدون إستشارة طبيب ، ولكن لا تعتمد عليها كل الاعتماد ، لأن إرادتك وقوة شخصيتك هي التي سوف تخلصك من هذه المشكلة بعد الله سبحانه وتعالى.
والوساوس بجانب الدواء تُعالج من خلال ما نسميه بالدفع السلوكي الإيجابي، وهو: أن يُحقّر الإنسان الوسواس، وألا يناقش الوسواس؛ لأن مناقشة الوسواس والاسترسال فيه تقويه، وأن يفعل الإنسانُ ما هو مضادٌ للوسواس، من خلال مبدأ التعريض هذا مع منع الاستجابة تُعالج الوساوس، وكل فكرة تأتيك لابد أن تأتي بعكسٍ لها، ودائماً حاول أن يكون تفكيرك إيجابياً كما قلتُ لك سابقاً في موضوع الوضوء والصلاة.
حاول أن تسير على هذه الخطوات وبإذن الله تعالى سينفك عنك هذا التفكير الوسواسي :

1- المحافظة على الفرائض من الصلوات الخمس في أوقاتها مع جماعة المسلمين، فإن الشيطان بعيد عن الجماعة، قريب من الشخص بمفرده .
2-العناية بأذكار الصباح والمساء بشكل كبير، فإنها حصن بعد الله تعالى من الشيطان الرجيم.
3- عدم الانسياق مع تلك الوساوس، والانشغال عنها بما يفيد، من قراءة القرآن، أو غيرها من العبادات، أو حتى بالمباحات، المهم أن لا نترك فراغاً يتسلط فيه الشيطان بالوسوسة.
4- ممارسة الرياضة المفيدة، كالمشي والجري ونحوهما، لما له أثر من إتعاب البدن، وبالتالي عدم إتاحة الفرصة للشيطان للتسلط والوسوسة.
5- الحزم في أمور الطهارة والصلاة، وعدم الالتفات إلى التردد والشك مطلقاً، لأن هذا هو مدخل الشيطان على كثير من الموسوسين.
6- تذكر دائماً أن الله تعالى ما أنزل داءً إلا وله دواء، فاجتهد في طلبه بما ذكرته لك، والله تعالى معين لك إن صدقته في الطلب .

أما بالنسبة للخوف من الأماكن المرتفعة والحشرات فيمكن اتباع الخطوات التالية :

1- مارس تمارين الاسترخاء، لأنّها تساعدك في التّغلبِ على القلقِ والتوتر، بحيث تستلقي في مكانٍ هادئ، وتتأمل في شيءٍ جميل، ولا مانع أن تستمعَ لشيءٍ من القرآنِ من المسجل بصوتٍ منخفض، ثم بعد ذلك تقومُ بغمضِ العينين وفتح الفم قليلاً، ثم بعد ذلك أخذُ شهيقٍ عميقٍ عن طريقِ الأنف، ولابدَّ أن يكون ببطءٍ، وعمليةُ الشهيقِ بالطبعِ هي إدخالُ الهواءِ بقوةٍ وبطء، ثم بعد ذلك تمسك الهواء في صدرك لمدةٍ قليلةٍ، ثم بعد ذلك تأتي عمليةُ إخراجِ الهواء وهي الزفير، ويجبُ أن يكون أيضًا بالقوةِ والبطء التي حدث بها الشهيق، تكررُ هذا التَّمرين أربع إلى خمس مرات في كل جلسة، بمعدلِ مرتين إلى ثلاثٍ في اليوم؛ يعتبرُ من التمارينِ الجيدة.
2- توقع الأفضل دائماً، وعندما تواجهك عوائق في الطريقِ فلا يمتَلكك الإحباط واليأس، وإنَّما حاول أن تتجاوز ذلك بسرعة، وكن متفائلاً وإيجابياً.
3– اعلم أن سلوك الخوف لا يُزال إلا بالتحدي، وأن تصعدَ المكان المرتفع برفقةِ أحدِ زملائك بدونٍ خوفٍ أو تردد، وهذا التدريب يساعدك على إزالةِ الخوف من الأماكنِ المرتفعة.
4- عوّد نفسك على التعرضِ التخيلي للمواقف التي تثيرُ لديك القلق.
5- لا تسمح لنفسك مهما كانت الأحوال بالهروبِ أو الفرارِ أو التحاشي من هذه المواقف.
6- قد تحتاج في حالتك هذهِ إلى بعض الجلسات الإرشادية لإزالة الخوف الذي تعيشه .

وبالله التوفيق.
د. العربي عطا الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما