728 x 90



التاريخ: 2017-01-23


الإستشارة:

أعاني من ذكرياتي التي لازالت تؤثر علي في حياتي أنا الآن قرابة ال30 عام وانا في سن ال16 اكتشفت عن طريق
الصدفة خيانة امي لأبي مما كان له الأثر في نفسي لعب الشيطان دورا كبيرا في الوسوسة بأن أخبر ابي ولكن هيبتنا وشرفنا كان سيضيع خاصة وأن المجتمع يكن لنا كل الاحترام والتقدير فكرت أن أواجهها خشيت من النتيجة قررت الصمت ودفن السر داخل نفسي وكان سببا في أو من ضمن أسباب فشلي الدراسي وفشلي في الحياة عموما وإلى الآن هذا الموضوع لايفارقني وإليكم النتائج
الشك في كل من هم حولي
كرهي أحيانا لعائلة امي جميعا
عدم الثقة في نفسي كثيرا
عدم القدرة على المواجهه احيانا
اتصنع الثقة بالنفس ولكن داخلي مدمر تماما
ابتسم واضحك ومعروف عني ذلك لكن داخلي ممزق
كنت ساتجه إلى طريق الفحشاء بكل أنواعه
كنت سأتحدث عن امي بشكل غير لائق عن طريق صفحات وهمية أتحدث بها مع أصحاب الميول الشاذة جنسيا والمحرمة ولكني الحمد لله تراجعت وتبت
دلوني ماذا أفعل

الجواب:

أهلا بك أختنا الكريمة في موقعك (وياك) وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك وأن يرعاك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به ، وبخصوص ما تفضلت به فاسمحي لنا محاورتك في النقاط التالية :
أولا: إن من نعم الله عليك أختنا أن حباك الله بالتدين الذي صرفك عن محارم الله، وفضلك بالحكمة التي بها حافظت على أن يكون هذا السر حبيس صدرك ، ومنحك الله الشخصية القوية التي بها استكعت ان تكوني بين الناس طبيعية ومرحة ، وقد أحسنت حين دفعت وسوسة الشيطان بالحديث سلبا عن أمك ، وهذا يدل على خير فيك نسأل الله أن تكوني أفضل مما نظن.
ثانيا: الخيانة أختنا إذا أطلقت فإنما نفهم منها الزنا ، وحديثنا الان معك عن فتاة شاهدت أمها تزني ، بحيث لم يعد هناك مجال للشك .
نقول لك هذا لأن البعض يتهم أهله أحيانا وهم برءاء ، وبعض الأخوات شاهدت أمورا ظنتها على غير وجهها ولم تسأل ولم تعرف الحقيقة إلا متأخرا ، وظلت أعواما طوالا تظن السوء في أنها وليست كذلك ، وبعض الأخوات شاهدت أمها مع رجل وتبين لها لاحقا أن تزوجته سرا بعد موت أبيها لينفق علي بناتها وليكون سندا لهم بعد الله .
إذا نحن نتحدث معك الآن ونفترض أن ما شاهدتيه لا يحتمل الشك بل هو حقيقة أكيدة .
ثالثا: علمنا القرآن يا أختنا أن الله لا يحب المعتدين ، وعليه فإن اهل والدتك وغيرهم من أرحامك لا علاقة بهم بما حدث ، ويجب أن تفصلي في عقلك بين خطأ وقعت فيه امراة وبين تشويه عام للناس أجمعين ، نعم ندرك أن ما حدث له أثر سبلبي على نفسك ، لكن هذا لا ينبغي أن يدفعك إلى ظلم من لا ذنب له.
رابعا: لا شك أن ما وقعت فيه الوالدة أمر محرم ، وعاقبته وخيمة إن لم تتب إلى الله تعالى من هذا الذنب ، توبة صادقة لا تعرف المكابرة ولا التردد ، ولكن سؤالنا لك : ما الواجب علينا نحن الأبناء إن وجدنا أحد الوالدين يقع في الفاحشة؟ هل المسألة مرتبطة بالفضحية من عدمها؟ هل شغلنا الشاغل يكون بالحديث عنها أو الاحتفاظ بالسر المكتوم في صدورنا ؟
إننا نثمن لك بلا شك ما قمت به ، ولكنا نريد أن ترتقي من حافظة للسر إلى مصلحة ومنجية للأم ، نريدك أن تكوني جسرا لها تعبر والدتك إلى الله سالمة ، نريدك أن تصلحي آخرتها ، وهذا بعض حقها عليك.
اعلمي أيتها الفاضلة : أن أحب الناس أنت عنده هي تلك الأم ، حبك في قلبها وصدرها وأحشائها ، وغدا يوم أن ترزقي مولودا ستعلمين جيدا معنى الأم ، قد تكون الوالدة حفظها الله تعثرت خطاها ، واستدرجها الشيطان ، لكن هذا لا يعني كرهها لدينها أو بعدها عنك أو قلة محبتك في قلبها ، أبدا أختنا الفاضلة ، هذا أمر غير متربط بذلك أبدا ، لكن الشيطان يحاول أن يجعل من هذه المصيبة منطلقا حتى يفسد عليك آخرتك كما يفسد عليك دنياك ، والحمد الله الذي نجاك من شركه وتجاوزت تلك المحنة وأصبحت بين الناس طبيعية تماما ، وبقي أن تزول تلك الآثار التي علقت في قلبك وهي إلى زوال إن شاء الله.
خامسا: إن بر الوالدة ليس مرتبطاً بصلاحها أو فساد سلوكها، بل هو واجب ودين عليك أطاعة ربه أم عصىة، فقد اقتضت حكمة الله لعلمه سبحانه جحود الولد حق والديه أن يوجب عليه بِرّهما حتى لو دعواه وجاهداه على أن الكفر بالله، أوجب القرآن وهذا حالهم البر بهم، قال تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} مع شدّة مجاهدة الولد على الكفر؛ يأمره الله بالبرّ بهما والإحسان إليهم، وحذّر القرآن من مخالفة ذلك وسماه عقوقًا، وجعله من أعظم الموبقات، فقد جاء في الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس)، وقال صلى الله عليه وسلم: (الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه) وقال عليه الصلاة والسلام مُحذراً كل عاق: (رغم أنف رجل بلغ والداه عنده الكبر أو أحدهما فلم يدخلاه الجنّة)، وقد قال أهل العلم: "إنّ حق الوالدين يستمر حتى مع إساءتهما، وتقصيرهما في حقّ الأبناء؛ لأنّ الله سبحانه لم يربط البرّ بالإحسان، وإنّما ربطه بالأبوة حتى ولو كانا مشركين يدعوان ابنهما إلى الشرك بالله، والكفر به فعليه حينئذٍ أن يصاحبهما بالمعروف"، قال سبحانه: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}.
أختنا الفاضلة: لعل الله أراك ما كان خافياً حتى تحفظي على والدتك آخرتها، وحتى تأخذي الأجر مضاعفا وإليك هذا الثمن:
1- ثمن الستر على المسلم ستر الله عليه في الدنيا والأخرة (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)هذا إذا كان مسلما عاديا فكيف إذا كانت والدتك.
2- هداية المسلم على يديك شراكة لك في كل أجره (الدال على الخير كفاعله) فكيف إذا كانت الهداية للأم.
3- البر دين وإرث والعقوق كذلك ، ومن أفضل أنواع البر ما تفعليه اليوم مع والدتك ، وهذا يبشر بخير لك عاجلا وآجلا.
هذا بالإضافة أختنا إلى رضا الرحمن عنك فأملي في الله الخير ، واجتهدي أن تضعي خطة إيمانية لوالدتك حتى تعود إلى الله ، واحذري أختنا أن تعلم الوالدة شيئا ، فإنها هذا يعد قتلا لها ، نعم أختاه لو علمت الوالدة بما حدث لربما أقدمت على قتل نفسها فخسرت أنت بركة الجلوس معها ، وخسرت هي كذلك آخرتها فاحذري بارك الله فيك.
وأخيرا : إننا نوصيك بمضاعفة البر بوالدتك حسبة لله تعالى، ونسيان ما كان فالله أرحم من أن يرد تائبا رحل إليه ، ولعلها تابت بينها وبين ربها توبة قبلها الله عز وجل ، فما يدريك أختنا بحالها مع الله .
افترضي فيها الخير واجتهدي في توصيلها بالله ، واعلمي أنك بهذا ترضين ربك وتحفظين والدتك، ولا تظني في الناس إلا خيرا ، فالخير موجود في أمة محمد لا يندمل إلى قيام الساعة ، ولكن هذا لا يعني أن الناس ملائكة ، الخطأ وراد على الجميع ، والله أمرنا بالستر وأمر من فعل المعصية بسرعة التوبة ووعده الله بقبولها .
نسأل الله أن يحفظك وان يحفظ والدتك ، وان يهديها وان يصلح آخرتها والله الموفق

تحياتي وتقديري
د . أحمد المحمدي أحمد متولي
دكتوراه في البحوث والاستشارات , دبلوم الارشاد الاسري والتربوي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما