728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

لدي طفلة عمرها 5 سنوات تدرس في روضة، تعاني من الخوف الشديد من أي أمر، حتى تخاف من ركوب الألعاب في الحدائق أو المولات، ما هو علاج مثل هذه الحالات.
وشكرا لكم

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي الفاضلة حفظك الله ورعاك، ووفَّقك لكل خير، وأشكرك على تواصلك مع موقع وياك للاستشارات النفسية .
اعلمي أيتها الأخت المباركة أن ظاهرةَ الخوف عند الأطفال تُقلقُ الكثيرَ من الآباء والأمَّهات، ولكن أقول: إن هذا أمرٌ طبيعيٌّ في الطفل، وهذه المخاوف تتكوَّن أثناء الطفولة المبكرة، وذلك نتيجة تعاملهم مع البيئة، وتأثيرهم بالنمط الحضاري لهذه البيئة، وما فيها من مفاهيم وعادات، وأساطير ومواقف.
إن الكثيرَ من النَّاس يعتقدُ أن إزالة المخاوف من ذهن الطفل تكون بإبعاده عن مصادر الخوف، وهذه تعتبر مسألةً غير واقعية؛ وقد تعمل على تأجيج الشعور بالخوف، وخير وسيلة هي: أن يُعوَّد الطِّفل على مواجهة مواقف الخوف، فيُصبح من الممكن التحكم به.
اطمئني فإنَّ الأمر الذي تكلمتِ عليه هو عبارة عن مخاوف مؤقتة تزول مع نمو طفلتك إذا أنت اهتممتِ بها ورعيتها حق الرعاية، بحيث لا تتركيها لوحدها في البيت إذا كانت متعلقة بك، وإنما حاولي أن تجعليها معك لفترةٍ حتى يزول عنها هذا الخوف.
ولهذا مطلوبٌ منك أختي الفاضلة ما يلي:

1- التحدُّث إلى طفلك فهذا سوف يُشعره براحةٍ كبيرة، فشاركيها الحديث عن مخاوفها، وعليكِ أن تحترمي تلك المخاوف، واسأليها: ما الذي يُخيفها؟ ولماذا؟ وأعطيها الاهتمام، واستمعي لها جيداً، وأيضاً يمكنك التحدُّث إليها عن مخاوفك وأنتِ صغيرة؛ فهذا بالطبع سيُعطيها الشُّعور باﻷمان، ويقوي علاقتك مع طفلتك، وتشعر باهتمامك بها.
2- عند توجيهك ملاحظة لها أو رسالة ما عن مخاوفها، عليكِ بتوجهيها بطريقةٍ صحيحةٍ، فلا تقولي لها: "لا تكوني طفلة، لا تخافي، انظري إلى قريبتك فهي لا تخاف" كما فعلتِ معها؛ فكلها عبارات توجيهية سلبية التأثير، فما الذي سيجعل طفلتك تفهم أنه من غير الصحيح أن تُظهر لك خوفها، وتشاركك مخاوفها، عرفيها أن كل شيء طبيعي، وأنه من المقبول التَّعبير عن مخاوفها، ومُشاركتك إياها.
3- حاولي أيضاً أن تُبعديها عن مشاهدة أفلام الكرتون المخيفة؛ فهذه قد تزيدها تعقيداً، وتُضاعف من حالتها، وتجنَّبي تخويفها بالأشباح أو ما شابه ذلك؛ فالطِّفلة قد لا تتحمَّل سماع مثل هذه القصص.
4- اتركي طفلتك تُعبِّر عن مخاوفها بصراحة، واسأليها على انفراد: ما هو الشيء الذي يُقلقك أو الشيء الذي يُضايقك؟ فلعلها تتكلَّم لك عن سبب خوفها، وأنا أطمئنك –أختي- مرةً ثانية أن حالة طفلتك حالة عابرة تحتاج إلى صبر، ومثل هذه الحالات العابرة ستزول حتماً مع نمو الطفل، وتطور قواه العقلية، ولكن بشرط أن يُحاط بعنايةٍ ورعايةٍ، وحمايةٍ وتوجيهٍ خلال هذه المرحلة.
5- حاولي أن تُعوِّدي طفلتك الاعتماد على نفسها تدريجياً خطوةً خطوة، واعلمي أن الإكثار من العطف الزائد والرعاية الزائدة يجعل ضررها أكثر من نفعها.
6- حاولي أن تضعي لطفلتك برامج ثقافية هادفة، تعمل على تنمية مداركها، بدلاً من أفلام الكرتون التي تُثير قلقها ومخاوفها.
7- حاولي أن تُنبِّهي الزوج أن يتعامل بلطفٍ مع طفلته، ويبتعد عن القسوة والشدة والنقد والتوبيخ ، فهذا سيؤثر على شخصيتها، ويزيد عندها الخوف أكثر.
8- اعملي على امتداحِ كلِّ خطوةٍ شُجاعة تُقدِم عليها طفلتك، وتقديم الجوائز لها، وكون طفلتك تتمكَّن من تحمُّل جزءٍ من موقفٍ يُخِيفها وتتجاوزهُ بنجاحٍ فيجب مكافأتها عليه.
مرة أخرى: أُطمئنك -أختي الفاضلة- أن ابنتك تحتاج إلى نوعٍ من الرِّعاية، وإعطائها الأمان في البيت وخارجه، وهذا ليس له علاقة بضعف الشخصية، وإنما يعتمد على أسلوب المعاملة من طرف الوالدين داخل البيت.

وبالله التوفيق.
د. العربي عطا الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما