728 x 90



التاريخ: 2017-01-25


الإستشارة:

أنا فتاة، عمري 20 سنة، أتمنى أن تكون بصحة جيدة..
لا أعرف كيف أبدأ رسالتي، لستُ محترفة في كتابة الرسائل، كنت أفضل التحدث بالهاتف لولا توتري من القادم. لربما تكون الرسائل الالكترونية أريُ لي كونني خلف ستار، لا أتعرض للسخرية لو الإنتقاد.
لا أعرف كيف انتقي كلماتي لأصُب ما بداخلي على الكيبورد.. أحياناً أشعر و كأنني فوق العالم، وكأن الدنيا وملكي وكل ما أريده أستطيع فعله، أبدأ بتخطيط "بزنس" صغير لي، و أحيان أبدأ مشروع صفحة الكترونية، وأحيان أقرر زراعة حديقة صغيرة لي، أو تبني حيوان ضال.
وفي أيام أخرى أشعر و كأنني لا شيء، ينصب علي الاكتئاب، و يوترني كل شيء حتى خطوات مشي كلبي في المنزل، أتوتر من تعليق على الفيسبوك أو مناداة أختي لي لأساعدها في واجبها، يتسارع قلبي و يعرق جسدي، أشعر و كأنني أود ركض ألف ميل لأتخلص من ما بداخلي. أحياناً أشعر بحزن شديد، و كأنني شخص آخر لا أنتمي إلى هذا المكان، لا أتمنى الموت ولكنني أتمنى لو كنت في مكان اخر.
لا أعلم مالذي يحصل فأنا أواجه هذه المشكلة منذ ٦ سنين، لا أعيش في بيئة عنيفة، لم أتلقى صدمات عاطفية في حياتي، ولم أمر في حالات اكتئاب بسبب فقدان أحدهم أو ماشابه.. لا أعاني من أي نقص عاطفي في حياتي..

الجواب:

أختي السائلة ، حفظكِ الله ورعاكِ، ووفقكِ لكل خير، كما أشكركِ على تواصلكِ مع موقع وياك للاستشارات النفسية .
اعلمي أنَّ كل إنسانٍ لديه أملٌ مشرقٌ فلا يمكنُ أن يحزنَ أو يقلقَ أو يكتئب، ولا يلجأ إلى التوتر وفقد الثقة من الحياة الجميلة، بل يكون صامداً مواجهاً للعقبات والمشاكل التي تُواجهه.
والأمرُ الذي حدثَ لكِ سببهُ الأول والأخير هو ضعفٌ في الشخصيةِ، فتتراجعين إلى الخلف، وتنسحبين، وتلجأين إلى الحزن والقلق والضيق، بعد ذلك العزلةُ والانطوائية، والقضاءُ على المستقبل.
من المعلومِ قد تكون الفترةَ التي تعيشينها الآن هي فترةُ المراهقة المتأخرة والتي تبدأ من سن العشرين إلى الثلاثين سواءا عند المرأة أو الرجل، وفي هذهِ المرحلة تكثرُ فيها التَّقلبات النَّفسية والجسدية والمزاجية والفكرية وحتى الاجتماعية، وكذلك في هذهِ المرحلة تزدادُ الوساوسُ القهرية لمن لديهم الاستعدادَ لذلك، ولكن لابدَّ أن يكونَ أيضاً حدثَ لكِ نوعٌ من التَّغيُّرِ البيولوجي والكيميائي، وهذا التَّغيُّر يتعلّقُ بما يُعرف بالموصلات العصبية أو الناقلات العصبية، وهنالك عدَّةُ موادَ كيميائية أهمّها المادة التي تُعرف باسم سيرتونين.
لا شكَّ أنَّ الوساوسَ تولِّدُ الإحباطَ وتولِّدُ الاكتئاب، وتجعلُ صاحبها يفقدُ الكثيرَ من تفكيرهِ الإيجابي، وينصبُّ كل فكرهِ نحو السَّلبيةِ والتَّشاؤم، ويرى الماضي مُظلماً، ويرى المستقبل مُبهماً، ويرى الحاضر فاشلاً، هذا هو التَّصور الاكتئابي المرتبط بالوساوسِ القهرية.
أنتِ محتاجةٌ إلى أن تقدِّري ذاتكِ، ومعرفةُ الإنسان لقدرِ نفسه هي منبعُ ثقته، وتقديرُ الذَّاتِ هو عمليةٌ ديناميكية لما يجري في العقلِ والجسدِ من عمليات، وما يقومُ به الإنسان من تصرفاتٍ وسلوك.
وهذهِ السُّلوكيات (عدم تقدير الذات) التي تصدرُ منكِ يبدو أنَّ الأفكار السَّلبية قد طغت عليكِ وأخذت حيزاً كبيراً في تفكيركِ، ولم تتركِ مجالاً للأفكارِ الإيجابية، وهذا ما يُؤدي بكِ إلى العزلةِ، والضَّعفِ وعدم القدرةِ على مواجهةِ الآخرين، وتتأثري من أي انتقاد.
أولاً وقبل كل شيء يجب عليك: أن تعطي لذاتكِ الحقّ، وتعرفي قيمتها، وهذا التقديرُ لابدَّ أن يكون عالياً حتى تتغلبي على الحساسيةِ المفرطة.
وهذا الضَّعف الذي تعيشينه قد يولدُ لديكِ أيضاً القلق، وهو شعورُ الإنسان بعدمِ الرَّاحةِ تجاه شيءٍ ما يمكنُ أن يحدثَ وهو غيرُ مؤكد، أو خطرٌ محدق يخافُ منه الإنسان؛ فيشتتُ ذهنه، ويُضايقهُ، ويُقلقُ منامه، ويُعكِّرُ صفوه، والقلقُ الشَّديد والذي يعتبرُ مرضاً يعتبرُ عدوّ النَّجاحِ والوصول إلى الهدفِ المنشود، بخلافِ القلقِ البسيط الذي يجعلُ الذِّهنَ متفتحاً ومنتبهاً لما يدور أمامه.
حاولي أن تواجهي هذا القلق والإكتئاب بقوَّةِ الإيمان، وقوَّةِ اليقين والاعتقاد، وإذا كنتِ تعيشينَ حياةَ الخوفِ والعزلة، فإنكِ ستظلينَ تعيشينَ أسيرةً حبيسةً للقلقِ والحزنِ طوالَ حياتك، وتُفني عمرك في الأوهام، فبادري بالانطلاق، ولا تفكري في شيء، وأبعدي عنك القلق والخوف، وعيشي حياتكِ بعيداً عن التوتر.
وهناك خطوات من خلالها تستطيعينَ أن ترفعي من شأنِ ذاتك، وهي:

1- يجبُ أن تعلمي أنكِ مؤمنةٌ بالله، فإنَّ الطاقةَ الإيمانية هي ذلك النُّور الإلهي العجيب الذي إن استعنتِ به فلن يخذلكِ، وهذا النُّور هو الذي يمدّكِ بالقوةِ الجسمانية في بدنكِ، والسعة في رزقكِ، والبركة في حياتك، ويزودكِ باليقينِ والثقةِ بالنَّفسِ، والطَّمأنينة والراحة النَّفسية، والسعادة الأبدية.
2- حاولي أن تواجهي هذهِ المشاكل التي تعيشنها سواء كانت في المدرسةِ مع صديقاتك أو في البيت بقوَّةِ التَّقبل والمناقشة، والتفكيرُ في الحلول، وكوني صلبةً بدلاً من الهروبِ واللجوءِ إلى البكاءِ والحسرة.
3 - يجب أن تكوني حيويةً، وعندك عزيمةً وقدرةً على مواجهةِ أي شيءٍ، وتحبينَ العملَ، ولديكِ الحماسَ والدَّافعية والميل إلى التغييرِ والتَّطويرِ، ويجبُ أن يكونَ هدفكِ في الحياةِ واضحاً لا غموضَ فيه.
4- يجب أن تكوني إيجابيةً متفائلة، بعيدةً عن الإحباطِ واليأس، وحاولي دائماً أن تقبلي على تصميمِ الحياة، ولا تضعفي أمامَ المشاكل.
5 - كوني اجتماعية، وابتعدي عن العزلةِ والانطوائيةِ، وحاولي أن تستمعي إلى الآخرين، وتؤثري فيهم، وتحبي الخير للجميع.
6- مارسي تمارينَ الاسترخاء؛ فهي تخففُ عنكِ من وطأة القلقِ والحزن، ويجب أن تختاري مكاناً هادئاً بعيداً عن الضوضاء.
7- أنصحك بعمل جلسات إرشادية مع إستشارية نفسية من أجل تخفيف القلق والحزن.
9- دائماً اعطي رسالة إيجابية إلى عقلكِ الباطني أنَّكِ إنسانةٌ ناجحةٌ في حياتك، ولا تلتفتِ إلى الأفكارِ السَّلبية، فالإنسانُ الناجحُ دائماً تواجههُ عقبات، ولكن يستطيعُ أن يتغلبَ عليها ويتجاوزها بقوَّةِ إيمانه ويقينه بالله تعالى، ثم بإرادتهِ وعزيمتهِ القوية.

وبالله التوفيق.
د. العربي عطا الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما