728 x 90



التاريخ: 2017-02-05


الإستشارة:

السلام عليكم أرجو أن تكونوا بأحسن الأحوال عمري ٣٠ عام متزوجة منذ ١٢عام لدي أربعة أطفال شاءت الظروف وتزوجت في مكان خارج بلدي وبحكم الغربة كان اختلاطي بالناس قليل جدا الى درجة الانعدام وبحكم أنشغالي بالتربية والاولاد والابتعاد عن الأهل أصبحت انطوائية بدرجة كبيرة أحب الهدوء والقراءة والانفراد لكن ما يقلق راحتي حالياً أنني لا أستطيع الانسجام مع العالم الخارجي و غير قادرة على التواجد نهائيا بالأماكن المزدحمة وبحكم أنني أم ومسؤولة عن أطفال فهذا يتطلب جهد واحتكاك مع الخارج لكن الأمر لايقف هنا !! لأنني ومؤخراً ومنذ عام تقريبا كلما هممت بالخروج من المنزل (لقضاء أمور ضرورية) شعرت بتوتر كبير و دوار وانزعاج ومرض مفاجيء واعياء وتراودني مخاوف كثيرة من بين هذه المخاوف ان اتعرض لسرقة او تعدي او تحرش أو تطاول أو تبلي بالإضافة الى أن هذه المشاعر تعرضني لعذاب ضمير حاد لأنني أم ومسؤولة عن بناء شخصية أبنائي كيف ؟؟؟ وأنا أتعرض لهذه الأحوال ؟؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا بك أختي الكريمة وشكرا على تواصلك معنا وثقتك بنا
بداية أول خطوات العلاج هو إدارك الشخص أن لديه مشكلة يعاني منها، وكذلك الرغبة الأكيدة في علاجها والتخلص منها هذا ما وجدته في رسالتك فأنت تقدري جيدا أهمية الخروج من هذه الأزمة وتدركين أيضا عواقب الاستمرار بهذا الشكل وإن كان تركيزي على الأضرار التي تقع علي الأبناء فقط وتوفير احتياجتهم ولكن أيضا أنت متضررة بشكل كبير في حال تجاهل هذه المشكلة.

من خلال وصفك للمشكلة تبين لي أنها مرت بثلاث مراحل متتالية ظهرت في مرحلتها الأولى وكما يبدو لي أن سماتك الشخصية وفق علم نفس الشخصيات أنك شخصية انطوائية وصاحب هذه الشخصية دائما يميل إلى الهدوء والجلوس بمفرده، كذلك يميل إلى التقليدية ويقاوم التغيير هذه الشخصية تستمد طاقتها من خلال التركيز على داخلها وليس من العالم الخارجي فهي شخصية لا تفضل الخروج كثير وتشعر بالوحشة والغربة كلما خرجت للعامل الخارجي وساعدك في ذلك الظروف الاجتماعية التي مررتي بها فزاد الأمر تمركز حول ذاتك.
أما المرحلة الثانية فكانت نتيجة لعدم الانتباه وكذلك تطور الحالة كما وصفتيها بهذا الشكل فوصلت إلى اضطراب نفسي يعرف باضطراب الرهاب الاجتماعي Social anxiety والرهاب الاجتماعي اضطراب نفسي منتشر في المجتمع وهي يعتبر امتداد للانطوائية الشديدة التي لم تعالج مع حدوث بعض المشكلات أوالتجارب السلبية التي يفهم منها اللاشعور أن العزلة عن المجتمع تمثل له الحماية والأمان والخوف من تعرض الشخص للأذى مثل التعرض للسرقة أو التعدي أو التحرش.
أما المرحلة الاخيرة فالأمر تطور من الرهاب الاجتماعي إلى ما يعرف بالمشكلة النفسجسمية
(سيكوسوماتك) وهو المشكلات الجسدية التي سببها الاضطربات نفسية مثل الصداع الشديد أو الدوار أو أي أمراض أخرى جسدية تحدث بمجرد التفكير أو التعرض للعالم الخارجي
ومن الملاحظ خلال عرضك لمشكلتك وكذلك التمهيد السابق يبين أن المشكلات النفسية البسيطة إذا ما أهملت قد تطور إلى مشكلات أكبر، لذلك أنصح بسرعة الاهتمام بالأمر للتخلص من هذه المخاوف التي لا أصل لها والمبشر في الأمر أن هذه المشكلة ليس عندك وحدك بينما منتشرة بشكل كبير، كذلك التدخل والاهتمام يجعلها تتلاشى شيئا فشيئا بإذن الله.
واليك بعض الارشادات التي قد تساعدك في التخلص من هذه المخاوف

أولا : رصد الأفكار غير العقلانية:
ذكر ألبرت اليس في نظرية العقلي الانفعالي أن المشكلات السلوكية والنفسية التي يعاني منها الأفراد ترجع في الأساس إلى أفكار غير عقلانية، هذه الأفكارغالبا ما تكون فقط في مخيلة الفرد وليس لها مكان في الواقع، الدليل على ذلك أن الكثير من الناس يذهبون ويعودن ولا يصيبهم ما تخافين منه، فبداية أنت تحتاجين إلى البحث في الأفكار غير العقلانية والوقوف عليها وكذلك الرد عليها بما يثبت لك أنها لا أصل لها بالواقع، مثل الخوف من السرقة ومن المفيد استخدام الورقة والقلم
ثانياً : توقيف الأفكار السلبية التلقائية والتحكم فيها :
نعني بالأفكار غير التلقائية السلبية هي الأفكار التي تعرقل خروجك للمجتمع وتوهمك بالخوف بشكل تلقائي فعليك أن تلاحظي هذه الأفكار وتقفي على ما يمنعك من التقدم وإدراكك للتوهم الذي يحدث.
ثالثاً : التطمين التدريجي
وهي فنية من فنيات العلاج السلوكي وتعتمد علي التدرج في التخلص من الخوف الشديد بأن تبدأي بالخروج إلى الأماكن المحببة إليك وبصحبة من تسعدي بوجودهم بجوارك، مع الانتباه للأفكار غير العقلانية وتوقيف أي تسلسل أفكار يقودك إلى الخوف.
رابعاً : المواجهة بمبدأ أسوأ الاحتمالات
نستخدم هذا المبدأ للتخلص من المخاوف غير المنطقية بأن يفكر الفرد في أسوأ احتمال ممكن أن يحدث حال الخروج والاحتكاك بالمجتمع ثم يحاول أن يتقبل هذا الاحتمال والذي غالبا لم يحدث
إلا أن هذا الفنية تحتاج إلى شجاعة ولكن نتئجها سريعة ومفيدة للتخلص من الخوف.
هذه بعض الإرشادات التي قد تساعدك في تخفيف حدة الخوف من الخروج للعالم الخارجي وأنصح وفي حال عدم قدرتك على التخلص من هذه المشكلة أن تبادري بمقابلة أحد المختصين النفسيين كي يساعدك على الخروج من هذه المشكلة ولا تترددي.
تمنياتي لك بحياة هادئة مستقرة فعالة في معية أسرتك الكريمة.

د.هاني الشامي
خبير نفسي وتربوي وخبرة في الاستشارات النفسية والتربوية

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما